منى سلمان

قصة الريد القديمة

[ALIGN=CENTER]قصة الريد القديمة[/ALIGN] تذكرت قصة من القصص اللطيفة عن الخلافات الزوجية التي ترد لمحاكم الأحوال الشخصية وفيها إشتكى الزوج من زوجته التي تصر على تربية أغنامها داخل غرفتهم الخاصة مما يجعل حياته فيها مستحيلة بسبب الروائح المنبعثة من بقايا الأغنام، وعندما طلب منه القاضي التعايش مع ذلك الوضع والإستعانة بفتح النوافذ لتجديد هواء الغرفة إحتج على القاضي قائلا:
أفتح الشباك عشان حمامي المربيهو يطير؟!!!
تذكرت تلك القصة وأنا أتابع حلقة شيقة من برنامج دكتور )فيل) ناقش فيها المشاكل الزوجية الناتجة عن الإنعكاسات السلبية لعلاقات الحب القديمة لأحد الطرفين، كان من ضمن من إستضافهم زوجين صغيرين حديثي الزواج فقد إشتكت الزوجة من أن زوجها ما زال يكن مشاعر الحب لحبيبته الأولى بل يتواصل معها عن طريق البريد الإلكتروني .. وما ذكرني بحكاية الأغنام والحمام هو رد الزوج عندما سأله دكتور (فيل) عن سبب إصراره على التواصل مع حبيبته السابقة على حساب غضب زوجته، رد الزوج مبررا بحجة شبيه بحجة صاحب الحمام فقال عن سبب ذلك:
لأن زوجتي هي أيضا على صلة وتواصل مع حبيبها السابق ودائما ما يتصل بها تلفونيا!!
دائما ما تكون العلاقات السابقة وقصة الريدة القديمة من أسوء وأخطر العقبات التي تعترض بدايات الحياة الزوجية، وذلك عندما يدخل أحد الزوجين لمؤسسة الزوجية دون التحلل الأكبرمن أثار الماضي، فحينها يقع أسيرا للمقارنات الظالمة لنفسة ولشريكه، فالخيال دائما ما يضع الحبيب السابق في صورة الشخص الكامل المبرأ من العيوب، مقابل صورة الزوج الشريك والذي يفقده التعود رونق الإبهار ودهشة الإستكشاف، فكيف للزوجة المستيقظة من النوم متورمة العينين منكوشة الشعر (مكرفسة الهدوم) كيف لها أن تنافس خيال الحبيبة التي يحفظها في ذاكرته جميلة وأنيقة و(مريّحة) كمان، وكيف لحوار الطرشان على شاكلة:
جيب الخضار .. والغاز قطع .. وما تنسى الكهرباء .. ودايرين كسوة العيد ..الخ
كيف له أن يصمد أمام ذكريات الونسة الدقاقة وكلام الريد وحوارات البال الهاني ورايق .. غايتو أنا في ظني المتطرف أن كل الشعراء الذين تشببوا بمحبوباتهم ونظموا فيهن الدرر، لو كانت قصصهم قد إنتهت بالزواج لما سمعنا عن تلك الثنائيات خبرا .. بس تخيلوا معاي لو أن المجنون كان قد تزوج من (ليلى)، ثم قيل له أن ينظم فيها قصيدة بعد مرور عام على الزواج .. كان حا يقول شنو؟
كذلك في المقابل لا تصمد صورة الزوج النائم وشخيره يصل لعنان السماء أو منظره وهو يقضم فحل البصل مع اللقمة (المصلحة) بحجمها الذي يضاهي (رأس العتود)، لا تصمد أمام صورة الجكس السابق بـ (القشرة) و(الضيق) الذي كانت تغني له:
اللابس الأخضر كان شفتو بتبرجل
يمة طبعو كدة .. وانا ما بقدر
يا أخواتي شكلو كدة .. وانا ما بقدر
(أنشاء الله اتذكر اكتب عن حب البنات للقمصان الخضرا وتغنيهن لها)
ما علينا .. حتى في قصص الغرام فكثيرا ما يدخل المحبين في علاقات جديدة دون التخلص من آثار الدمار الناتج عن العلاقات السابقة، وكم تغنى الشعراء عن جروح وعذابات الحب القديم كما شدا بها محمود علي الحاج:
قصة الريد القديمة .. بيسألوني عليها ديمة
كلو ما حاولته انسى .. يصحوا ذكراك الأليمة
كذلك تغنى بها عثمان حسين:
في حياتي قبلك إنت .. عشت قصة حب قاسية
لسة ما زالت في قلبي .. ذكرياتها المرة باقية
لمّا هليت في وجودي وقلت بيك سعادتي باقية
من كل ذلك نخرج بخلاصة أنه من الضروري لكل من له سابقة في تعاطي الغرام، تشطيب وإغلاق الدفاتر القديمة قبل الشروح في فتح حساب لـ (تاني ريدة .. كمان جديدة).

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫8 تعليقات

  1. الحب الاول لا يتنسي والبقول بتنسي يبقى كذاب كبير
    وذي ماقالو الذكرى للحبان أجمل رساله

  2. 😎 الأستاذه / منى لقد لامستي جرحا غائرا وحفظ الله قلمك قصة الريده القديمة أقوي من الجديده ولكن الله غالب :lool: من المفترض أن يفتح الأنسان مع زوجته الجديده صفحة بيضاء بدون ذكر القديم لان إذا فتح السيره القديمه ( الحمام بطير ) .. ود العيكورة

  3. دي من الثوابت والزكريات دايما جميله مهما تجافينا بنقول حلييييييييييييييييييييلا والماعندو ماضي ما عندو حاضر والنسى قديمو تاه

  4. 😎 😎 😎 نهارك سعيد اخت منى ومذيداً من المقالات الجميلة التى تروح عن النفس وكما جاء فى التعليق الاول البقول ماعندو قديم كذاب وانا بعتقد ان كلا الطرفين لديه ماض حتى لو ما قصة حب ان شاءالله اعجاب ساكت برضوا ماضى حقو نكون كتاب مفتوح لبعض ولاشنو عشان مايكون فى مشاكل والحياه نبقيها ذى الماضى واحلى بكتير
    وكل انسان عندو ماضى ………ماضى كامل فى حياتو
    وبرضو عشان الغنم ماتفر والحمام مايطير ولاشنو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  5. اخخخخخخخخخخخخ من الريدة القديمة مالك علينا
    ما قلنا نسينا خلاص 0000000

    بالله ما تفتحي الجروح القديمة

  6. الاخت منى لك كل الشكر ….. الحمد لله المرة دى جات منك ونحنا طبعا لا حبينا ولا شفن للحب درب كل المساله امسك لى والنقطعلك وغطتى قدحك وربنا يستر الحال وكلها ايام وشفنا المكشن بلا بصل لكن اليوم فتحتوا لينا طاقه لتنفيس الطاقه الكامنه جوانا وحانعمل فيها انو الوحد كان اخطر من قيس وروميو وخاصه لامن يلبس الاخضر وخاصه الاخضر الزرعى … كل الكلام دا عشان الجماعه الماصدقو يشيلوا عفشن ويرحلوا وانا اسكن العنبر

  7. كل الاشياء والمواقف التي تحدث تغيير في حياة الانسان بالسعادة او الشقاء لا تنسى وتصبح مطبوعة في الذاكرة وليس وجودها في الذاكرة بمعني انها تكن كل الحب للحب الاول ولكن وجودها في الذاكرة كفترة تاريخيه في عقل الانسان بحلاوتها ومرارتها وليس هناك انسان او انسانة كاملة الصفات او كامل الصفات يستحق ان نجعله هو الحب الاول والاخير فقد تفشل في الاول ولكن هل يعقل انك او انكي لن تجدي افضل من الحب الاول فهذا الاستاذ الكابلي كما ختمتي به
    تاني ريده وكمان جديدة يا قلبي مالك في دروب دلالك تحكم علي بعيون سعيدة
    والمعني واضح علينا ان نتفائل دائماً بان هناك تاني عيون سعيدة قد تستحق الاخلاص والوفاء اكثر من الحب الاول الذي لم يقدره الطرف الاخر وبالتالي فليذهب غير ماسوف عليه

  8. كتاباتك رقيقة ورائعة واجمل مافيها تمس واقعنا المعاش فالى الامام دوما مع التوفيق والسداد..