رأي ومقالات

د. حسن التجاني : الاختناقات المرورية وكوبري الجيش «2»!!


[JUSTIFY] المرور بصورة عامة مشكلة كثير من الدول… ليس السودان وحده الذي يعاني من اختناقات المرور وما تتسبب فيه من حوادث ذات نتائج سالبة تحدث الخسائر في الممتلكات والأرواح.

< لكن الوضع يختلف من دولة لأخرى حسب الكثافة السكانية وجودة الطريق والسيارة وقائدها... وما تحصده الحوادث المرورية من الأرواح في الحوادث لا تحصده الحروب، وأعتقد هذا أمر معروف حسب الإحصاءات الأخيرة في هذا الشأن.< البنيات التحتية السليمة هي التي تكون الحل المناسب للتخفيف من هذه الحوادث المرورية والاختناقات متى كانت جيدة وسليمة علمياً كانت النتيجة إيجابية.< بلد كالسودان لا أعتقد كان يجب أن تحدث فيه مثل هذه الحوادث المرورية التي حصدت أرواحاً لا حصر لها، إذا قورنت ببلاد كلها وعورة طبيعية لوحدها أن تحدث ذلك الدمار البشري فقط، لأن السودان أرضه مسطحة يمكن أن تقوم عليها طرق جيدة جداً وبدون تكاليف مالية مثلاً كما هو الحال في المملكة العربية السعودية التي أفلحت وزارة الطرق فيها لقطع الجبال الوعرة وتمرير الطرق عبرها بصورة مذهلة تسر الناظرين، رغم حتمية وجود كثير من المنعطفات المرورية فيها فما بالك لوكانت أرضها كالسودان مثلاً كانت ستجعل الطريق من زجاج لقلة التكلفة المدفوعة في صناعة طريق في أرض وعرة.< الآن المملكة العربية السعودية تتمتع بطرق مرور لا مثيل لها حتى في العالم، حيث استطاعت أن تربط المملكة كلها بطرق دائرية ممتازة... ما جعل عملية العمران فيها تسير بصورة موازية لإنجازات الطرق... انعكس ذلك إيجاباً على كل الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن هناك.< أعتقد أن السعودية صبرت وصابرت ورابطت على صعوبة احتمال المفاهيم العلمية لكنها وصلت... والآن حق لها أن تتمتع بثمرة هذه الإنجازات.< في السودان يمكن أن يصل الناس سريعاً كما وصلت السعودية، لأن الطبيعة هنا غير التي هناك من حيث سهولة التنفيذ وقلة التكاليف.< ترتيب أولويات النقاط التي تقوم عليها العملية المرورية صعب جداً... وهي عملية شبيهة بأنه هل البيضة أولاً أم الدجاجة بالضبط هكذا... فإذا أحسنا في الطريق صنعاً هل سنجد من يحسن التعامل مع السيارة في الطريق، وهل سنجد السائق الملتزم بحسن استخدام واحترام ضوابط الطريق،... هل أولاً يجب أن نجد السائق الملتزم أم الطريق الجيد أم السيارة الصحيحة؟!.< هذا يؤكد ضرورة ارتباط هذه النقاط الثلاث ارتباطاً مباشراً لا يمكن فصلها عن بعضها البعض... ولا تقوم العملية المرورية أبداً إلا إذا توفرت كل هذه النقاط الثلاث معاً وفي وقت واحد.< عندما تناولنا موضوع كوبري الجيش في أكثر من عمود ووهج... قامت الدنيا وما زالت قائمة لماذا نكتب عنه ونقول إنه مشكلة يجب حلها فوراً؟ وحدث كل ما توقعنا لأن أمره حقيقة كان غريباً.< حين كتبنا لم نكن نقصد أحداً ولا جهة بعينها بقدر ما يهمنا ما الذي يجري فيه وما هي الشركة المسؤولة عن مهمة صيانته ومتى تنتهي، لأن السلامة المرورية مربوطة ارتباطاً مباشراً بهذا الكوبري.< تحرك العمل في الكوبري حقيقة بعد كتابتنا تلك وقد شارف العمل على نهاياته... لكن لم يكتمل في أطرافه من الجهتين فالذي تم هو في منتصفه فهل هذا كفاية أم العمل ما زال مستمراً... نحن نسأل إلى متى سيكون الحال هكذا؟. «إن قدّر لنا نعود»صحيفة الانتباهة ت.إ[/JUSTIFY][/SIZE]