منى حسن: ليس السودان وحده من يقع ضحية من يُمثِّل به ولا يُمثل في المهرجانات!

مثلت السودان في عدد من المهرجانات الأدبية في الوطن العربي مثل مهرجان الشارقة وشاعر المليون ومهرجان الشاطئ الشعري بالجزائر، وغيرها من المهرجانات التي كان آخرها مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية،
كما أنها عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين، عضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، نشرت لها عدة قصائد بالصحف داخل وخارج السودان ،(القدس العربي، الزمان اللندنية, دبي الثقافية، قصيدة المؤشر الجزائرية، جريدة الكلمة الليبية، جريدة الملتقى العراقية، جريدة الدستور الأردنية)، وغيرها من الصحف،
كما كتب عن تجربتها الأدبية عدد من النقاد داخل وخارج السودان. “التغيير” التقت بها لمحاورتها في ما يخص تجربتها الكتابية ومشاركاتها الخارجية فماذا قالت.
*ماذا عن منى حسن وكيف ولجت إلى عالم القصيدة؟
– لم أخطط يوماً أن أكون شاعرة، لكنني عشقت الشعر منذ نعومة أظافري، ووجدتني أقرأه بشغف ومحبة، فأحفظ ما يروقني منه، ومن ثم أخذت أكتبه بالفطرة، دون خوض في علومه العروضية، والفلسفية، وأدين باكتشاف موهبتي الشعرية لأبي رحمه الله، فهو من غرس محبة الشعر في بساتين روحي، وسقاها الرعاية والتشجيع والاهتمام، فبذرة الموهبة تموت إن لم تجد السقيا التي تعنى بها لترسل أغصانها بعيداً في فضاء الإبداع..
درستُ هندسة الكهرباء والاتصالات، وحزتُ على درجة الماجستير فيهما، وما زلت قيد قصيدة لم تولد بعد..
قبل أيام، وبعد عودته للسودان، فاجأ الشاعر السوداني القدير محمد المكي ابراهيم الحضور بطلبك للقراءة على المنصة بالأمسية التي أقيمت بمركز عبد الكريم ميرغني ضمن فعاليات معرض الخرطوم الدولي، وتنبأ لك بمستقبل شعري باهر، مصرحا بأن الشاعرة منى حسن ستكون شاعرة سودانية وعربية مهمة جدا؟ فما تعليقك؟
ماذا سأقول عن محمد المكي إبراهيم صاحب الحرف الأسمر الذي خط على صفحات أيامنا أجمل المواويل، وسكن قلوب الشعب السوداني قبل البيوت، وتسلل إلى حقائبنا المدرسية، وخلواتنا الليلية، وظلَّ صديقا عزيزا يضيء سماوات أرواحنا، سوى أنني تشرفت كثيرا أن تسمو حروفي لتلامس سماء ذائقته العالية، وأنني أعتز برأيه كثيرا، وأدرك أن مسؤولية أن يقول محمد المكي رأيا كهذا عن شاعر هي مسؤولية كبيرة ستزيد حساسيتي تجاه الكلمة، وأشكر ثقته وتشجيعه لي ولكثير غيري من الشعراء، وهذا ليس بغريب على قامة سامقة كمحمد المكي إبراهيم، الذي سعدنا بعودته إلى سودانه الحبيب، وبلقائه على مائدة الشعر.
لمن تكتب منى؟ لعامة الناس أم للقارئ المثقف؟
لا أفترض أي علامة استفهام مسبقة حين تحضُرني لحظة الكتابة ، لأن هذا الفعل لا يخضع للعقل بقدر امتثاله لأوامر الروح وشحناتها التي تسافر بكل طيور القلب إلى سماء لا نعرف عنوانها حتى آخر بيت ربما..
يقال دائما ان مشاركاتنا الأدبية الخارجية لا تتعدى كونها “تمامة” عدد ، فما مدى صحة هذه المقولة من وجهة نظرك؟
لم تكن مشاركات السودان البلد الشاعر ” تمامة ” عدد يوما، على العكس تماما، فدوما نجد صدى طيب للمبدعين السودانيين الذين سبقونا في تمثيل سوداننا الحبيب في مختلف الدول العربية والعالمية، بأدبهم وثقافتهم وأخلاقهم التي يتحدث كل من التقاهم عنها وعن سموها، هذا وبالطبع لا يخلو الأمر كما هو الحال في أغلب دول عالمنا العربي، من الإخفاق في بعض الأحيان فليس السودان وحده من يقع ضحية من يُمثِّل به ولا يُمثله في المهرجانات الشعرية، ففي غفلة من الزمن يمكن أن يطفو على السطح من هم دون المستوى الذي يليق بمستوى المشهد الإبداعي السوداني، ومع هذا يظل للسودان دورٌ رائد في خارطة الثقافة والإبداع العربي، لا يقبل المزايدة.
هل تعتقدين أن الشاعرة السودانية مهمشة إعلاميا مقارنة بنظيراتها في الدول العربية أو بالرجل ؟!
في السودان لا يوجد تهميش للمرأة الشاعرة أو الأديبة مقارنة بالرجل، أي لا يُوجد تمييز نوعي، فهي تأخذ فرصتها مثله تماما في المحافل والندوات الأدبية، وكذلك الإعلام، لكنني أرى أن المثقف السوداني عموما رجلا كان أم امرأة مقصر في التعريف بنفسه داخليا وخارجيا، وأنه يُفضل في كثير من الأحيان القوقعة على إبداعه، لعدة أسباب منها الزهد وقسوة الحياة، وغيرها، فنجد أن الأدب السوداني برُغم تاريخه الثقافي الحافل المنقوش على مسار القرن المنصرم، والذي حمل طابعه الخاص عبر استلهام مراحل تاريخية متعددة، وإرث حضاري متميز وثري، يعود إلى ممالك النوبة القديمة في مروي في القرن الثامن قبل الميلاد، ظلَّ مغمورا أو معزولا – إن صح التعبير- وظل الأديب السوداني غائبا عن الساحة الأدبية العربية، وقليل الظهور فيها، وعلى الرغم من ظهور بعض الأدباء السودانيين عربيا وعالميا، إلا أن هذا البلد- القارة ما زال به إرث ثقافي وأدبي عظيم لم ير النور، وشعراء وأدباء عمالقة رحلوا دون أن يسمع العالم بهم وبأدبهم..
كيف كانت مشاركتك في المحافل الشعرية الأخرى داخل وخارج السودان؟
كان لي شرف أن أكون صوت السودان في عدة محافل شعرية، آخرها هذا العام في ملتقى الشعراء العرب بتونس- فبراير، الجنادرية بالسعودية -فبراير، وربيع الشعر بالكويت في مارس، بالإضافة لمشاركاتي بالمهرجانات والفعاليات الأدبية داخل السودان، ومما يسعد الشعراء والمتابعين للساحة الثقافية العربية هذا الاهتمام الذي نلمسه من المسؤولين في مختلف الدول العربية بالشعر والشعراء، والحراك الشعري الكبير سواء على مستوى المهرجانات أو المسابقات الشعرية.
أخيرا كيف تقيمين الحركة الأدبية والثقافية في السودان..
السودانُ بلدٌ شاعر، به حراك ثقافي هائل، نابعٌ من إرثه الثقافي والتاريخي الممتد على مرِّ العصورِ، والحركة الأدبية في السودان تراوح المكان العلي المرموق في الثقافة والأدب، وتكاد تسعى على قدمين بين عدة ندوات ومنتديات وليال تُواكِبُ مثيلاتها في الدول العربية، إن لم تكن تفوقها إصرارا وبقاء، ، فرغم الظروف القاسية التي يمر بها السودان، يظل الإبداعُ فيه نيلا لا ينضب معينه، ولا يبخلُ على أبنائه بالعطاء، ومما لا شك فيه أن هنالك أصوات شعرية سودانية قادمة بقوة، واعدة بملء فجوات في سماء الأدب السوداني خلَّفها رحيلُ أعلام بارزة من عمالقة الأدب السوداني.
ليس السودان وحده من يقع ضحية من يُمثِّل به ولا يُمثل في المهرجانات!
الأدب السوداني برُغم تاريخه الثقافي ظل مغموراً ومعزولاً
أبحث دوماً عن قصيدة لم تكتب
الشاعر محمد المكي حملني مسؤولية كبيرة تجاه الكلمة!
منى حسن، شاعرة وكاتبة، تتميز بالمفردة العالية والتصوير البليغ، والمعاني التي تسمو لمراقي الوطن الكبير، وقال عنها الشاعر محمد المكي إبراهيم إنها ستكون أهم شاعرة سودانية وعربية، مما يضاعف من مسؤوليتها وتأثيرها على المشهد الثقافي، مثلت السودان في عدد من المهرجانات الأدبية في الوطن العربي مثل مهرجان الشارقة وشاعر المليون ومهرجان الشاطئ الشعري بالجزائر، وغيرها من المهرجانات التي كان آخرها مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية، كما أنها عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين، عضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، نشرت لها عدة قصائد بالصحف داخل وخارج السودان ،(القدس العربي، الزمان اللندنية, دبي الثقافية، قصيدة المؤشر الجزائرية، جريدة الكلمة الليبية، جريدة الملتقى العراقية، جريدة الدستور الأردنية)، وغيرها من الصحف، كما كتب عن تجربتها الأدبية عدد من النقاد داخل وخارج السودان. “التغيير” التقت بها لمحاورتها في ما يخص تجربتها الكتابية ومشاركاتها الخارجية فماذا قالت.
حوار: برعي الأبنوسي
*ماذا عن منى حسن وكيف ولجت إلى عالم القصيدة؟
– لم أخطط يوماً أن أكون شاعرة، لكنني عشقت الشعر منذ نعومة أظافري، ووجدتني أقرأه بشغف ومحبة، فأحفظ ما يروقني منه، ومن ثم أخذت أكتبه بالفطرة، دون خوض في علومه العروضية، والفلسفية، وأدين باكتشاف موهبتي الشعرية لأبي رحمه الله، فهو من غرس محبة الشعر في بساتين روحي، وسقاها الرعاية والتشجيع والاهتمام، فبذرة الموهبة تموت إن لم تجد السقيا التي تعنى بها لترسل أغصانها بعيداً في فضاء الإبداع..
درستُ هندسة الكهرباء والاتصالات، وحزتُ على درجة الماجستير فيهما، وما زلت قيد قصيدة لم تولد بعد..
قبل أيام، وبعد عودته للسودان، فاجأ الشاعر السوداني القدير محمد المكي ابراهيم الحضور بطلبك للقراءة على المنصة بالأمسية التي أقيمت بمركز عبد الكريم ميرغني ضمن فعاليات معرض الخرطوم الدولي، وتنبأ لك بمستقبل شعري باهر، مصرحا بأن الشاعرة منى حسن ستكون شاعرة سودانية وعربية مهمة جدا؟ فما تعليقك؟
ماذا سأقول عن محمد المكي إبراهيم صاحب الحرف الأسمر الذي خط على صفحات أيامنا أجمل المواويل، وسكن قلوب الشعب السوداني قبل البيوت، وتسلل إلى حقائبنا المدرسية، وخلواتنا الليلية، وظلَّ صديقا عزيزا يضيء سماوات أرواحنا، سوى أنني تشرفت كثيرا أن تسمو حروفي لتلامس سماء ذائقته العالية، وأنني أعتز برأيه كثيرا، وأدرك أن مسؤولية أن يقول محمد المكي رأيا كهذا عن شاعر هي مسؤولية كبيرة ستزيد حساسيتي تجاه الكلمة، وأشكر ثقته وتشجيعه لي ولكثير غيري من الشعراء، وهذا ليس بغريب على قامة سامقة كمحمد المكي إبراهيم، الذي سعدنا بعودته إلى سودانه الحبيب، وبلقائه على مائدة الشعر.
لمن تكتب منى؟ لعامة الناس أم للقارئ المثقف؟
لا أفترض أي علامة استفهام مسبقة حين تحضُرني لحظة الكتابة ، لأن هذا الفعل لا يخضع للعقل بقدر امتثاله لأوامر الروح وشحناتها التي تسافر بكل طيور القلب إلى سماء لا نعرف عنوانها حتى آخر بيت ربما..
يقال دائما ان مشاركاتنا الأدبية الخارجية لا تتعدى كونها “تمامة” عدد ، فما مدى صحة هذه المقولة من وجهة نظرك؟
لم تكن مشاركات السودان البلد الشاعر ” تمامة ” عدد يوما، على العكس تماما، فدوما نجد صدى طيب للمبدعين السودانيين الذين سبقونا في تمثيل سوداننا الحبيب في مختلف الدول العربية والعالمية، بأدبهم وثقافتهم وأخلاقهم التي يتحدث كل من التقاهم عنها وعن سموها، هذا وبالطبع لا يخلو الأمر كما هو الحال في أغلب دول عالمنا العربي، من الإخفاق في بعض الأحيان فليس السودان وحده من يقع ضحية من يُمثِّل به ولا يُمثله في المهرجانات الشعرية، ففي غفلة من الزمن يمكن أن يطفو على السطح من هم دون المستوى الذي يليق بمستوى المشهد الإبداعي السوداني، ومع هذا يظل للسودان دورٌ رائد في خارطة الثقافة والإبداع العربي، لا يقبل المزايدة.
هل تعتقدين أن الشاعرة السودانية مهمشة إعلاميا مقارنة بنظيراتها في الدول العربية أو بالرجل ؟!
في السودان لا يوجد تهميش للمرأة الشاعرة أو الأديبة مقارنة بالرجل، أي لا يُوجد تمييز نوعي، فهي تأخذ فرصتها مثله تماما في المحافل والندوات الأدبية، وكذلك الإعلام، لكنني أرى أن المثقف السوداني عموما رجلا كان أم امرأة مقصر في التعريف بنفسه داخليا وخارجيا، وأنه يُفضل في كثير من الأحيان القوقعة على إبداعه، لعدة أسباب منها الزهد وقسوة الحياة، وغيرها، فنجد أن الأدب السوداني برُغم تاريخه الثقافي الحافل المنقوش على مسار القرن المنصرم، والذي حمل طابعه الخاص عبر استلهام مراحل تاريخية متعددة، وإرث حضاري متميز وثري، يعود إلى ممالك النوبة القديمة في مروي في القرن الثامن قبل الميلاد، ظلَّ مغمورا أو معزولا – إن صح التعبير- وظل الأديب السوداني غائبا عن الساحة الأدبية العربية، وقليل الظهور فيها، وعلى الرغم من ظهور بعض الأدباء السودانيين عربيا وعالميا، إلا أن هذا البلد- القارة ما زال به إرث ثقافي وأدبي عظيم لم ير النور، وشعراء وأدباء عمالقة رحلوا دون أن يسمع العالم بهم وبأدبهم..
كيف كانت مشاركتك في المحافل الشعرية الأخرى داخل وخارج السودان؟
كان لي شرف أن أكون صوت السودان في عدة محافل شعرية، آخرها هذا العام في ملتقى الشعراء العرب بتونس- فبراير، الجنادرية بالسعودية -فبراير، وربيع الشعر بالكويت في مارس، بالإضافة لمشاركاتي بالمهرجانات والفعاليات الأدبية داخل السودان، ومما يسعد الشعراء والمتابعين للساحة الثقافية العربية هذا الاهتمام الذي نلمسه من المسؤولين في مختلف الدول العربية بالشعر والشعراء، والحراك الشعري الكبير سواء على مستوى المهرجانات أو المسابقات الشعرية.
أخيرا كيف تقيمين الحركة الأدبية والثقافية في السودان..
السودانُ بلدٌ شاعر، به حراك ثقافي هائل، نابعٌ من إرثه الثقافي والتاريخي الممتد على مرِّ العصورِ، والحركة الأدبية في السودان تراوح المكان العلي المرموق في الثقافة والأدب، وتكاد تسعى على قدمين بين عدة ندوات ومنتديات وليال تُواكِبُ مثيلاتها في الدول العربية، إن لم تكن تفوقها إصرارا وبقاء، ، فرغم الظروف القاسية التي يمر بها السودان، يظل الإبداعُ فيه نيلا لا ينضب معينه، ولا يبخلُ على أبنائه بالعطاء، ومما لا شك فيه أن هنالك أصوات شعرية سودانية قادمة بقوة، واعدة بملء فجوات في سماء الأدب السوداني خلَّفها رحيلُ أعلام بارزة من عمالقة الأدب السوداني
حوار: برعي الأبنوسي- التغيير السودانية