عالمية

الحج الميسّر.. مغازلة روسية لتتار القرم

[JUSTIFY]خفضت روسيا تكاليف الحج بقيمة 1500 دولار، وسهلت إجراءات السفر، ويسرت ظروف الإقامة في المشاعر، مما عكس حرص موسكو على استمالة تتار القوم وصرف أنظارهم عن الدعوات والاعتبارات التي تشدهم للبقاء ضمن أوكرانيا، وفق مراقبين ورجال دين.

متعلقات
لم تعترف معظم دول العالم بضم إقليم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية أواسط شهر آذار/مارس الماضي، ومن هذه الدول السعودية، لكن ذلك لم يمنع 150 تتريا قرميا من السفر إلى السعودية لأداء الحج بصفتهم مواطنين من روسيا.

وقد كشف عدد من الحجاج التتار للجزيرة نت أنهم حصلوا على جوازات صدرت في إدارة الهجرة بمدينة كراسنادار الروسية، مما أوحى للسفارة السعودية في موسكو بأنهم مواطنون من روسيا، فأصدرت لهم تأشيرات الحج على هذا الأساس، كما يقول بعضهم.

وكان التتار يتخوفون من عدم قدرتهم على السفر لأداء الحج أو حتى لأغراض أخرى، وذلك لأن معظم الدول لم تعترف بضم روسيا القرم.

إجراءات السفر
واشتكى التتار مؤخرا من أن إجراءات التأشيرات باتت صعبة في السفارة السعودية وغيرها من السفارات في العاصمة الأوكرانية كييف.

آيدير أدجيمامديتوف نائب مفتي الإدارة الدينية لمسلمي القرم قال إن همّ التتار كان عدم الحرمان من أداء الحج هذا العام بعيدا عن قضايا السياسة ومشاكل الاعتراف والإقامة الفعلية وأماكن صدور جوازات السفر.

واللافت أيضا أن موسكو خفضت كلفة الحج على التتار من أربعة آلاف دولار (كما هو الحال بالنسبة للحجاج الروس) إلى ألفين وخمسمائة، مما زاد عددهم على العام الماضي.

وقال رئيس الحكومة القرمية التابعة لروسيا سيرغي أكسيونوف إن خفض السعر جاء بناء على توجيهات من الرئاسة في موسكو، وأكد أن حكومته ستتفاعل مع احتياجات تتار القرم المسلمين.

لكن رموزا دينية في أوكرانيا اعتبرت هذا التخفيض محاولة من روسيا لتغيير نظرة التتار إليها.

أهداف سياسية
ففي حديث للجزيرة نت، قال مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا سعيد إسماعيلوف إن روسيا تريد ثني التتار عن موقفهم الرافض ضم القرم إليها، وإقناعهم بأن الحياة فيها أفضل.

وأضاف أن قرار التخفيض جاء لأهداف سياسية، قائلا “كنت أتوقع أن تكون رحلة الحج شبه مجانية بالنسبة للتتار لأن جهود الروس خلال الشهور الماضية لم تفلح في تغيير مواقف” السكان.

وفي سياق آخر، أكد إسماعيلوف أن مشاعر حجاج أوكرانيا اختلطت هذا العام، فإلى جانب الفرح بأداء الشعيرة، لم تخل قلوبهم من حزن لغياب تتار القرم عنهم، على حد وصفه.

وقال ممثل الإدارة الدينية لمسلمي القرم في كييف الشيخ مسلم درويشوف إن مصطلح “الأرض الأم” كثر استخدامه بين التتار بعد ضم روسيا القرم.

وقال للجزيرة نت إن استخدام هذا المصطلح الذي يتشبث بالبقاء في أوكرانيا يثير غضب سلطات القرم والروس.

وأضاف أن روسيا لن تتمكن من سلخ التتار عن انتمائهم، لأنها لم يستجيبوا لأساليب التهجير والإقصاء والإغراء خلال العقود الماضية، بل بقوا على حبهم أرضهم ودينهم، وسيظلون كذلك في مواجهة محنة احتلال القرم اليوم، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة[/JUSTIFY]