الصادق الرزيقي

تــعــــديــل وزاري أم بــالــــون اخــتـبـار؟

[JUSTIFY]
تــعــــديــل وزاري أم بــالــــون اخــتـبـار؟

لم تهدأ الاتصالات الهاتفية ولا الرسائل النصية بين المشتغلين والمتابعين للشأن السياسي ولم تنفك طيلة يوم أمس، تتساءل حينًا وتؤكد حينًا آخر على تشكيل وزاري وشيك، حُدِّدت له أسماء وشخصيات نظمتها في خيط واحد الجهات التي سرَّبت هذا التعديل المنتظر، وحوتها التخمينات والأقاويل والارتشاحات، وذهبت إلى القول بأنه سيُعلن على الملأ في أقل تقدير إذا تطاول به الأمد يوم الخميس المقبل..
بالرغم من أن الأجواء مشحونة بالترقب والانتظار والتكهن حول التغييرات الوزارية القادمة، إلا أن جهات ربما من داخل الدولة والمؤتمر الوطني قد أطلقت بالونات اختبار قبل فترة وتكاثفت نهار أمس، عن طبيعة التكوين الحكومي المتوقع، وحددت أسماء الوزراء القادمين والمغادرين، وتنشد الجهات التي أعدت بعناية وأطلقت بالونات الاختبار هذه، قياس الرأي العام ومدى استمزاجه لهذه الشخوص والأسماء وللتغيير الوزاري نفسه..
إذا أردنا التعامل مع هذه التكهنات وبالونات الاختبار، فسنجد أنه لا جديد البتة في ما يتداوله الناس هذه الأيام، فإذا كان ما يقال صحيحاً، فإنه سيكون تعديلاً وزارياً مخيباً للآمال ولا جديد فيه، سوى أنه كشْف تنقلات تم تطعيمه بقليل من الوجوه الجديدة دون أن تتغير طبيعة التوليفة الحاكمة أو تتغير أوزان مراكز القوة أو أكف الميزان السياسي الداخلي في الحزب الحاكم وتياراته وأركانه الشداد..
فهناك وجوه موجودة منذ مجيء الإنقاذ، ظهرت أسماؤها كما هو واضح في التشكيل المتخيَّل الملقى على مسامع الرأي العام، ويبين من خلاله أن العقل السياسي الحاكم كأسرة البوربون الشهيرة في التاريخ الأوروبي، لم يتعلم شيئاً ولم يتعظ من كثرة التجارب والتجريب، فلماذا الإصرار على تدوير وتكرار الوجوه والأسماء التي قدمت ما عندها وليس هناك جديد ستضيفه..
فالتغيير المطلوب الآن، لم يكن في يومه مطلوباً في ذاته، إنما الذي يرجوه الناس وعامة الشعب والدوائر السياسية هو تغيير السياسات والبرامج والأفكار وضخ دماء جديدة وتقديم وجوه وقيادات يمكنها أن تقود المرحلة المقبلة.
ليس من الحكمة على الإطلاق، الإبقاء على التشكيلة الوزارية الحالية، فحواء السودان والدة.. ومن العجز ألّا تجد قيادة الدولة في حزب عضويته ملايين السودانيين حفنة وبضعة رجال ونساء يمكنهم العمل في الجهاز التنفيذي!! ومن غير المستحسن أن يتمخض الجبل فيلد فأراً! هناك تطلعات كبيرة لدى عامة الشعب وآمال في رؤية البلاد تتجه في اتجاهات الإصلاح والبناء والتنمية والطمأنينة والسلام والاستقرار، لكن من أهم التطلعات أن يروا السلطة حصرية وحكراً على وجوه بعينها استأثرت بالمواقع والمناصب واستنفدت كل ما لديها، ولا تريد أن تترك المجال لغيرها كأنها مخلدة في مواقعها!
وواضح كذلك من التسريبات التي اجتاحت مجالس المدينة وأحاديثها واشتغالها، أن هناك مجموعات داخل الحزب تتقاسم الأنصبة وتتوزعها فكل قيادي مؤثر يأتي بمن يريده حتى لو تكرر مرات ومرات، وهذا خطأ كبير للغاية يرتكبه المؤتمر الوطني الذي يجب عليه أن يعطي مثالاً ونموذجاً للآخرين أن لديه من القيادات والكوادر ما يكفي لملء مقاعده الوزارية، فمن الأفضل للحزب أن يقدم تشكيلات مختلفة من القيادات ويجدد الدماء والوجوه والتجارب والأجيال، وألّا يسجن نفسه في جلابيب الآباء المجربة.. لا يمكن للتجربة السياسية في البلاد أن تثمر وتنضج دون أن يُزال الاحتقان وتُفتح المسالك لينتهي ركود المياه في مكان واحد..
سواء صحت التكهنات والتسريبات أو لم تصح، فإن الحقيقة يجب مواجهتها بشجاعة وقوة، لا يمكن أن يكون التعديل الوزاري المقبل محدوداً وجزئياً وشكلياً، يجب أن تُراعى فيه الكفاءة والقدرة ومقدرة من يأتي وزيراً على تقديم عطاء مقنع وخلاق، فإذا ركن المؤتمر الوطني للمجاملات والعلاقات الشخصية والترضيات والموازنات القبلية والعشائرية والمناطقية والجهوية، فلن يُصلح حاله ولا حال البلاد والعباد..

[/JUSTIFY]

أما قبل – الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد

  1. يا اخوي يالصادق يكفي بس اذالة رية وسكينة وزير الزراعة والمالية وياريت عبد الرحيم وعلي محمود ونافع وعلي عثمان ويسكر على كده