محمود الدنعو

ليبيا في نفق الأزمة!

[JUSTIFY]
ليبيا في نفق الأزمة!

دخلت ليبيا في نفق أزمة سياسية وأمنية قاتمة. فالحكومة الراهنة التي خطف رئيسها في وضح النهار في طرابلس ثم أعيد في خلال ساعات من قبل مجهولين، باتت غير قادرة على ضبط نشاط المليشيات المسلحة التي باتت تتعارك وسط العاصمة طرابلس، حيث أسفرت المواجهة بين بين مجموعتين مسلحتين الأسبوع المنصرم في طرابلس عن سقوط قتيلين و30 جريحا، وأبانت في الوقت نفسه عن خطوة الأوضاع الأمنية في ليبيا التي ظللنا نشير هنا إلى أنها ماضية في تدهور مريع طالما الحكومة الراهنة تعوزها الإمكانيات لضبط العملية الأمنية وطالما المجتمع الدولي متردد في دعمها لتعيد بناء المؤسسات الأمنية الرسمية وتوفر لها التدريب والسلاح اللازم لمواجهة المليشيات المسلحة المنتشرة في ليبيا.
أسهم انتشار السلاح غير المشروع في ليبيا إلى عدم الاستقرار الأمني منذ الإطاحة بنظام الرئيس معمر القذافي، ويقدر مراقبون عدد قطع الأسلحة المنتشرة في أنحاء ليبيا بأكثر من 22 مليون قطعة، بين أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وفشلت كل النداءات السابقة لجمع هذا السلاح ووضعه تحت تصرف الأجهزة الرسمية وجدد علي زيدان دعوة الحكومة واستعدادها لشراء السلاح من حامليه وإعدامه.
أمس حذر رئيس الحكومة الليبة علي زيدان من أن الاستمرار في حالة الفوضى الأمنية، قد يفضي إلى إعلان إفلاس الدولة الليبية، وذلك تعطيل صناعة النفط التي تعتمد عليها الموازنة الليبية بشكل رئيس، وأدت حالة الانفلات الأمني إلى تعطيل 60% من إنتاج النفط الليبي.
الرئيس زيدان أمهل المليشيات التي تعرقل إنتاج النفط مهلة أسبوع أو عشرة أيام على أقصى حد، وبعدها كما يقول زيدان لن تبقى الحكومة مكتوفة الأيدي، بل ستمارس مهامها بما يهيئه الله لها، ولن تقبل أن تنتهك سلامة الوطن ووحدته بما أعلن من أوهام سياسية.
هذا الإعلان والتحذير الواضح لمن يعرقل إنتاج النفط ويهدد الدولة الليبية بالإفلاس وجد في المقابل تحدٍّ جديد من ما يعرف بإقليم برقة شرق ليبيا الذي أعلن من طرف واحد تكوين حكومة للإقليم قال رئيسها إبراهيم الجضران ردا على تحذيرات زيدان: “كلام رئيس الحكومة علي زيدان لا يصلح للرد عليه”.
وفي تصعيد خطير أقدمت حكومة برقة على خطوة إعلان تأسيس المؤسسة الليبية للنفط والغاز الجديدة التي ستتخذ من طبرق مقرّا مؤقتا لها قبل أن تنتقل إلى بنغازي، وسيديرها صالح أبوزيد المسماري، وذلك للتصرف فى النفط المنتج من إقليم برقة لعجز الحكومة عن التحقيق في سرقات النفط بحسب بيان حكومة برقة المثيرة للجدل التي أعلنت عن نفسها مؤخرا في تهديد مباشر لوحدة التراب الليبي، ويضم الإقليم مدن اجدابيا وبنغازي والجبل الأخضر وطبرق وشكل الإقليم الجديد حكومته الخاصة وقوة دفاع برقة كجيش منفصل.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي