قير تور
صاحب العمل والمال
عندما تذكرت القصة التي تحدثت عنها فليس هناك ما يشبهها في الوقت الراهن سوى حال العمال والموظفين ببلادنا في القطاع الخاص فأصحاب المال والأعمال هم من يقررون حقوق من يعملون معهم وفترة بقائهم صالحين للعمل ونسبة المستحقات التي في كثير من الاحيان تكتب فقط في الأوراق ولا يجدها العامل أو الموظف.
ان وجود حكومة قوية وسيادة القانون ومحاكم عمل مختصة تنظر قضايا العمال ومحامين يدافعون عن حقوق العمال واتحادات تدعى حماية المكتسبات، لم يمنع استغلال اصحاب الاعمال للعمال.
ان الظرف الاقتصادي الصعب الذي مر وما يزال به البلاد بسبب الحرب، جعل العمل يكون في يد افراد معينين هم المسيطرون على السوق، وهؤلاء استغلوا صعوبة الحياة فصاروا يفرضون شروطهم على العامل بطريقة غير مباشرة عندما يعملون على جذب العامل بالحوافز والبدلات التي تبدو في الظاهر كبيرة الرقم، لكن فارغة المحتوى إذ يجد الفرد نفسه مثل الترس أو قطعة الاسبير تم شراؤه.
وحقيقة فإن بعض اصحاب الاعمال يتعاملون مع العمال بنفس تعاملهم مع اطارات سياراتهم القديمة، فليس لصاحب العربة حاجة لاطار تالف غير القذف به إلى الهواء.
المسألة بالضبط هكذا، أغلب الذين يعملون في المصالح الخاصة تجدهم يعملون بكل كد وجد وهم في اوج شبابهم وعندما يمرضون او تتقدم بهم السن أو في حالة اختلاف مع المخدم يكون مثل الإطار التالف ويا حليل الاطار التالف فعلى الاقل فما زال هناك اناس يمارسون مهنة صنع الأحذية المحلية المعروفة عندنا بـ(تموت تخلي) فهي لا تزال تلقى رواجا عند البعض.
ان أصحاب العمل في الوقت الراهن ينفذون ما يرغبون فقط وليس يهمهم ماهو الصحيح.. الصحيح دائما هو ما يقوله اصحاب المال.. طبعا هذا الوضع ليس شاملا الكل فالحمد لله فما زال ببلادنا بعض النفوس السامية التي تخاف الله قبل محاسبة القانون في حقوق الآخرين.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1165- 2009-2-9