[ALIGN=CENTER]الفالنتاين .. ثقافة القشور [/ALIGN]
في الرابع عشر من فبراير كل عام يطل عيد الفالنتاين او ما يسمى بعيد(العشاق) او (عيد الحب) ومهما كثرت الاسماء فان هذا التقليد السنوى الذي درج الاوروبيون على الاحتفال به وتقديم الهدايا ذات اللون الاحمر له دلالة عندهم وهو تعبير عن تقديرهم للقديس الايطالى اوغسطين فالنتاين الذى انقذ مجموعة من الجنود وساعدهم على الزواج فى هذا اليوم، وسواء صحت هذه الرواية او لم تصح فهى رواية غربية لتقليد اوروبى بعيدة عن الاسلام، فلماذا نفعل مثلما يفعلون ولماذا نخصص يوما واحدا فى العام لنعبر عن حبنا وتقديرنا لمن نودهم ولماذا يوم واحد فى العام لماذا لايكون كل العام هو حالة من الحب الحقيقى والصادق ولماذا يرمز لهذا الحب باللون الاحمر ما صلة اللون الاحمر بالمحبة والمودة ولماذا الورود والاكسسوارات وحتى الملابس حمراء فى هذا اليوم فلو خرجت للشارع العام لاصبت بالحيرة مما تراه او تسمعه، ترى الشباب خاصة طلاب الجامعات يتبادلون الورود الحمراء ويهنئون بعضهم بـ(Happy valantine day) وكأنهم لايعرفون العربية ولايجيدون: كل عام وانتم بخير وكل عيد وانتم بالف صحة وحب وعافية لكنه التقليد الاعمى لثقافة القشور ثقافة الهيبيز والبانكس التى غزت بيوتنا عبر الفضائيات التى لاتحدها حدود والتى اثرت على اخلاقيات شبابنا الا من رحم ربى، قال عليه السلام (الا ادلكم على شئ ان فعلتموه تحاببتم، افشوا السلام بينكم) هكذا دونما تعقيد وصعوبة والسلام يؤدى للمحبة الحقيقية التى تؤدى بدورها للايمان فقد قال عليه الصلاة والسلام (لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وهنا معنى الايثار (ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة) هذا هو الحب، فالحب فى الاسلام حب صادق وواضح لاتغلفه اوراق السلوفان اللامعة فتخدعك بلمعانها وبريقها وهى جوفاء لاحياة ولا احساس فيها كالطبل الاجوف عالى الصوت فارغ الجوف ففى زماننا هذا زمان العولمة التى جعلت كل شئ ملموساً ومادياً عملت حتى على علمنة الحب فجردته من معناه الاصيل النقى وحولته لمسخ مشوه غير مفهوم ولا معروف بلا هوية ولاشكل ورمزت له بالالوان والمفردات الخاوية وقد درج الغرب على الاحتفال بكل مناسبة لان حياتهم خاوية جافة ولان نظام الاسرة فى الغرب مفكك ويقوم على علاقة تعاقدية مادية، اما الاسرة فى الاسلام فهى تقوم على علاقة تراحمية تعاضدية وتواصل بين افرادها المنضوين تحت لوائها اسر ممتدة يعيش بداخلها عدد من الاجيال تجمعهم الالفة والحب العفوى والمودة والاحترام والتوقير، ليس هناك تنافر او تناحر.
الحب سادتى ليس عبارات خادعة ومضللة وجوفاء من الذين يبيعون الكلام فى الهواء وليس هو ارسال النظرة تلو النظرة بلا حياء ولا خوف من رب يرى ما نفعل بالليل والنهار، الحب سادتى معنى جميل ودافع نحو الجد والاجتهاد والاخلاص فى العمل، والعاطفة يجب ان توجه الوجهة الصحيحة وان يفهم المجتمع كيفية التعامل مع مثل هذه الامور الدخيلة على مجتمعنا فكيف بالله عليكم اطمئن لمستقبل بلادى اذا كان معظم شبابه الذين سيكونون قادته يرسلون شعورهم ويرتدون الثياب المحزقة ذات اللون الاحمر ويضع احدهم سلسالاً يتدلى من عنقه وهو بهذا يعتقد جازما بانه رجل كيف لى ان انام قريرة العين وانا ارى مثل هذه الاشباح المتحركة بلا هدف ولا مستقبل ولارؤية ثاقبة فكيف لى ان اضع ثقتى فيمن لايثقون بانفسهم، كيف وهم لايحترمون ثقافتهم ودينهم بل يسارعون للتقليد فى محاولة يائسة منهم ليكونوا كالغربيين وهؤلاء ليس لهم شبيه الا الغراب الذى اراد ان يصبح طاؤوسا فلا هو اصبح طاؤوساً ولا عاد غرابا كما كان.
وان الاسلام لم يترك الامور على عواهنها انما وضع لكل شئ حدوداً وضوابط حتى العواطف والا فكيف يتميز الانسان عن الحيوان اليس بالعقل والتفكير الذى يهديه ويرجعه عن الضلال وعن الاستبداد برأيه ولو كان خطأ.
*قبل ان تهب علينا اعاصير الفضائيات الملوثة بالافكار الهدامة لم يكن الحب بهذا المعنى المادى المفرط، لكن الافلام والمسلسلات شوهت الصورة والمعنى.
ان الاسلام علمنا الا افراط ولاتفريط انما توسط فى كل شئ، وهذا لايعنى انى ادعو للتشدد والعصبية لكنى فى ذات الوقت ضد التقليد الاعمى وضد ان تصبح المشاعر سلعة رخيصة تباع وتشترى فى سوق العواطف.. كل عام والامة الاسلامية اكثر تمسكا بدينها وتعاليمها
مرايا
aminafadol@gmail.com
هذا المقال جميل والله، وكنت أعتقد أن الشعب السودانى أبعد الشعوب للإحتفال بعيد الحب هذا، فمعروف عن طبيعة السودانى أنه لايظهر شعور الحب الجارف لزوجته أو خطيبته و إن أحبها حب قيس وليلى ( عكس بعض البلدان التى تجاورنا ) ….فمن لا يظهر حبا لزوجته وأسرته ( الاباء والاخوان والزوجات والابناء) ويحتفل بهذا العيد يوما فى العام فما ذلك إلا لإتباع الغرب حتى جحر الضب و إدعاء التحضر والمواكبه والتى لا تتم إلا فى قشور الحياه والثقافة كما ذكرت.
فلك الشكر على هذا المقال
هذا الزمن عزيزتي زمن الانبطاح ارضا لكل ما هو غربي … لاننا صرنا غثاءا حقيقة و لاننا نتبع سنن من كلن قبلنا وها نحن ندخل جحر الضب كما دخلوه …. عزيزتي الكاتبة الخلل يتمثل في منظومة كاملة ابتداء من السياسي و تشابكه مع الاقتصادي و تفرعه الى اجتماعي …. ان لم يتوفر مجتمع عادل فلن ينصر فيه احد و سيؤخذ العادل بجريرة الظالم لانه لم يقل له انتهي رحمك الله ….. الخلل ضرب كل قواعد بنيتنا السودانوية و اصبنا باختراق قميء لعاداتنا و تقاليدنا و اعرافنا …. كل ذلك يحدث لغياب القدوة الحقيقة من قمة الهرم الى قاعدته اما لهاثا نحو التمكين و الاستئثار بمفاصل الثروة و السلطة او مطاردة لاولئك اللاهثين مما خلق طبقة انتهازية لا قيم لها الا المادة و اخشي ان يتحول كل كل المجتمع الى مجتمع مكافيلي و عرفنا ما كان يضحكنا ملء الاشداق عندما نسمعه في المجتمعات الاخرى زواج ايثار و عرفي و بوي فرند و ….. و …… و عدنا نحن المتهمون باننا تقليدون تتملكنا الدهشة لم كل هذا ؟ و نخشي ان يطالنا بعد مشيبنا في بلاد الغربة وان نرسل لكم باقة حمراء في هذا اليوم الاحمر ….. حقيقة ارهقنا حتى الوجع من محاولة فهم ما يجري و محاولة تجاوزه وان كان على المستوى الخاص جدا …. وان تطلب ذلك ان نكون كجحا حينما ابلغ بالحريق فقال ليس في بيتي ….. الم اقل لكم اننا صرنا انانيون جدا
يحليل ناس زمان
العيد زمان ليهو طعم خاص اسه بقى كيف ما عارف