محمود الدنعو

آلام ظهر أوكرانيا

[JUSTIFY]
آلام ظهر أوكرانيا

عبر الاتحاد الأوروبي عن خيبة أمله لقرار أوكرانيا المفاجئ التخلي عن تحالف مع جيرانها الغربيين قائلا إن الاتفاقية كانت ستعزز الاستثمارات في البلد الواقع في شرق أوروبا. وقالت كاثرين اشتون منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بيان “هذه خيبة أمل ليس فقط للاتحاد الأوروبي لكن نعتقد أنها لشعب أوكرانيا.”
وقبل أسبوع فقط من موعد التوقيع على الاتفاقية وقع رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا أزاروف مرسومًا يقضي بـ”تعليق عملية التحضير لاتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي” في الوقت الذي يوجد فيه الموفدان الأوروبيان الرئيس البولندي السابق ألكسندر كفانيفكسي والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي بات كوكس، في كييف، في محاولة لتحريك الوضع، ورفض الأخيران الإدلاء بأي تعليق حول الإجراء الذي اتخذته الحكومة الأوكرانية. إلا أن داليا غريبوسكايتي رئيسة ليتوانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، اعتبرت في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن “فترة توقف العلاقات (بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا) قد تدوم طويلًا جدًا”.
القرار الأوكراني المفاجىء بتعليق اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي يأتي في وقت توجهت فيه أوكرانيا كليا نحو روسيا حيث نقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن أزاروف قوله أمام أعضاء البرلمان الأوكراني أمس، إن تقلص حجم التبادل التجاري مع روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة في الفترة الأخيرة يمثل “تهديدا للاقتصاد الأوكراني”، مضيفاً أن الحكومة الأوكرانية “تضع في أول اهتماماتها استئناف العلاقات الطبيعية مع روسيا”.
ويبدو أن حكومة أزاروف ضحت بعلاقاتها مع الاتحاد الأوربي في مقابل تطبيع العلاقة مع روسيا خصوصا في شقها الاقتصادي.
تجميد العلاقة مع الاتحاد الأوربي من قبل أوكرانيا الذي وجد أصداء واسعة في الصحافة الأوربية أمس رده البعض ليس فقط للعلاقة مع روسيا التي تود أوكرانيا تطويرها حتى لو ضحت بعلاقاتها مع الاتحاد الأوربي ولكن يبدو أن الشقة السياسية بين كييف وبروكسل لا تزال عميقة بسبب ملف الحريات وخصوصا قضية المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو، فبالتزامن مع قرار تعليق الاتفاق رفض البرلمان الأوكراني السماح بنقل المعارضة المسجونة إلى الخارج للعلاج، كما يطالب الاتحاد الأوروبي.
وكانت تيموشينكو المسجونة منذ العام 2011 دعت في رسالة وجهتها الأسبوع الماضي إلى القادة الأوروبيين إلى بذل كل الجهود لتوقيع اتفاق الشراكة “مهما كانت الظروف” وكتبت في الرسالة: «لا يمكن أن نقبل بأن تسمح اتفاقات في الكواليس ومخاوف الرئيس يانوكوفيتش الشخصية بالقضاء على طموحات أوكرانيا الأوروبية».
وتمضي تيموشينكو رئيسة الوزراء السابقة عقوبة بالسجن سبع سنوات لاستغلالها السلطة، وقد أدخلت المستشفى في أبريل من العام 2012 بسبب إصابتها بآلام حادة في الظهر.
ويبدو أن الرئيس الأوكراني يفضل التضحية بالشراكة مع الاتحاد الأوربي على أن يخرج منافسته السابقة في الانتخابات الرئاسية في 2010 من غياهب السجن حتى ولو بداعي العلاج من آلام الظهر الحادة.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي