حوارات ولقاءات

مذيع قناة (الجزيرة) جمال ريان : جلستي مع بائعة الشاي ومن حولي السودانيين كانت أجمل لحظات حياتي


[ALIGN=JUSTIFY]حوار: طاهر محمد علي
المخرجون لم يكتشفوا بعد الكنوز المخبوءة في السودان
جلستي مع بائعة الشاي ومن حولي السودانيين كانت أجمل لحظات حياتي
الموسيقى السودانية أقرب للموسيقى الكلاسيكية الكورية والآسيوية
سلاسة اللغة وجاذبيتها في أسلوب سهل ممتنع، حضور طاغ على الشاشة يجبرك على الانتباه، هذا هو المذيع الفلسطيني جمال ريان مذيع قناة (الجزيرة) الذي قاد تيم المذيعين ضمن فريق التغطية الأخيرة للقناة في السودان لتقديم برنامج (عين على السودان)، ريان صاحب بديهة حاضرة، وطرفة وحكايات، قدّم من قبل واحدة من مسابقات جمال العالم، فأشار الى آخر الملكات بقوله: “هذه آخر ملكات جمال العالم، أما الجمال الحقيقي فهو جمال ريان”.
خرج بانطباعاته عن السودان وهو يجول بين الأسواق والحوارى والمتاحف ويقابل الناس ليحكي معهم ويتعرّف عن قرب على الشخصية السودانية.. التقيته إبان وجوده الأخير وأدرت معه حواراً قصيراً حول العديد من المحطات.
* ما هو انطباعك وأنت تزور السودان لأول مرة؟
أنا عربي وأحسست بأنني في بلد هو امتداد للعروبة السياسية والجغرافية، وسياسياً أقدّر السودان لمواقفه تجاه قضايا الأمة خاصة القضية الفلسطينية والعراق.. ولمست هذا من خلال ما طالعته في الصحف السودانية من مقالات وتحليلات، وما لمسته من خلال احتكاكي مع السودانيين ومحاولة معرفة كيف يفكر السودانيون.
وقد علمت من السيد رئيس الجمهورية خلال حواري معه حجم المرارة لما يحدث في فلسطين، ومعظم القرارات التي تصدر لا تنفذ، وهذا يعطيك الإنطباع أننا كعرب قلوبنا مع بعض خاصة في ما يتعلق بقضايا الأمة.
* ما هو الإنطباع الذي تكوَّن لديك ما قبل وبعد الزيارة؟
مع الانتشار الواسع في وسائل الإتصال والفضائيات صار من السهل الإطلاع على كل ثقافات العالم، وبدأت أخيراً في متابعة الفضائية السودانية، وحينما ذهبت الى الصين لعمل برنامج (عين على الصين) وأنا أول من عمل عين الجزيرة، وفي بكين شاهدت في الفندق تلفزيون السودان، وسألت زملائي في أماكن أخرى حول مشاهدتهم لتلفزيون السودان، أعتقد أن هذه النقلة تقرب بين الناس والشعوب، وحينما أسمع الموسيقى السودانية على السلم الخماسي، وأنا رجل شرقي الهوى عشت في كوريا والصين أشعر أنها أقرب للموسيقى الكلاسيكية الكورية والآسيوية خاصة في الصين واليابان.
* ما هو الدافع لاختياركم للسودان وتسليط الضوء عليه من خلال (عين)؟
الحقيقة أن (عين على السودان) ليست للسودانيين وإنما لمشاهدي (الجزيرة) الذين يعدّون بالملايين، وهدف القناة تسليط الضوء علي بلد عربي، أفريقي يواجه هجمة شرسة من قوى خارجية تحاول تفتيته وتفكيك عضده ونظامه، ونحن كفضائية عربية الانتماء وبأسلوب عالمي التوجه يجئ اختيارنا للسودان من منطلق الحرص أولاً، ثانياً أهمية السودان كأكبر دولة عربية تمثل خاصرة مصر التي نعتبرها الأمة العربية في تاريخها، وثقافتها، أو موقعها، وما يؤثر على السودان يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مصر..
التوجه بشأن السودان توجه ثقافي بالدرجة الأولى وتعريف المشاهد العربي على أشياء لا يعرفها عن السودان.
* وماذا وجدتم فيه؟ وإلى أي مدى نجح البرنامج في نقل صورة حقيقية؟
نتمنى هذا الحكم من المشاهد في أن يكون البرنامج قد نقل صورة حقيقية، ولكننا نشعر بأننا أنجزنا شيئاً والنتيجة كانت على الهواء لمدة أسبوع كامل وكما ذكرت لك أننا تطرقنا الى كل شيء عن السودان، وشاهدتني وأنا أجلس مع بائعة الشاي ومن حولي السودانيين وكانت بالنسبة لي لحظات تاريخية.
* هل استمعت إلى غناء سوداني؟
استمتعت جداً بما قدمه الموسيقار حافظ عبد الرحمن من مقطوعات موسيقية وحينما يعزف على الفلوت يبدو لي أنه يغني الكلمات، وعرفت أنه التراث الغنائي السوداني بكل ما فيه من معانٍ.
* كيف تنظر لعودة الزميل سامي الحاج مجدداً لممارسة مهمته الإعلامية؟
بداية لا بد من شكر المولى عز وجل وشكر الذين وقفوا خلف الزميل سامي الحاج.. كان مجرد الإفراج عن سامي الحاج دليلا على الجهود المتعاظمة التي بذلتها المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان، والجمعيات المدافعة عن حقوق الصحافيين، وكذا الحكومة السودانية التي بذلت مجهوداتها من خلال مفاوضات مع الحكومة الأمريكية، ولا ننسى إدارة قناة (الجزيرة) والقائمين عليها، وقد أثبتنا للعالم أننا لا نتخلف في الدفاع عن أبنائنا.
* هل تعتقد أن الطبيعة السودانية، والتراث، والمناظر الموجودة في السودان قد تصلح كمادة معينات إخراجية لكثير من الأفلام والمسلسلات العربية؟
كل إنسان يريد أن يتعرف على عوالم جديدة، وسحر مخبوء، (والصحافي بطبعه يبحث دائماً عن المعرفة) عليه أن يذهب الى السودان وينزل الى الشوارع والغابات والصحراء ويتحدث الى الناس الذين يمثلون الطيبة على حقيقتها، والطبيعة العذرية، والأراضي الخصبة، والنيل الذي يمثل ثروة الأمة العربية ويمكن استثماره في مجالات الطاقة، والري، والزراعة.
كلمة أخيرة
دعني أعبر عن انطباعي وشعوري بأن هذه جذوري، رغم أني فلسطيني لكنني أشعر بأننا إذا اتحدنا سنتغلب على الكثير من الأزمات.. وأقسم بالله أنني لن أقطع زياراتي للسودان في مرات قادمة.[/ALIGN] صحيفة السوداني