وزير الاتصالات والاعلام : السودان حريص على حضور قمة طرابلس لحل النزاع مع تشاد
أكد الدكتور كمال عبيد وزير الاتصالات والاعلام بجمهورية السودان حرص الخرطوم على حضور القمة المرتقبة والتي ستجمع الرئيسين عمر البشير وادريس ديبي في العاصمة الليبية طرابلس ضمن استحقاقات اتفاق الدوحة لازالة الخلافات بين السودان وطرابلس .
وقال عبيد في حوار مع الشرق ان الهجمات الاخيرة التي تشنها المعارضة التشادية ضد النظام في انجامينا لاتشكل تهديدا لاتفاق الدوحة وانه على العكس تؤكد الاهمية التي هدف الى تحقيقها الاتفاق من حيث ايجاد الالية اللازمة لتطبيق الاتفاق على ارض الواقع خصوصا مايتعلق بوجود المعارضة وان اتفاق الخرطوم وانجامينا بالدوحة اعلان نوايا لمعالجة مشاكل متوقعة محملا تشاد المسؤولية عن خرق الاتفاق فيما يتعلق بشن حملات اعلامية مضادة .
اكد حرص الحكومة السودانية على استمرار الحوار مع الحركات التي تحمل السلاح مطالبا تلك الحركات بالعمل وفق اجندة وطنية وليس وفق املاءات خارجية وهو نفس الاتهام الذي وجهه الى بعض الصحف والاحزاب داخل السودان التي تعمل وفق اجندات اجنبية وضد مصلحة السودان .
واكد عبيد استعداد الحكومة لاجراء الانتخابات في موعدها مبديا دهشته من رغبة المعارضة في تاجيلها مؤكدا ان المعارضة السودانية هي الوحيدة في العالم التي تطلب تأجيل الانتخابات عن موعدها . وندد بالمساومة التي تعرض لها السودان من اجل عدم ترشح الرئيس عمر البشير للانتخابات مقابل وقف ملاحقته من قبل المحكمة الجنائية مؤكدا ان هذه المساومة شكل جديد من اشكال الاستعمار يرفضه السودان ويكشف حقيقة النوايا الغربية تجاه الخرطوم .
وفيما يلي نص الحوار …
-معالي الوزير ، المشاركة في الحكم هي دائما هاجس ومطلب الحركات والاحزاب السودانية وهي مطلب رئيسي على اجندة التفاوض مع الاحزاب والحركات المسلحة وانتم كوزير للاتصالات والاعلام مسؤولون عن تبديد هواجس هذه الحركات بعدم الاقتصار على المركز في خطابكم الاعلامي ومنح الولايات نفس القدر من الاهتمام الاعلامي الذي تولونه للمركز هل انت راض عما قدمته حتى الان ؟
– في بلد تعددي لايمكن ان يتحدث احد عن اقصاء وبمكانك ان تقدم نفسك للناخبين ويأتوا بك والحكومة الوحيدة التي ترغب في قيام الانتخابات في موعدها هي الحكومة السودانية والمعارضة الوحيدة التي لاترغب في عقد الانتخابات في موعدها هي المعارضة السوادانية وهذا وضع شاذ وغريب والتعددية ليست فقط في المجال السياسي وانما الاعلامي فلكل الاحزاب الحق في اصدار صحفها واذاعاتها وفي السودان الان هناك 11 اذاعة خاصة صحيح لم تبلغ تجهيزاتنا الهندسية ان تكون عندنا محطات تلفزة سودانية خاصة في الداخل لكن هناك سعي حتى تعود هذه القنوات في اطار تعددية حزبية وسياسية بعيدا عن التهميش دعونا نذهب للتعامل وفق قواعد اللعبة الديمقراطية والحديث عن وجود سلطة تعطي وتمنع ولى زمنه ، نحن سندخل الان انتخابات هي الاكثر تعقيدا الا انها ستشمل كل مستويات الحكم الاتحادي على مستوى 25 ولاية وعلى مستوى حكومة الجنوب حتى مستويات الحكم المحلي وبالتالي كل المستويات حتى انتخاب رأس الدولة حتى اعضاء المجالس التشريعية على مستوى الولايات سيكون انتخابهم بقانون وبمراقبة حتى ننفي الحديث عن الاقصاء والتهميش دعونا نقدم بشفافية على الانتخابات ونسلم الحكم لمن يختاره الشعب.
-الحوار في الداخل السوداني الى اين سواء عبر الاحزاب او مع الحركة الشعبية الشريك الاساسي في الحكم او مع الحركات التي تحمل السلاح في وجه الحكومة ؟
– قضية الحوار في الشان السوداني قضية محورية لان الوضع السوداني الان هو نتيجة حوار واتفاقيات سلام جرى حوار طويل بشأنها لفترة طويلة جدا مع عناصر معارضة وهذا ايضا انسحب على الساحة الداخلية ومستوى التلاقي بين القوى السياسية الذي افرز مجموعة من القوانين تنظم الحياة السياسية ومؤسسات الدولة هي مواعين جيدة للحوار والان الحكومة مشكلة من 14 كتلة سياسية على مستوى الاجهزة التشريعية والتنفيذية هي مجال للحوار في كل الاتجاهات وحوارنا مع الحركة الشعبية الشريك الاساسي في الحكم يتم في الاطار السياسي والثنائي وهذا انسحب ايضا على الحركات المسلحة التي تقيم خارج الحدود والحكومة السودانية هي الحكومة الوحيدة في المنطقة التي تدعو المعارضة المسلحة الى الحوار والجلوس على مائدة المفاوضات لعلمنا ان كثيرا من العمل المعارض للسودان اما ينطلق من دول اقليمية او من مناطق اخرى بعيدة عن القارة الافريقية واتخذ السودان وسيلة للحوار ايضا مع امريكا رغم انها لاتزال تصنفه في خانة عدائية وفكرة الحوار انتجت الكثير من النجاحات داخل وخارج السودان .
– لكن في الداخل هناك عقبات في الحوار مع الحركة الشعبية تبرز على خلفية نزاعات قبلية هل لاتزال هناك مشاكل مع الشريك الاساسي في الحكم ؟
-نعم اذا عرفنا ان الشريك الذي معنا في الحكم كان يحمل السلاح 50 عاما منذ قبل استقلال السودان هذا يعني ان هناك مشاكل حقيقية لابد من النظر اليها نحن لانقول ان الاتفاقات التي توقع اعلان لانتهاء مشاكل السودان لكن هي اعلان نوايا لمعالجة المشاكل وبالتالي لن نصدم اذا قابلتنا عقبات في الطريق مع الحركة الشعبية لاننا وقعنا الاتفقايات لتعيننا على حل المشاكل وليس للتغاضي عنها ونتوقع مشاكل حقيقية تتطلب ارادة لحلها والحل لن ياتي بالتنازلات المستمرة ولا بالتوافق الدائم على كل القضايا وهذا امر طبيعي في السودان المركب من تعدديات مختلفة ثقافية وعرقية واثنية والعبقرية هي ان تجمع هذه التعدديات في نسق واحد لتعطي نتائج ايجابية وما توفر لدينا من اتفاقيات سيكون اكبر معين لحل هذه المشاكل .
– اذا تحدثنا عن الحوار الاعلامي الصحف السودانية تعاني من الرقابة والبعض تم اغلاقه مايوحي بان الحرية الاعلامية مستهدفة في السودان ؟
– دعنا نبدأ من مفهوم الرقابة وهل هو مطلوب في اصله ام غير مطلوب ، الصحافة نفسها وسيلة من وسائل الرقابة على العمل العام ولكن الرقيب نفسه يحتاج الى من يراقبه والبرلمان لديه لجنة رقابية ولا ينبغي ان تكون ناك سلطة ايا كانت مصداقيتها فوق الرقابة وبالتالي الصحافة نفسها كسلطة من السلطات ينبغي الا تكون فوق الرقابة ، والنقطة الثانية هي ان السودان الان في مرحلة انتقالية والمراحل الانتقالية هي اكثر المناطق هشاشة في عمر الشعوب وبالتالي لابد من المسؤولية في الخطاب العام الذي يعطي ثمرة للتماسك والوحدة الوطنية والصحافة في السودان قديمة وراسخة ولديها مساهمة كبيرة جدا في كثير من القضايا الوطنية لكن في ظرف البلد فيه معرضة لمخاطر خارجية ستكون الصحافة واحدة من العوامل التي يمكن ان تستخدم لاضعاف التماسك في المجتمع ؟
-بمعنى انك تؤمن بان الصحافة السودانية يتم اختراقها من قبل دول مجاورة ؟
-هذا مؤكد ، وليس من دول مجاورة فقط ولم يعد سرا والوثائق واضحة ودامغة ووجهت بها الاطراف التي كانت على صلة بالتعامل وبالتالي فان دولة في مرحلة التخليق والتكون لابد ان تكون فيها سلطة مسؤولة تراعي احتياجات المواطن الحقيقية وتوفر قدرا من الحرية يمكن ان يكون معينا ومساعدا لا ان يكون مضرا . وأنا رئيس لجنة تنظر في اجازة بث الاذاعات الجديدة لااذيع سرا اذا قلت ان هناك مجموعة قدمت طلبا للحصول على تصديق لاذاعة كان واحدا من البيانات التي ادلت بها في وثائق التصديق ان تمويلها سيكون من سفارات كذا وكذا وسمت السفارات التي ستمولها وهذا في العمل الاعلامي وانت تتحدث عن الحرية الاعلامية فان احد اسباب الرقابة ان تكون الحرية هي الاساس وانتم كصحيفة تأتيكم اخبار كثيرة جدا من وكالات مختلفة وهناك طريقة حتما لاختيار الاخبار ولا تنشرون كل مايأتيكم وعندكم خط تحريري وهناك خطوط تحريرية للبلد كلها حتى لاتصبح الصحف المحلية ابواقا لاغراض اجنبية ونجن ندرك ان مواقف بعض الحركات ليست موواقف وطنية اصيلة فما من جهة تنشئ معارضة خارجية وتتلقى الدعم المالي والسلاح ويفتح لها الاعلام ولا تكون مطالبة بتسديد الفواتير لهذه الجهة التي تدفع وتمول فنحن في مرحلة لابد ان نراقب فيها الجسم الوطني جملة ولأول مرة يكون هناك تسجيل للاحزاب في السودان لان هناك قضايا لابد من التاكد ان الاحزاب لن تخرج عنها ولا يمكن ان نسجل حزبا في برنامجه معاداة اتفاقية السلام فهذا لون من الرقابة الضرورية في هذه المرحلة حتى يستقيم الاداء العام في البلد ثم بعد ذلك تكون الرقابة الذاتية في اطار تنشئة تمت على اساس وطني متفق عليه .
-يبدو من كلامكم انه لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ؟
-نحن عندنا معارك كثيرة وليست معركة واحدة ولذلك نحن نقول ان المطلوب للسودان في المرحلة المقبلة هو دولة مستقرة ذات سيادة وقادرة على ان تستثمر مواردها الذاتية وهذا لايمكن ان يتم الا في اطار توافق وطني لايمكن ان يتحقق الا اذا جنبت الاجندة الوطنية اي اجندة اجنبية وبالتالي اذا تحدثنا هنا نقول انه لاصوت يعلو فوق الاجندة الوطنية . وعلينا الا نفرط في هذه الثوابت لكن ان تأتي صحيفة وتقول بان نتنازل للمجتمع الدولي ولبعض الدول بعينها فهذه ليست رقابة لصالح الوطن ولكنها لصالح العدو وبالتالي فان الاطراف كلها ينبغي ان تكون رقيبة على هذه القضايا الوطنية خصوصا السيادة الوطنية والتنمية وتماسك البناء الوطني الداخلي .
-على صعيد المحكمة الجنائية كانت هناك حملة اعلامية نجحت في كسب شعبية كبيرة للرئيس البشير عكس ماهدف قرار الجنائية لكن هل توقفت الحملة الان ؟
-نحن لانلجأ لمواجهة هذه القضايا بأسلوب الحملات فنحن نواجه قضايا المحكمة الجنائية واحدة من تبدياتها هذه القضايا تقول ان السودان مستهدف ومن ضمن استهدافه وسائل عدة ونحن كنا نقول ان السودان مستهدف حتى في عقيدته وما كانوا يصدقوننا حتى كشفنا ان بعض المنظمات التي تعمل في انحاء من السودان لم تكن تعمل لاغراض انسانية وانما لاغراض تبشيرية ونشرنا ذلك وقالوا ان هذا كلام مبالغ فيه لكن بالامس عندما نشرت قناة الجزيرة تقارير عن العمل التبشيري في افغانستان كان مفاجأة للجميع ونحن بالنسبة لنا لم يكن مفاجأة لأن اجندة هذه الاطراف اذا ارادت ان تعمل في اراضينا لن تكون اجندة وطنية ولذلك نحن نتحدث عن خط اعلامي متماسك في اطار هذه المباحثات التي اشرنا اليها من قبل ونحن نتصدى لأي حملة تضعف من مكونات مجتمعنا الوطني وقضية المحكمة الجنائية كنا نراهن من البداية على ان الموقف الوطني السوداني اذا جرى حوار حول هذه القضية سيكون موقفا متماسكا في اتجاه رفض هذه المحكمة وهذا هو الذي حدث وبعض الناس كانوا يراهنون على ان صدور قرار المحكمة الجنائية سيؤدي الى انهيار في البنية المجتمعية في السودان لكن تبين صدق المجتمع السوداني في التعامل مع هذه القضية نحن لانقول ان المكر قد انتهى ولا ان المعركة قد حسمت ولكن نقول هنالك وعي متنام داخل المجتمع السوداني لمواجهة هذه المسائل جملة ليس في الجانب السياسي ولا في الجانب الامني ولكن في الجوانب المختلفة والدليل على ذلك النهضة التي تشهدها البلاد وهي ليست نتاج برنامج الحكومة وحدها ولكن نتاج المجتمع السوداني كله الذي استطاع ان يحقق معدلات في النمو خلال الفترة الماضية رغم الظروف التي تواجه السودان من الحرب والحصار والتضييق .
-هل يعني ذلك ان جولات الرئيس ادت الغرض منها ولن تتكرر ام سنشاهده يتحدى قرار المحكمة بجولات خارجية اخرى ؟
-نحن دائما نقول ان الرئيس سيمارس سلطاته وصلاحياته بصورة عادية ومتى مااقتضى الامر السفر سيسافر خارج البلاد وكان التعويل لدى الاطراف المعادية للسودان ان تعمل هذه القرارات على شل حركة الرئيس وسحب الشرعية منه ولكن لم تتأكد شرعية الرئيس مثلما تأكدت الان وزيارات الرئيس ليست ردود افعال وانما هي فعل في البرنامج العادي لرئيس الجمهورية .
-مع انطلاق سد مروي قبل يوم من قرار المحكمة الجنائية سمعنا شعار السد السد الرد الرد لكن فوجئنا بأنباء عن انقطاعات متكررة للكهرباء في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات الاخرى فهل نحن ازاء حملة ترفع مجرد شعارات ؟
– وجود سد على نهر النيل لايعد من باب الشعارات ولكن يعد من باب النجاحات الكبيرة والحكومة كانت واضحة جدا في المعلومات التي اعطتها عن السد فهو سينتج 1250 ميجاوات على مدى سنة من الان تبدأ بمولدين ومعروف هذا في التعاقدات الاقتصادية ان الشركة المنتجة ستظل مسؤولة عن التوليد حتى تكتمل المرحلة التجريبية ثم بعد ذلك ستقوم بمراحل في التسليم وخلال هذه المرحلة تظل الشركة المصنعة للتوربينات مسؤولة عن التوليد وستكون مسؤولة عن حماية التوربينات واذا حدث ضغط عال على التوربينات فمن حقها ان تسحبها وهذا ماحدث صحيح الطفرة التنموية التي حدثت في البلاد في الفترة الاخيرة احتاجت الى طاقة اضافية والطاقة المولدة الان معجزة بنسبة 23 % عن الاحتياجات الكلية بسبب دخول مصانع جديدة فخلال السنة الماضية وحدها دخلت 9 مصانع اسمنت في ولاية واحدة ولك ان تقدر كم تحتاج هذه المصانع من الكهرباء والتوربينات التي دخلت سد مروي اثنتان فقط من اصل 10 توربينات يتوالى دخولها حتى ابريل عام 2010 ليس ذلك فحسب لكن هناك محطات حرارية ينتج بعضها نصف انتاج سد مروي في مناطق مختلفة بالاضافة الى ان هناك تعلية لخزان الرصيص وهو افتتح عام 68وكان ينبغي ان تتم التعلية قبل اكثر من 30 سنة ولكن لم يحدث ولاان ستتم التعلية وسينتج اضعاف الكهرباء التي ينتجها الان وهناك مسوحات لسدود اخرى في السودان وجملة انتاجها من الكهرباء سيصل الى قرابة ال5 آلاف ميجاوات نحن نتحدث عن نقص في الكهرباء ولكن هناك عمل يومي لزيادة الانتاج وفي الشهر الحالي ستدخل وحدات اخرى للانتاج في منطقة تكرير النفط و ستضيف حوالي 300 ميجاوات حتى يحدث الاستقرار في بلد لم يكن ينتج اكثر من 300 ميجاوات طوال العشرين سنة الماضية في بلد مساحتها 2,5 مليون كيلومتر مربع وهي الان تنتج قرابة ال3 آلاف ميجاوات ومعنى ذلك ان الحكومة اشتغلت في هذا القطاع بدرجة عالية جدا من الكفاءة وستظل هناك اشكالات لاننا لم نعلن ابدا ان السودان سيكون جنة الله في الارض ولكن هناك صعوبات تصاحبها مجهودات ضخمة يتوافق الناس على القيام بها ولكن هناك نقطة مهمة وهي اننا ندرك ان الحصار الذي ضرب على السودان كان واحدا من اهدافه الا تستطيع الحكومة انجاز مهامها وعندما قامت حركة التمرد في سنة 83 لم يكن البترول قد اكتشف ولم يكن في اجندتا وعندما استطاعت الدولة ان تكتشف البترول في اوائل التسعينات والحرب قائمة في الجنوب تحولت اجندة التمرد للحديث عن ايقاف انتاج البترول وتحدثت الدول الداعمة للتمرد في ذلك الحين عن ان البترول اصبح جزءا من المعركة وعندما بدانا انشاء سد مروي في 2008 فان مشروعه قد وضع سنة 1946 ولم تستطع حكومة سابقة انجاز هذه المهمة وعندما بدات الحكومة في الترتيبات العملية بدأ تحريك بعض المجموعات لمعارضة قيام هذا السد نحن ندرك تماما انه مامن مشروع قامت به الحكومة في اطار الحصار الا وكانت هناك محاولات لدفع بعض المجموعات لوقف المشروع ونحن ندرك ذلك جيدا .
-ترددت انباء عن مساومات لعدم ترشح الرئيس للرئاسة مقابل اسقاط الملاحقة الجنائية عنه ماابعاد هذه المساومات ان صحت ؟
– هذا صحيح وهذا يدل على ان القضية ليست قضية قانونية ولا انسانية وانما محاولة ايقاف مسيرة التطور السياسي والاقتصادي في السودان والجهات الاجنبية تعلم ان قيادة هذه النهضة بيد الرئيس البشير وبالتالي فهم يريدون ان يأخذوا قرارا نيابة عن الناخب السوداني وهذا غير ممكن وغير مقبول وغير ديمقراطي ولذلك انا اشرت الى ان اللغة التي يتحدث بها الغرب في المؤتمرات تكون منطقية جدا لكن في الواقع هم يتعاملون خلاف ذلك عندما يتحدثون عن الديمقراطية والانتخابات الحرة فاذا كانت الخيارات الديمقراطية غير مواتية للاجندة يتدخلون لاجهاضها ونحن خيارنا ليس بالاستجابة لهذا الطرف او ذاك لاتوجد سلطة يمكن ان تمارس ضغوطا على السودان ونحن تخلصنا من الاستعمار منذ عام 56 ونقول بصراحة ان هذا المشروع مشروع استعماري جديد لن نسمح به.
-مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات حول دارفور بين الحكومة وحركة العدل والمساواة كيف ترون سير المفاوضات ؟
-الحكومة لديها رؤية واضحة تستند على ماتم التوصل اليه في لقاء ضم كل القوى السياسية في ملتقى اهل السودان ورؤيتنا ان الحركات ينبغي ان تتوفر على ارادة وطنية وان تقلع عن الاستجابة لمطالب الاخرين وتفكر في المطلوبات الوطنية وحينها سنكون قريبين من الاتفاق وكل المجموعات التي وقعت الاتفاق سابقا وكانت مدفوعة من اطراف اجنبية استطاعت ان تصل الى الاتفاقيات التي تشكل شكل الحكم الان في السودان ونحن متفائلون وهناك ضغط جماهيري قوي جدا للوصول الى حل في قضية دارفور والقضايا معروفة جدا ونأمل ان تتوافق ارادة الحركات المسلحة مع الارادة السودانية والارادة المدعومة الان بارادة اقليمية ودولية للوصول الى نتائج
-الى أي حد يمكن ان تؤثر العمليات العسكرية بين المعارضة التشادية ونظام الحكم في تشاد على مواقف حركة العدل والمساواة في التفاوض ؟
-يمكن ان تؤثر سلبا لان تشاد طرف اصيل في تدهور الاوضاع في دارفور وهذا ماكنا نقوله دوما فتشاد هي التي بدأت دعم الحركات المسلحة ضد الحكومة المركزية في الوقت الذي كان السودان يساعد على حل مشكلات تشاد مع الحركات المعارضة المختلفة التي كانت تأوي الى السودان والحديث عن ان قوات سودانية او قوات من المعارضة دخلت الى تشاد بعد توقيع الاتفاقية الاخيرة في الدوحة بثلاثة ايام هو حديث يخالف الواقع اذا علمنا ان الطبيعة وعرة والطرق غير ممهدة ولا نتوقع ان هذا حديث دقيق فالمجموعات المعارضة موجودة داخل الاراضي التشادية والحكومة التشادية لم تقدم أي اتجاه ايجابي نحو التفاوض مع هذه الحركات ونحن نقول انه مطلوب من الدولتين ان تعالجا قضايا المعارضة ولو ان الحكومة التشادية توصلت الى حلول مع المعارضة ربما ساعد ذلك مثلما نفعل نحن الان فنحن نرتب مع الحركات المعارضة ونرتب مع تشاد ، وما قامت به تشاد خرق للاتفاقية التي وقعت في الدوحة لانها نصت على وقف الحملات الاعلامية وبعيد التوقيع مباشرة شنت حملة اعلامية ضد السودان رغم ان كل العمليات تقع داخل الاراضي التشادية.
-كيف تتحرك الوساطة لاحتواء هذا الخلاف اذن ؟
-واحدة من الاضافات التي شهدتها الاتفاقية في الدوحة هي تحريك الالية المشتركة للتحقق من تطبيق الاتفاقية ولذلك جرى الاتفاق على ان يتم لقاء على مستوى القمة بين الجانبين في طرابلس ونحن نؤكد حرصنا على هذه اللقاءات خصوصا اذا كثرت المشاكل وليس العكس ولا ينبغي ان تكون اللقاءات بعد ان تحل المشاكل بل اللقاءات هي التي تساعد على حل المشاكل ليتم تفعيل الاليات المختلفة وهي الضمانة لعدم حدوث المشاكل ، ووقوع المناوشات يتطلب تفعيل الاتفاق لان ماتم التوقيع عليه من اتفاق في الدوحة لايعني انتهاء المشاكل ولكنه اعلان لارادة قوية لحل المشاكل فاذا وقعت وشلت ارادتنا وفضضنا الاتفاق هذا لايدل على رشد والعكس هو المطلوب حتى تقوم الالية بدورها في حل المشاكل بين الجانبين .
– كيف ترون الدوحة كعاصمة للحوار من خلال ماشهدته من اتفاق مبدئي بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة وبين السودان وتشاد ؟
– فكرة الحوار باتت اساسا في العلاقات الدولية خصوصا حول قضايا الديمقراطية واعادة بناء الاقتصاد العالمي من خلال مدارس فكرية مختلفة وتجارب مختلفة والجو العالمي الان كله يتحدث عن الحوار واذكر الكاريكاتير الذي نشرته جريدة الشرق ويتساءل ماذا سيفعل الرئيس اوباما مع انفلونزا الخنازير وكانت الاجابة انه لابد سيطلب الحوار مع الخنزير ، فقضية الحوار الان قضية جوهرية في التعامل الدولي والحديث عن الحروب المقدسة والمصطلحات المشابهة لة غريبة على العلاقات الدولية . حتى ان جلسة المتحدثين في منتديات الحوار بدت بطريقة مستفزة للطرف الاخر الذي لمس منها نبرة الاستعلاء وهي تعكس خلفية ثقافية لم تعد مقبولة في الحوار لان مثل هذه القضايا لاتشكل فقط رؤية اجتماعية وانما تشكل موقفا قيميا .
صحيفة الوطن