منى سلمان

آثرني حاول حسّ بي

[ALIGN=CENTER]آثرني حاول حسّ بي !![/ALIGN] حرضني البعض للادلاء بدلوي في معمعة (فتوى الايثار) الجديدة، والتحلي بالشجاعة الكافية لابداء رأي فيها، وعندما تعذرت بأن (حنفي لا يحبذ) الخوض في تلك السيرة لأن لديه عليها بعض التحفظات – حنفي قاصدة بيها بت أم روحي طبعا اتهمت زورا وبهتانا بأنني كـ أي سيدة متزوجة أخاف من أن يهوي سيف (الايثار) على أم رأسي ويلحقني (غطّس) المأثور عليهن !
سبق أن أبديت تحفظي غير مرة من التعاطي مع فتاوى ديننا وشئون دنيانا، بطريقة (المديدة حرقتني) التي تتعامل بها وسائل الاعلام مع فتاوى الفضائيات بحثا عن الاثارة والترويج لبضاعتهم الكاسدة، ولكن ما أصاب (شاويشي) بالحيرة هو الدافع الذي حدى بمجمع الفقة السوداني لاصدار تلك الفتوى في هذا التوقيت بالذات، بل وللتساؤل قبل ذلك عن الجدوى منها ..
فإذا علمنا أن صحة الزواج لا تشترط على الزوج أن يوفي بحقي المبيت والانفاق على الزوجة، وأن في امكان الزوجة في بعض الحالات الخاصة ان تتنازل عنهما – إذا ما توفر لها زوج لا يستطيع القيام بهذين الالتزامين – مقابل أن تحصن نفسها وتدخل زمرة المتزوجات، دون الحوجة للفتاوي ذات المسميات الشاعرية المثيرة للجدل .. إذا علمنا ذلك فمن حقنا أن نسأل عن كم المنافع مقابل المضار الناجمة من تعميم الخاص واطلاق المقيد في ظروف المتزوجين ليصير قاعدة تبنى عليها الفتاوى والافتراضات.
– إذا كان القصد منها هو توفير فرص الزواج لـ العوانس والثيبات من ذوات المال، فالموضوع لا يحتاج لفتاوي والدليل (ألولو) المسطرة في جانب صفحة نادي المطلقات بصحيفة حكايات، والتي تمتلئ أسبوعيا بـ طالبي الزواج ماركة (الباع شبابو)، الذين لا يستحوا من الاشتراط بأن تكون العروس غنية وصاحبة عقار، حتى وإن كانت ضمن القواعد من النساء وفي كنفّها دقشة عيال .. فإن وجدوا عروسا بتلك المواصفات فهم بالضرورة لا يحتاجون لـ (اسم دلع) يقنن شكل تلك الزيجة المحكومة بقانون (بين البائع والشاري يفتح الله ويستر الله)!
– أما إذا كان القصد منها تيسير أمر (التدبيل) على الراغبين فيه، ولكن لا يستطيعون الصرف على بيتين، فهؤلاء لا يرغبون في العوانس والقواعد من الثيبات حتى وإن كانن غنيات وقادرات على الصرف على انفسهن، بل تهفو قلوبهم لتجديد شبابها بـ (الصغار السوقو حار) .. وإلا فليحاول كل منا أن يسترجع بذاكرته إذا ما كان أحد معارفه قد تزوج للمرة الثانية من زوجة أكبرسنا من زوجته الأولى أو حتى أقل حظا منها في الجمال .. إذن فـ راغبي التدبيل لا يولون وجههم قبل تلك الفئة المستهدفة من الفتوى.
– وإذا كان الهدف منها هو تيسير أمر الزواج وتقليل تكاليف اعباءه على الشباب، فذلك لعمري خصما على حساب الكيان الأسري وتربية الأبناء في جو صحي وسليم تحت كنف الأب والأم معا، والذي لا يتأتى بفضل ظهر (وقت المؤثر) الذي يمن به على زوجته الجديدة وابناءه منها ..
حقيقة كلنا نعلم أن مشقة السعي لكسب قوت العيال وأمهم، وعظم مسئوليات التربية والرعاية، والإلتزام الاخلاقي بالاسرة وتأمين السكن الذي يحميها ويوفر لها الأمان .. كل تلك الالتزامات والواجبات هي ما دفعت شباب اليوم للبعد عن هم الزواج ووجع الدماغ وتعبه، والاكتفاء بـ (التكييس) إلى حين ميسرة .. فإذا ما فتحنا لهم منفذ للهروب من تحمل تلك المسئوليات فـ (على كيان الأسرة السلام)، فما أحلى الهملة التي يتيحها الإيثار على قلوب الشباب، فليس على الواحد منهم سوى أن يستجيب لإغراء (آثر اثنتين وخذ الثالثة بالمجان) .. بحيث يتهور ويقوم بإيثار (تلاتة أربعة) زوجات في بيعة واحدة، لا يكلفنه سوى أن يطوف عليهن ساعة عصرية ثم يأوي إلى بيت أمه وأبيه (ولا عليهو)، بعد أن (يتكل) نفسه على من (آثرن) أن يحملن عنه هم معيشتهن وهن راضيات.
الأسوأ من كل ذلك هو الآثار السالبة لزواج الإيثار، التي نتوقع حدوثها على الخدمة المدنية .. ولعل هناك من يسألني: إيش لمّا الشامي على المغربي؟
أقول أن الإيثار يتيح الفرصة لبند جديد يضاف على بنود التسيب وتعطيل مصالح الناس، فـ بالاضافة لـ ساعة الرضاعة وساعتي الفطور وساعة ونصف صلاة الظهر .. ستكون هناك (ساعة إيثار) ما لم يفضل المأثورين والآثرات أن تكون اللقيا في وقت:
الليلة وين أنا يا البي العصر مرورو !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫9 تعليقات

  1. كلامك دا معناه ان الموضوع اصلا قائم من زمان ونفذ وطبق من قبل الفتوى ( بس كان بدون تسميه ) وموافقتك عليه باينه وذلك انصافا لكثيرات من بنات حواء الفات عليهن الفوات وفيهن المرتاحات القادرات ،، والخلاصه ان الشغله دى ايجابياتها اكثر بس دايره ليها شوية تقنين وفهم لانها بتعنى فى المقام الاول فئات ( ناس حرمونى ايه ذنبى والفاتن القطار ) ولظروف معينه لبعض الرجال وليس للكل ،،،، والخلاصه ان الموضوع اثير فى وقت وبطريقه غير مناسبين ،، والفيها خير الله يسويها ،،، ولك التقدير ودمتى .

  2. أستاذ / منى سلمان سلمت يداك وحفظ الله قلمك وسرد جميل كونك أستجبتي للقراءك هذه حاجه جميله … وشكرا على مداومت مقالاتك التى تأخذ من وقتك مساحه لست بالساهله … وشكرا جزيل

  3. الموضوع شيق وانا اقترح بان يتم تغير النظام الاسرى كامل فبمجرد ان يصل الولد او البت لعمر 18 يتوكلوا ويمشوا يشفوا شغلتم وين وكدا نكون حلينا مسأله المسئولية وكدا نكون بقينا زى الجماعة وخلاص … كلام عجيب يعنى شنو ايثار يعنى الحكاية جنس وخلاص واكيد سوف يحصل مالايحمد عقباه قريبا وشدوا حيلكم ياولياء الامور

  4. تسلمي يا استاذة منى …

    والله المفروض موضوعك دا يذاع عن طريق الإعلان المرئي والمسموع …

    وطالما في اناس بنفس تفكير الأستاذة منى فنقول الدنيا لسا بي خيرا ..

    وفعلا الواحد بقا يستغرب افتاء زي النوع دا ويطلع من دار الافتاء في السودان ،، حاجة غرررررررررررريبة وحاجة تحير المجنون !!

    الله يديكي العافية يا استاذة وربنا يحفظ ليكي عيالك وأهلك من كل شر …

    وفي هذا الزمن أقول ((كل إنسان مسئول عن رعيته))

  5. وبدون تحفظ
    أعلن تضامني مع (كفاح) الإيثاريين والإيثاريات لإنشاء دولة (المايقوما) العظمى.

  6. الافتاء فيما هو حلال ليس فيه مشكلة مادام فى اطار الطيبات والدين الاسلامى دين عصرى لكل العصور فليس هنالك مشكلة والا تجد لها الحل …ان الزواج هو رابط شرعى بين الرجل والمراة واول شىء فيه هى المودة والرحمة والسكينة والزواج هو حفظ للرجل والمراة فى الوقوع فى الخطيئة ومادام ان هنالك رابط شرعى بين الاثنين تصبح المسالة فى النوايا وتلك لا يعلمها الا الله لان الانسان لديه ما نوى فان كانت النية هدفها الستر والرضاء بين الاثنين فلا غرو فى ذلك لان الهدف هو التكافل الاجتماعى بين الاثنين ولا اعتقد ان الانسان يستغل ذلك لان الابناء هما ثمرة العلاقة الزوجية واذا الفرد قرر ان يستغل الزواج لتحقيق منفعة خاصة به فلا يمكن ان يستمر بطريق صحيحة اذ ان المصلحة متبادلة بين الزوجين واذا كان اصلا من البداية المجامع يسير بالطريقة الصحيحة من الناحية الاسلامية لما وصل الى ذلك لان الرسول (ص) قال ابركهن اقلهن مهرا اذا اذا كان من البداية الاسر رضت بذلك لما دخلنا فى هذه الفتاوى اصلا لان الزواج هو عملية لامتداد المجتمع الرسول (ص) قال تكاثروا فاننى مباهى بكم الامم ومن سنتنا النكاح حتى وان كان الزواج ميسرا لما انتشرت الامراض العصرية اذن العلة ليست فى الدين والفتوى انما العلة فى الموروثات التى حملها المجتمع ولذلك اذا كان هنالك وعيا اجتماعيا باهمية الزواج للمراة والرجل لما وصلنا الى ذلك بل كان يمكن ان يكون التوادد والتراحم بيننا الان تجد نسبة العوانس اكثر وهذا نتاج طبيعى لعدم التزام الطريق الصحيح فى تيسير الزواج بل اصبح عبئا للرجل والمراة على السواء ولكن لابد ان يكون هنالك حلا سواء عن طريق الافتاء او عن طريق دفع وتحفيز المجتمع لازكاء روح الزواج لان ذلك حق طبيعى للمراة والرجل

  7. في السودان مافي نظام ال (par timer ) عشان نحل مسالة الخدمه المدنيه دي:confused: