قير تور

الجديد في الخرطوم

[ALIGN=CENTER]الجديد في الخرطوم [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]قبل تناول موضوع اليوم اود تقديم اعتذار للقارئ العزيز عن خطأ جسيم حدث في حلقتي يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين اللتان جاءتا بالعنوان (بعض مطالعات: روح وارواح)، فقد كان من المفترض ان يظهر تحت المادة المنشورة في باب العمود مصدر الموضوع وهو ما لم يحدث مما يجعل المادة المكتوبة وكأنها ملك لي، وحقيقة فالحلقتان عبارة عن مقتطفات من رسائل سيد قطب.
موضوعنا اليوم نتناول فيه بعض الاشياء الجديدة في سلوك بعض المواطنين التي لا تعتبر حميدة ولا تجد القبول بشكل عام في المجتمع السوداني، وهذه الظواهر الجديدة رغم قلتها إلا ان تكرارها يعني بأن هناك من يريدون الدأب عليها، وما اريد الحديث عنه لم أعرف الاسم المناسب لها فمرة اقول سرقة ومرة أخرى اغالط نفسي واقول بانها احتيال ثم ابتعد عن هذه الكلمة فأقول انها غفلة من الضحية مستفيدا من اقوال رجال الشرطة في مثل هذه الحالات التي إذا لاقيت بعضهم فيقولون: (القانون لا يحمي المغفلين).
المهم لقد غلبني وصف ما يحدث وليت ما كان يحدث عبارة عن معرفة مباشرة أو مجرد (نشل)… فهذه اشياء تحدث في اي مجتمع إذ لا يخلو المجتمع من ضعاف النفوس الذين يعتمدون على اشياء غيرهم.
وفي موضوعي.. من الافضل سرد حكاوٍ حقيقية لتكون على الحقيقة ما رأيك ان يلقى عليك التحية : (السلام عليكم ورحمة الله) فترد بأفضل منها، ثم يسألك بكل وقار واحترام السماح له لمدة دقيقة واحدة او دقيقتين باستخدام جهاز هاتفك السيار الذي تحمله لأنه يريد اخبار صديق او صديقة له (لها) بمكانه ويعلل ذلك بأن هاتفه بلا رصيد.. وانت بكل ثقة تعطيه الجهاز لأنه اعطاك الامان في البداية.. وفي النهاية تكتشف بأن التحية التي بدأ بها هذا الشخص الحديث معك لم تكن سوى كلمات تجميل وجه لنفس حقير لا يستحق ما قمت به لأنه ببساطة اختفى بالموبايل؟ هل تلوم نفسك وتتهمها بالغباء؟ ام تندم على ما فعلت؟.
قصة اخرى حدثت قبل أيام في موقف المواصلات شرق استاد الخرطوم، فقد لمح احدهم جهاز موبايل يبدو من شكله ثمنه الغالي، وهذا بدوره يحمل موبايلا لا يقل روعة عن الموبايل الذي يحمله صاحبنا، القى الاول التحية على الشخص الآخر وتحدث معه بكل ود واحترام مبديا له الرغبة في اجراء مبادلة وهو مستعد على دفع فرق سعر، وهو يتحدث معه مشيرا إلى مكتبة تقع على جانب غربي للاستاد مفيدا انها مكانه الذي يعمل فيه، ولم يتركه واقفا بل جذبه واجلسه على كرسي بالقرب من بائعة الشاي ليطلب كوبين من القهوة، وجلسا ليكملا الحديث، وعندما اخذ الجهاز من يد صاحبنا بعد ارتشافه قليلا من القهوة الساخنة قال لصاحبنا بأنه يريد احضار شئ من داخل الدكان.. طبعا لم يعد ابدا لأن الأخير ظل منتظرا عودته ومن حسن حظه بأن الجالس داخل المكتبة اخرج راسه وهو يريد الحديث مع بائعة الشاي.
وعنده اغتنم صاحبنا هذه الفرصة ليسأل الجالس داخل المكتبة عن اسم الشخص (حسب ما عرفه به) لتأتيه الاجابة بأنه لا يعرف شخصا بهذا الاسم، هنا اكتشف هذا بأنه لم يعد يملك موبايلا وهو بحاجة منذ تلك اللحظة لشراء بديل لما فقده.. واستحق لقب الضحية منذ تلك اللحظة.
اعزائي القراء.. ما اريكم في هذه القصة المقتضبة.. ماذا نقول عن هذه التصرفات المشينة التي ستجعل الناس يرتابون من التعامل مع بعض؟
من الاشياء العادية ان يقوم احدهم بخطف موبايل او شنطة او اي شئ ثمين من يدك، وكذلك فمن الاشياء العادية النشل والسرقة.. وكل هذه الاشياء، نستطيع عمل الاحتياطات لها…
لكن ما لا نستطيع عمله هو عدم مقدرتنا على معاملة الناس بكل ود خاصة إذا اظهر لك احدهم الود والاحترام فالمواطن السوداني لا يتعامل بمبدأ (الشك حتى يثبت البراءة) لكنه (يثق في من يتعامل معه حتى يثبت العكس).[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1170- 2009-2-14