عادل ابراهيم حمد : من هو رئيس السودان القادم ؟
التعددية التي ابتدأنا بها عند الاستقلال، اعتبرها كثيرون مدخلاً للمماحكة والتلكؤ في بلد يحتاج فيه شعبه إلى برامج عاجلة لإخراجه من حالة التخلف ـ وكانت تلك حجة قوية في بلد لم يجرب بعد طريقة غير التعددية.. كان هذا الرأي حينها في طور التنظير ولم يخضع لتجربة عملية تختبره، فلم تظهر له عيوب، وعززه في ذلك الوقت الإعجاب بقادة في المنطقة خطفوا الأضواء بدون الالتزام بقواعد الديمقراطية.. ولما غابت الديمقراطية في السودان افتقد الناس محاسنها، ثم استشعروا مخاطر الحكم الأحادي.. ومع تكرار تعاقب الديمقراطيات والشموليات نضجت أكثر الرؤى حول الطريقتين، وأصبحت الديمقراطية هي الأفضل خاصة بعد أن أدرك العقائديون أن الحكم ليس ببساطة إسناد الأمر لمثقفين مؤهلين لتقديم رؤى جاهزة، ووصل الخلاف داخل الشموليين درجة أصبحوا هم الأكثر حاجة للديمقراطية داخل نظامهم، ولغياب الديمقراطية أعدم عبد الخالق محجوب بواسطة رفاقه اليساريين لا بدوائر الرجعية، ولغياب الديمقراطية سيق الترابي إلى السجن بواسطة إخوانه الإسلاميين لا بأهل اليسار و(بني علمان) مررنا اليوم بتجارب عديدة أكدت الحاجة لنظام يجعل كل أبناء الوطن شركاء في إدارة وطنهم بعد أن أيقن الجميع أن الادعاء بأهلية جماعة محددة لإدارة الوطن وإقصاء الآخرين وهم كبير.. وليس من نظام مؤهل لاستيعاب كل أبناء الوطن غير الديمقراطية.. أيقن الحزب الحاكم بهذه الحقيقة، فدعا بخلفيته الإسلامية لحوار لا يستثني منه الشيوعي، وأصبح عادياً أن يدخل عضو الشعبي دار الشيوعي، وشيع الصادق والترابي نقد إلى مثواه الأخير، وهما من عملا على حل الحزب الشيوعي خلال حكم الأول.. تجارب غيرت المفاهيم، وعززت الديمقراطية.. هي الأرحب بحيث لا يصبح الحاكم وصياً يحرم على غيره حق الوطنية.. بهذا الفهم يمكن أن أتفق مع ترشيح الأستاذ مصطفى للرئيس البشير إذا كانت مهمته في المرحلة القادمة هي إكمال التمهيد لعودة الديمقراطية كاملة.
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]