نساء جزر القمر!
كشفت دراسة قامت بها مؤسسة تومسون (رويترز) ونشرت نتائجها أمس الثلاثاء أن نساء جزر القمر ليس فقط (زي القمر)، بل هن أكثر النساء العربيات اللائي يتمتعن بأفضل وضع للمرأة من جهة صيانة حقوقها وحمايتها من التمييز السلبي لها، حيث كشفت الدراسة أن جزر القمر هي أفضل مكان يمكن للمرأة أن تعيشه فيه في الوطن العربي تليها سلطنة عمان ثم الكويت، فالأردن وقطر، والواقع أن جزر القمر تستحق ذلك حيث تقول الدراسة التي استطلعت آراء 336 خبيراً في مجال قضايا المرأة خلال شهري أغسطس وسبتمبر في دول الجامعة العربية الاثنتين والعشرين، قالت إن المرأة في جزر القمر تشغل 20 % من المناصب الوزارية وتحتفظ الزوجة عادة بالأرض أو المنزل في حالة الطلاق.
ولكن اللافت للانتباه والمثير للدراسة والتأمل أن تتزيل مصر القائمة تليها العراق فالسعودية فسوريا فاليمن والسودان، هذا الموقع لمصر كأسوأ مكان بالعالم العربي يمكن أن تعيش فيه المرأة، لا يتناسب إطلاقا وموقع مصر الرائد في المنطقة، البعض سارع إلى تبرير ذلك بما بات يعرف بثورات الربيع العربي التي جاءت وبالا على المرأة بعكس التوقعات، ولكن هذه الفرضية لن تصمد أمام التقرير نفسه الذي يدرج تونس في المركز السادس وليبيا تاسعا كأفضل البلدان التي يمكن للمرأة العربية أن تعيش فيها، كما أن فرضية الامكانيات المادية والاستقرار الأمني والسياسي قد لا تكون الحاسمة، حيث توجد الصومال وجيبوتي في منتصف القائمة.
مشكلة مصر أن الموجات المتلاحقة من الثورات التي عاشتها جلبت معها واقعا جديدا على المرأة المصرية، حيث انتشرت ظاهرة التحرش الجنسي في الحشود والتظاهرات السياسية، وتفاقم العنف ضد المرأة مع صعود تيارات الإسلام السياسي في مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وتداعيات ثورة الثلاثين من يونيو.
وأشار تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أبريل إلى أن 99.3 % من السيدات والفتيات يتعرضن للتحرش في مصر، ويقول بعض المحللين إن هذا يعكس ارتفاعا عاما في مستوى العنف في المجتمع المصري في السنوات الأخيرة، وذكرت منظمة (هيومان رايتس ووتش) أن 91 امرأة تعرضن إما للاغتصاب أو للاعتداء الجنسي في العلن في ميدان التحرير في يونيو، حين اشتدت الاحتجاجات المناهضة لمرسي.
تراجع مصر إلى هذه المرحلة يستدعي دراسة الحالة ومعالجتها بشكل جذري حتي تسترد مصر ريادتها في هذا المجال، كما أن ثورات الربيع العربي جميعا، وفي مصر على نحو أخص، نهضت من أجل الحريات وكرامة الإنسان، فكيف يمكن تصور مثل هذه النتائج في ظل ثورات الربيع العربي التي كان المنشود والمأمول منها وضع أفضل للإنسان العربي من حيث الحرية والحقوق.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي