هل يكون الاستثمار في دور المسنين واقعاً ؟

ووزارة التنمية تتكفل بذلك إما رعاية من كان منهم بالدار فقد تناولته جميع أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، فهي رعاية مثلى لا شك في ذلك. و«الإنتباهة» واحدة من هذه الوسائل التي أجرت تحقيقاً في هذا الأمر تضمنته أعدادها الفائتة.
نعم إن الرعاية فيها تقوم على أسس علمية سواء كان ذلك من الناحية الصحية أو الغذائية والنفسية والاجتماعية عن طريق أطباء واختصاصيين نفسيين واجتماعيين مؤهلين ومدربين في شأن الرعاية وكيفيتها، لكن هنالك ما هو أهم من ذلك ألا وهو الجو الأسري والإحساس بالأبوة ودفئ المشاعر والجميع يعلم ما لذلك من انعكاسات نفسية وصحية على المسن.
فهل تتوافر هذه الأشياء له وهو في أسرته؟إن التغيرات التي طالت جميع مناحي الحياة لا في السودان فحسب، وإنما في جميع بلاد العالم سواء كانت هذه التغيرات اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية على وجه الخصوص. هذه التغيرات كادت تقضي على الأخضر واليابس وتلاشت كثير من القيم الفاضلة من ترابط أسري وتسامح ونقاء سريرة، الوفاء، الإخلاص وعلى رأس هذه القيم المتأثرة بهذا التغيير هي قيمة البر بالوالدين والتي جعله الله في المرتبة الأعلى مع عدم الإشراك به. قال تعالى : «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا».
وقال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «الجنة تحت أقدام الأمهات» وكثير من الآيات والأحاديث تتحدث عن بر الوالدين. وهنالك من الناس من يرى أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية تجعل من رعاية المسن داخل الأسرة خاصة إذا كان جميع أفراد الأسرة يعملون وإذا كان المسن من ذوي الإعاقة أو أن الشيخوخة أثرت على ذاكرته، وفي كثير من الحالات يكون مقعداً تماماً، هذا مما يجعله يحتاج إلى رعاية تامة خاصة وأن بعض الأسر يكون الوالد وفرد واحد من الأسرة مرتبطاً بعمل، فإما أن يفقد عمله ومصدر رزقه ورزق والده أو والدته، فما العمل مع مثل هذا المأزق؟ «الإنتباهة» وجهت السؤال إلى بعض العلماء والمختصين فهل تستدعي الظروف إنشاء دور استثمارية لرعاية المسنين؟
توجهنا بسؤالنا في البداية إلى بروفيسور خالد الكردي
أستاذ علم النفس الاجتماعي بالجامعات السودانية والعربية، فأجاب قائلاً: نعم إذا انتشرت العولمة بذات السرعة فإنه من المؤكد سوف ننشئ دوراً لرعاية المسنين استثمارية، ويصبح الاستثمار في الآباء والأمهات، فهذا يمكن أن يحدث إذا تنازلنا عن قيمنا.
قالت الدكتورة ليلى حمد النيل ــ وزارة الصحة الاتحادية، الشيخوخة ليست مرضاً، وإنما هي مجموعة من العمليات البيلوجية وليس بمقدور أحد أن يتحاشاها، أما عن رأيي في إنشاء الدور الاستثمارية للمسنين فإنني أقول إننا مجتمع متكافل وما زالت دنيانا بخير فليس بعد.
عوض الرشيد عبد الله الرعاية الاجتماعية:
قال الأستاذ عوض: إن ما يميز السودانيين عن جميع المجتمعات هي الروابط الأسرية وهذا ما جعلهم مصدر إعجاب وتعجب من قبل الكثيرين وإذا وصلنا إلى هذا المدى من انهيار القيم فإنها بلا شك نهاية حقبة تاريخية تمتاز بالترابط الأسري والتكافل وبداية حقبة التفكك والانحلال الأسري.
عمرو إبراهيم مصطفى المدير الإداري لدار المسنين:
فقد قال إنا لا أوافق على إنشاء مثل هذه الدور. فالمسنون يحتاجون إلى دعم أسرهم ومهما قدمت الدار من رعاية إلا أنها لا توفر المشاعر الأسرية وإن كانت تنعدم في بعض الأسر.
أما الأستاذ مجتبى الوسيلة الاتحاد العام لمعاشيي الخدمة المدنية فقد قال: أعتقد أن ذلك لا يكون ممكناً في المجتمع السوداني لأنه سوف يصطدم بعقبات كثيرة.
أولاً: ما هي الخدمات التي سوف تقدمها الدور الاستثمارية؟ وهل سيجد المعاملة الكريمة التي يجدها داخل أسرته؟
ثم أن قيمنا سوف تكون أكبر عقبة تواجه مثل هذه المشاريع وحينما يحضر والديه إلى دار الإيواء تكون لديه القدرة المالية على الإنفاق عليهم وهذا يؤدي إلى تخلي الدولة عن دور الرعاية الحالية إذا سمحت للقطاع الخاص بالاستثمار في هذا المجال.
أنا لا أشجع قيام دار رعاية للمسنين تجارية بالسودان.
وذلك لأن ديننا الحنيف يمنع ذلك إضافة إلى العادات والتقاليد السودانية.
فقط أشجع قيام أندية أو دور اجتماعية.
إن وجود المسنين بالأسرة نعمة أنعم الله بها علينا ولا ندرك عظمة هذة النعمة إلا بعد رحيلهم إلى دار الخلود ووقتها لا يجدي التشرد والندم، فهم شموع مضيئة في بيوتنا. كيف لا وقد جعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات وقد قرن الله تعالى كيفية التعامل معهم بعبادته. قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا».
فكبار السن كما الأطفال يحتاجون إلى الحب والحنان والعطف والرعاية الخاصة. وهذا ليس بالكثير عليهم إن لم نكن جاحدين وناكرين للجميل.
إن مراحل التغير وقسوة الظروف جعلت هنالك كثير من الصعوبات والتحديات التي تواجه الأسر في رعاية ذويهم. وهنالك دراسة علمية تجرى الآن في هذا الصدد وأن أعمار هؤلاء المسنين تزيد كلما تقدم الطب وأن المجتمع السوداني والحمد لله ما زال بخير وينعم بترابط أسري.
مروة: إدارة الدور الإيوائية وزارة التنمية الاجتماعية: كما هو معلوم أصبح المجتمع يخشى على مستوى الأسرة النووية واختفت تماما الأسرة الممتدة. هذا إضافة لضغوطات الحياة. وقد تضطر بعض الأسر نسبة لتلك الظروف أن تلجأ الى مثل هذه الدور هذا يعني أنه من الممكن أن تنشأ دور مثل هذه.صحيفة الانتباهة
عائشة الزاكي
ت.إ[/JUSTIFY]
موضوع موفق ويا ليت صحافتنا تهتم بعكس هموم المواطن العادي البسيط بدلا من التركيز على السياسة والامور التي تفرق ولا تجمع ابناء الوطن الواحد ولكن هناك سؤال لم اجد له اجابة شافيه هل هناك مركز او مراكز دراسات اجتماعية في السودان تحصي وترصد التغيرات التي حصلت في المجتمع السوداني خلال العقدين الاخيرين وان كان نعم فلماذا لا تتواصل هذه المراكز مع الصحف ومراكز القرار لكشفها ومحاولة ايجاد العلاج لها قبل فوات الاوان وان كان الجواب لا فتلك كارثه ويبقى الكلام ونسه ساكت لا تسنده الارقام والدراسات المعمقة كعادتنا في جل الامور