منى سلمان

يشيلك الشال حبوبتي !

[JUSTIFY]
مواصلة لغناء الامس عن دلال الرجال
يشيلك الشال حبوبتي !

هناك فرق بيّن بين رقّة قلب الرجل الرومانسي، وبين (خفة) قلب الهويّن .. شتان ما بين الرومانسية وهوان الكبكبة، فلا يصح أن نربط بين صفتي الرومانسية والضعف، فنقول بأن الرومانسي هو شخص ضعيف لا يملك زمام عواطفه ويمد حبال الود حتى تتحول لمشنقة تلتف حول عنق رجولته، لأن شخصية الانسان وليس – رومانسيته – هي التي تحدد إن كان هذا الشخص مهزوز أم إنه ضعيف ضعف (الإضينة العشاه لبينه) وهذا المثل يعني أن زوجة المعني قد بلغت مبلغ من الاستخفاف به لدرجة انها (قاعدة تعشيهو رغيف بي لبن عديل) ! بالمناسبة ما المشكلة في خيار العشاء باللبن ؟ أقلو لا بغلط عليك ولا بوسخ إيديك .. !
إذن فالشخص الرومانسي يمكن أن يكون بسيط التفكير (غنم الله في بلد الله) أو يكون خارق الذكاء، كما يمكن أن يكون شجاع شجاعة (الأسد النتر وصحّى المرافعين خوف)، أو أن يكون من جماعة (راجل سيدة) العاملين بسياسة الخواف ربّا عيالو وقضّا يومو رومانسيات بدلا عن أن يقضّيه خنق مع أم العيال !!
نحن في مجتمع يعاني الجفاف والتصحر العاطفي ويعتبر أن التعبير عن العواطف حرفة النساء، أي يحق للمراة ان تعبر عن عواطفها بينما لابد للرجل من أن يضع صمام أمان يتحكم به على عواطفه، فلا يبديها بسهولة لأن الرجل الذي يعبّر عن حبه وما يجيش في دواخله ضعيف .. رغم أنه لا توجد صلة قرابة بين ممارسة الرومانسية وقوة الشخصية أو ضعفها، ولكنها نفسيات (الأعراب) ومن دار في فلكهم من المستعربين والعرّوب، فهي التي تدفعهم للإعتقاد في ذلك .. ما أن يروا زوج محب (يترامس) مع زوجته حتى يمنّوا عليه بلقب عوير أمو البسلم دقينتو للنسوان !
من يفهم الرومانسية بمعناها الصحيح، سيدعو ويشجع كل انسان بالغ عاقل، محب ومتزوج، ذكرا كان أو أنثى، أن يتصف بها، لأنها كلمة السر ومفتاح ما أغلق من أبواب السعادة الزوجية فالطريق لراحة البال يمر عبر جنائن الرومانسية .. الزوج الموطأ الأكناف الذي يحرص على مراعاة مشاعرزوجته هو الأكثر ذكاء بين الأزواج وليس الأضعف، لأنه يستطيع بذلك أن يتحكم في قلب زوجته ويدخل أعماقها فتصير طوع بنانه .. فغاية الذكاء أن يشتري الرجل دماغه بكلمتين حلوات يرميهن على أسماع زوجته في الصباح، فينجو بها من سماع مواويل نقة الصباح من لسان سيّدة النسوان الفصاح !
بالمقابل حدثتني صديقة عزيزة عن احوال الرجال، بعد تأكيدنا بمقال الامس (نصيحة للحريم) انهم في الأصل مجرد أطفال كبار يحتاجوا للمسايسة والكلام البارد، لكن دون اظهار ضعف من جانب المرأة (عشان الراجل ما يحقر بيها)، وذكّرتني بطرفة عن واحدة كانت تشتكي من غلظة زوجها .. وكيف ان الناصحون وجهوها لأن (تشيلو شيل وما تديهو فرصة يلقى منها تقصير) ..
طبعا كان المقصد أن تحمله على كفوف الراحة والدلع حتى يستغيث، ولكن صاحبتنا فهمت ان ( تشيله) من على الأرض (كوبّح) حرفيا، لذلك عندما عاد من العمل فتحت له الباب، واسرعت باحاطته بيديها ثم (قنتت) وقالت وهي تهم برفعه من على الارض بمشقة:
دقيقة .. قالوا يشيلوك .. تعال نشيلك .. يشيلك الشال حبوبتي !!
فالحكاية وما فيها إنو الواحدة تكون صديقة لزوجها، وفي نفس الوقت تعتبره ابنها البكر، والمره الذكية حا تعرف توازن بين الصفتين ديل .. مرة كصديق ومرة كطفل كبير .. أحسن نعتبرو واحد من الاولاد ونشيل همو معاهم .. أصلها ما فارقة .. ده كلام صحبتي ما أنا !!
[/JUSTIFY]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

‫2 تعليقات

  1. تقارعت و صديق ايضا بالامس فى موضوع الرومانسية وكنت اطالب برجل رومانسى يضفى بعض المحبة فى عشه الصغير الهادى .. و اصر زميلى على موقفه الجامد من ان الرجل لا يمكن ان يكون رومانسى والا العواقب ستكون و خيمة .. ناقشت و لكننى لم اكن مستعدا لجدال مع شخصية حجرية مليئة بالتجارب السيئة .. هربت بدوبلوماسية من النقاش .. و لكن كانت فى نيتى العودة من اجل جولة اخيرة .. موضوع مهم و ممتع .. ارجو المزيد من اجل الفائدة للجميع

  2. تحياتى .. الصراحة ماداير اشكر البتكتبيوهو .. لكن يكفى انو بيخلى الواحد على الاقل يبتسم في زمن العتمة الطاغية ..

    الصراحة المراءة السودانية كذلك لاتعرف الرومانسية .. والرومانسية ما مقصود بيها اشغال البيت .. لانو ده واجبها ما مشحوده عليهو .. ذى ماهو واجب الراجل الكرف بره البيت وتوفير احتياجاتو وكمان ما مشحود عليهو..

    وبصراحة المراءة السودانية لو راجلها كتر ليها الرومانسية .. بتشد الراجل بدون سرج وتدلدل كرعينها .. وتبقى عليهو في الاخر لاراحه بره البيت لا راحه جوه البيت .. وفى الطالعة والنازله تستلمو .. وتحاول دايما ( بعد الاستلام) تظهر لصاحباتها واهلها انها صاحبة الكلمة .. يعنى مثلا لو اتصلو اهلو ولا اهلها ولا غيرهم والموضوع يخص الراجل ومالقو الراجل كلموها عشان تكلمو( تكلمو فقط ) تتولى هى الرد قائلة : انا بكلمو ( بلهجة حادة ) ..لا لا مافى مشكلة ( لهجة حسم – يعنى الموضوع انقضى ) .. يجى الراجل تقول ليهو اتصلو قالو عايزين كذا .. وانا قلته ليهم مافى مشكلة .. انته ممكن …. ( وترص تعليمات التنفيذ ) .. وهكذا تدريجيا حتى يصبح الرجل كامل الدقونية لمرته .