شريف في كابل!
بعد أسبوع من لقائه مع وفد من مجلس السلام الأعلى الأفغاني، وإطلاق سراح قياديين من حركة طالبان في خطوة باكستانية مشجعة لإحلام السلام بالمنطقة وصل أمس السبت رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى كابل في زيارة قصيرة تستمر يوما واحدا، سيجري خلاله محادثات مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ومسؤولين آخرين حول عملية المصالحة مع حركة طالبان.
وأشارت وسائل الإعلام المحلية في باكستان إلى أهمية الزيارة التي تعد الأولى لشريف منذ توليه منصبه بعد الفوز في انتخابات مايو الماضي التي خاضها شريف تحت شعار ترميم العلاقة مع الجوار الباكستانية بما في ذلك الجارة الهند، والسعي من أجل الحوار مع حركة طالبان الأفغانية.
الزيارة تكرس لدورباكستان الرئيس والفاعل في عملية السلام في افغانستان نظرا لعلاقاتها التاريخية مع حركة طالبان، حيث تأتي الزيارة وصلا لزيارة قام بها إلى باكستان وفد من المجلس الأعلى الأفغاني للسلام المكلف بفتح جسور مع طالبان لإقناعهم بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الرئيس كرزاي أملا في إرساء الاستقرار في البلاد.
زيارة شريف تأتي دعما لكرزاي الذي يعيش أسوأ، فترات العلاقة مع واشنطون بسبب جدل التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع واشنطون قبل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان العام 2014، فكرزاي يرفض التوقيع على الاتفاقية الأمنية التي تنظم الوجود الأميركي بعد رحيل القوات دون الايفاء بشروط استباقية منها الإسهام في إحلال السلام بالبلاد قبيل الانتخابات المقبلة، ويثير الانسحاب الأميركي والقوات الدولية الأخرى المخاوف من اندلاع سلسلة جديدة من أعمال العنف والانفلات الأمني في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حركة طالبان التي تقاتل الحكومة الأفغانية منذ أكثر من 12 عاما.
واشترط الرئيس كرزاي لتوقيع الاتفاق الأمني مع واشنطون وإطلاق عملية السلام، وقف العمليات العسكرية على المنازل الأفغانية وإعادة السجناء الأفغان من معتقل غوانتانامو.
وكان المجلس الأعلى للقبائل (لويا جيرغا) في أفغانستان وافق على الاتفاق الأمني، لكن كرزاي كشف أنه لن يوقع عليه قبل الانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل.
تنشيط العلاقة بين باكستان وأفغانستان من شأنه دفع عملية السلام بأفغانستان، حيث كانت إسلام أباد داعما رئيسيا لحكم حركة طالبان وإحدى ثلاث دول اعترفت بحكم طالبان إضافة إلى السعودية والإمارات.
وأوضح شريف في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس كرزاي عقب الزيارة أن باكستان ستواصل جهودها لدعم الاستقرار في أفغانستان، وأنها تتطلع إلى بناء علاقات جيدة معها لتعزيز أواصر الصداقة بين البلدين. وقال شريف إن أفغانستان تقف اليوم أمام موقف مهم من التاريخ، ويجب على شعبها اتخاذ قراراته بنفسه بعد رحيل القوات الدولية منها العام المقبل بالاستفادة من الفرصة المتاحة أمامه وبالتعامل مع التحديات بحكمة، مؤكدًا أن الاستقرار في أفغانستان مرتبط بنجاح عملية المصالحة الوطنية بين الفصائل الأفغانية كافةً.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي