محمود الدنعو

أنغولا والإسلام

[JUSTIFY]
أنغولا والإسلام

ثاورتني شكوك حول نبأ هدم أنغولا للمساجد وحظر الإسلام على أراضيها منذ الوهلة الأولى لتدوال النبأ على مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي، ولأن الصحافة الأنغولية تصدر باللغة البرتغالية لجأت لموقع (انغولا بريس) وهي وكالة الأنباء الرسمية وتبث بأربع لغات البرتغالية والأسبانية والفرنسية والإنجليزية، وعلى مدى يومين لم يرد ذكر لكلمة الإسلام في مجمل الأخبار والتقارير التي بثتها، بينما تضجع المواقع الأخرى بيانات الشجب والإدانة من أفراد ومنظمات على رأسها منظمة التعاون الإسلامي التي دبجت بيان شجب استنادا على تقاير صحافية نشرت على الانترنت.
في اتصال بالزميلة كلوديا لونغ مسؤولة تحرير نشرة الأخبار الإنجليزية بالإذاعة الحكومية قالت إنها لم تسمع بالنبأ، وطلبت مني إمهالها بعض الوقت لتراجع الصحافة الأنغولية، وبعض مصادرها الأخبارية، وقد كان، والنتيجة أن كل ما أُثير في وسائل الإعلام محض خيال، وأن أنغولا البلد الأفريقي الغني بالنفط، الذي أغلب سكانه من المسيحيين الملتزمين بالمذهب الكاثوليكي ليسوا في حالة حرب مع الإسلام والمسلمين.
نعم هناك مساجد هدمت لأنها نشأت دون تراخيص أو في أراض حكومية، وهذا يحدث في كل دول العالم، والمساجد التي هدمت مسجدان بحسب المصادر الرسمية بينما هناك (150) مسجدا يُعبد فيها الله في أنغولا من قبل حوالى 136 ألف مسلم من أصل 18 مليوناً هم سكان أنغولا. وبحسب وكالة الأنباء الأنغولية الرسمية، فإن الحكومة الأنغولية تبذل جهودها لمحاربة الكنائس غير القانونية كذلك.
من جانبه، كشف الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، المقيم في أنغولا، عثمان زيد أباه لصحيفة الحياة اللندنية أمس الأربعاء إن المسلمين يمارسون شعائرهم الدينية بكل أمان واحترام في أنحاء البلاد كافة، وقال الداعية الذي يعمل في مختلف مدن أنغولا منذ 20 عاماً، إن الحديث الذي جرى أخيراً عن هدم مساجد لا يعني منع الإسلام، مشيراً إلى أن أحد المسجدين اللذين هدما كان بسبب مخالفة تصريح البناء الذي أخذ لبناء مدرسة وحول لاحقاً لمسجد، أما المسجد الآخر فبُني من دون تصريح في أراض حكومية.
قد تنتاب أنغولا وغيرها من الدول مخاوف من تنامي عدد المسلمين فيها، فالإسلام دخل انغولا في تسعينيات القرن المنصرم فقط، كما أن الحملة الدولية التي تحاول ربط الإسلام بالإرهاب ربما تجعل المسؤولين في أنغولا يضعون إجراءات معقدة للسماح ببناء مساجد، ولكن يجب علينا دوما أن لا نأخذ بالشبهات، فإن ذلك من شأنه أن يرتد سلبا على المسلمين في أنغولا.
وجميلا أن يبدي المسلمين غيرتهم على الإسلام ويدافعون عنه، ولكن الأهم أن نتمثل قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (الحجرات6)

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي