حدث في يوم الجمعة
الجمعة تعد عيدا من أعياد المسلمين تسترخي فيه أجسادهم من رهق البحث عن لقمة العيش التي باتت عصية في الكثير من بلاد المسلمين، كما تغتسل أرواحهم من أدران أسبوع كامل من خلال صلاة الجمعة الجامعة، ولكن الواقع يقول إن جمعة المسلمين لم تعد استراحة أبدان وسياحة أرواح كما هو مأمول؛ بل صارت موسما لحصد المزيد من أرواح الضحايا في حفل دماء متنقل من الشرق إلى الغرب، بأيدي المسلمين أو بأيدي غيرهم، لا يهم.
وإنما ما يثير الاستغراب اقتران هذا اليوم العظيم بالموت المجاني عند المسلمين..
وتكفي نشرة أخبار أمس الجمعة للتدليل على أن الجمعة باتت قاتمة وقاتلة في آن معا، حيث قتل 4 أشخاص، وأصيب 20 آخرون، أمس الجمعة، بعد سقوط قذيفة هاون أمام الجامع الأموي في دمشق.
وأفادت مصادر أمنية ليبية بارتفاع أعداد قتلى انفجار مستودع للذخيرة جنوب ليبيا بالقرب من مدينة سبها إلى 40 قتيلاً. الانفجار وقع عندما حاولت مجموعة من السكان المحليين ومعها مهاجرون أفارقة سرقة ذخيرة المستودع.
وفي أفغانستان قُتل 3 أشخاص على الأقل وجرح 10 آخرون بتفجير مزدوج في إقليم نانغار هار شرقي أفغانستان.
وثقّت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 93 شخصاً في العمليات العسكرية المختلفة التي شنتها القوات النظامية في العديد من المدن والبلدات السورية، مشيرة إلى أن من بين القتلي نساء وأطفالا.
وأعلنت مصادر أمنية وطبية أن مجموعة مسلحة يرتدي أفرادها بزات عسكرية قامت بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة بخطف وقتل 18 شخصا بينهم ضابط في الجيش من منازلهم في منطقة المشاهدة، شمال مدينة بغداد.
قتل ما لا يقل عن ثلاثة مسلحين وأصيب آخرون بجروح جراء غارة جوية من دون طيار شنتها الولايات المتحدة على مجمع سكني في إقليم (وزيرستان) القبلي شمال باكستان على الحدود مع أفغانستان.
ولنشرة موت الجمعة بقية..
هذه فقط نماذج من جمعة المسلمين في كل أسبوع!
بعض هذه الجرائم يقترفونها بأيديهم ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا ويطبقون الإسلام بطريقتهم الخاطئة تلك والتي وفرت مبررات لربطه بالإرهاب والعنف والدموية؛ فالصورة القانية أعلاه ليوم عيد المسلمين لا تسر أحدا.
نشير إلى أنه في ذات الجمعة الدامية أكد مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن من يقومون بتفجير أنفسهم بالنواسف والأحزمة قد وقعوا في جريمة كبيرة من كبائر الذنوب وهي قتل النفس، مبينا أنهم يقتلون أنفسهم ويجرمون في حقها فهم بذلك قد عجلوا قتل أنفسهم، بل إن الأمر تجاوز ذلك فهم يدمرون الممتلكات ويقتلون الأبرياء الذين لا ذنب لهم، مبينا أن هؤلاء قد زاغت قلوبهم وضلوا سواء السبيل، فهؤلاء قد غيرت أفكارهم وملئت قلوبهم بالشر والفساد وسلبت عقولهم ولم يميزوا بين الحق والباطل.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي