تحقيقات وتقارير
حملات إزالة داخليات (البركس).. الأجندة السياسية داخل المجمعات السكنية… !!

نفذ (الصندوق القومي لرعاية الطلاب) بولاية الخرطوم عمليات إزالة (5) بنايات بداخلية مجمع الزهراء (البركس)، عقب تأكيد الدراسات الهندسية التي قام بها مختصون عن وجود بعض العيوب التي جعلتها آيلة للسقوط، وأوضح مسؤول الإدارة الهندسية بصندوق رعاية الطلاب بولاية الخرطوم المهندس “عبد الرزاق عبد اللطيف” أن (الغدارة الهندسية) قامت بعمل دراسة شاملة لوضع المباني عبر مختصين في علم الإنشاءات، وكان التقييم الفني للمباني أن (5) من البنايات آيلة للسقوط وكان قرار إزالتها قراراً فنياً.القضية رغم أن حدودها لا يتعدي حرم الجامعة العريقة إلا أنها آثارها ومضاعفاتها خرجت من الاسوار وتخطت الحواجز والحدود واتخذت أشكالا أخري حيث تم تسييس القضية وتناولتها المواقع الإلكترونية علي أساس أن الامر قصد منه استهداف طالبات دارفور وبالتالي تحولت المسألة لتأخذ أبعادا أخري في ظل الواقع السياسي الراهن لتجد لها رواجا إعلاميا وزخما في الإعلام الخارجي الخاص بالمعارضة فما هي الحقيقة وسط هذا الضباب الكثيف الذي يغطي أحيانا علي كثير من الواقع ويعطي معلومات وأرقام خاطئة ؟
(المجهر) انتقلت إلى (داخلية البركس) لنقل الحقيقة كاملة، فيبدو أن المشهد أكثر إستقراراً حيث تعلو أصوات آليات العمل وصوت العمال في البنايات التي تمت إزالتها، بينما تم تأهيل داخليات جديدة بطريقة حديثة ، شوهدت حركة طبيعية للطالبات اللائي تمت إعادة سكنهن من حيث الدخول والخروج.
مدير مجمع الزهراء (البركس) “فيصل محمد أحمد” قال لـ(المجهر): إن قرار إخلاء الداخلية جاء عقب توصيات فريق هندسي مختص أوضح في تقريره أن (5) من البنايات آيلة للسقوط، وحفاظاً على سلامة أرواح الطالبات نفذنا التوصية الهندسية إضافة إلى تهيئة بيئة سكن الطالبات، وأضاف: أعلنا طالبات المجمع عبر الصحف والنشرات الداخلية بقرار الإخلاء ووضعنا له خطة مدروسة وهي أن تتم الإزالة في فترة الإجازة، وقد وجد هذا القرار تجاوباً كبيراً من معظم الطالبات اللائي استجبن فوراً للقرار وأخلين الداخلية بصورة سلسة، وأكد أن (الصندوق القومي لرعاية الطلاب) بولاية الخرطوم قد رتب جيداً لهذه الخطوة، لذلك نفذت بصورة طيبة ولم تتضرر أية طالبة من إخلاء الداخلية، وكشف “فيصل” عن أن عدد طالبات (مجمع الزهراء) من جامعة الخرطوم (1782) طالبة وعدد (580) طالبة من الجامعات الأخرى، وأشار إلى أن طالبات الجامعات الأخرى تم توزيعهن على الداخليات الرسمية لسكنهن أي التي تقع بالقرب من جامعاتهن في “أم درمان” و”بحري” و”جنوب الخرطوم”، وأن عدد (75) طالبة كن موجودات في فترة الإزالة وقد تم ترحيلهن إلى داخليات أخرى بواسطة الصندوق القومي برفقة أمتعتهن، وأستطرد أن من أسباب إخلاء وترحيل طالبات الجامعات الأخرى هو إنفراج الفجوة في مجمعات الصندوق الأخرى مثل “مجمع محمد عبد الله خلف الله” بأم درمان وهو يستقبل طالبات جامعة أم درمان الإسلامية مجمع كليات الثورة وكلية التربية جامعة الخرطوم، و”مجمع الشهيد علي عبد الفتاح” الذي يستقبل طالبات جامعة القرآن الكريم والكليات العلمية من جامعة ام درمان الإسلامية، و”مجمع الشهيدين” بالخرطوم وهو يستقبل طالبات جامعة السودان وجامعة النيلين وجامعة بحري، و”مجمع الشهيد الزبير” الذي يستقبل طالبات جامعة (الزعيم الأزهري) وجامعة (بحري)، معزياً سبب ترحيل الطالبات إلى هذه المجمعات لقربها من الجامعات التي يدرسن فيها.
وإسترسل “فيصل” أن رسوم السكن بالمجمع لطالبة البكالوريوس المستوفاة لشروط الصندوق القومي هي (200) جنيه، علماً بأن السنة الدراسية (9) أشهر، وقال إن سكن المجمع الذي تم تأهيله بلغ (6) بنايات مجهزة بصورة حديثة تسع الغرفة الواحدة عدد (6) أسرة مصنعة خصيصاً للسكن الداخلي بمواصفات عالية، إضافة إلى إعادة تأهيل شبكة المياه والكهرباء والصرف الصحي وعدد (3) كافتريات تتوفر بها كل الوجبات، كما أنشئت متاجر ومراكز خدمات، وأكد أنهم تمنكوا من إسكان (561) طالبة في البنايات الجديدة من جملة (1782) طالبة، وعزا وجود القوات النظامية أمام المجمع إلى أن الداخلية في مرحلة إعادة تأهيل لذلك تحتاج إلى حراسة أمنية مشددة خوفاً من السرقات سيما وأن بها ممتلكات تخص الطالبات وآليات العمل التي تخص الشركات المنفذة.
في مقابل ذلك شكا ناشطون من أوضاع صعبة يعشنها طالبات دارفور المبعدات من داخلية “البركس” وسط الخرطوم، بينما سارع رئيس السلطة الإقليمية لدارفور “التجاني سيسي” إلى عقد اجتماع مع (الصندوق القومي لرعاية الطلاب) واتحاد عام الطلاب السودانيين في محاولة لاحتواء الأزمة بعد اتهامات طالته بالتقصير.
وأخلت السلطات الأسبوع الماضي “داخلية البركس” بالخرطوم، بعد رفض نحو (70) طالبة من دارفور مغادرة الداخلية العريقة، في وقت تردد فيه بحسب إفادات مقربين من الطالبات أن إعتقالات جرت لبعض الطالبات الرافضات لعملية الترحيل.
وشهد مقر السلطة الإقليمية لدارفور بالخرطوم، (الاثنين) اجتماعاً مشتركاً ضم السلطة و(الصندوق القومي لرعاية الطلاب) والاتحاد العام للطلاب السودانيين ومكتب طلاب دارفور بالسلطة.
وقال رئيس السلطة الإقليمية لدارفور “التجاني سيسي” خلال الاجتماع إن ظاهرة العنف تستوجب تدخل أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية للحيلولة دون تفشي العنف.
ودعا “سيسي” القوى السياسية لأهمية التعامل بإيجابية مع قضايا الطلاب، مستهجناً عملية الاستقطاب الحاد وسط الطلاب، ووعد بإدراج قضية العنف ضمن قائمة قضايا آلية الحوار الوطني ولجان الحوار المجتمعي.
وشن تجمع روابط طلاب دارفور بالجامعات، (السبت) الفائت، هجوماً عنيفاً على السلطة الإقليمية لدارفور، وقطع بأنها تحولت إلى أداة لتنفيذ أجندة الحزب الحاكم، واتهم السلطة بالتنصل عن التزاماتها، فضلاً عن ممارستها ضغوطاً سياسية على الطالبات مثار الأزمة. ودانت حركة (العدل والمساواة)، (الأربعاء) الماضي، إخلاء داخلية “البركس”.
وأكد صندوق الطلاب اهتمامه بطلاب السودان جميعاً وطلاب دارفور بصفة خاصة نسبة للظروف الاستثنائية التي يمر بها الإقليم، وقال أمين الصندوق بولاية الخرطوم “عثمان النور” إن الاجتماع توصل إلى جملة اتفاقات ستجد حظها من التطبيق على مستوى المجمعات السكنية المنتشرة في السودان وولاية الخرطوم.
وأبان أن قضية “البركس” التي أُثيرت في وسائل الإعلام هي قضية إدارية متعلقة بإعادة تأهيل الداخلية وفق تقرير هندسي، وتم إخطار الطالبات منذ فترة كافية بعد ترتيبات إدارية محكمة، كاشفاً أن (933) طالبة في هذا القسم تم توزيعهن في المجمعات الأخرى حسب المواقع الجغرافية للجامعات.
وقال صندوق الطلاب عقب الأزمة إن سكن الطالبات في “البركس” آيل للسقوط بسبب انتهاء مدته الافتراضية والتي تعود إلى عهد الاستعمار الإنجليزي وأنه استبدله بمكان آخر لحين تشييد (4) أبراج مكانه.
وقالت الناشطة “فاطمة فضل” في تصريحات صحفية أن الطالبات المبعدات من داخلية “البركس” تم توزيعهن على أربعة مجمعات، لكنهن يعشن ظروفاً صعبة تتعلق ببيئة السكن غير المناسبة والبعيدة أحياناً عن الجامعات.
وأشارت إلى أن المسؤول عن مجمع “الشهيدين” بحي الخرطوم “2” أبلغ طالبات بعثن للإقامة في المجمع بأن المكان مخصص للخريجات فقط وبالتالي ستكون إقامتهن مؤقتة.
وأكدت فاطمة فضل أن عدداً من الطالبات المبعدات يقمن في شقة استأجرها زعيم حزب المؤتمر السوداني “إبراهيم الشيخ”، فضلاً عن مجموعات أخرى ضمتها شقتان استأجرتهما مبادرة “لا لقهر النساء”، مؤكدة أن المبادرة بصدد استئجار شقة ثالثة بعد أن وفرت مواداً تموينية للطالبات.
واتهمت (الصندوق القومي لرعاية الطلاب) باستهداف تشتيت طالبات دارفور، لأنه كان بالإمكان نقل الطالبات المبعدات إلى برجين جرى تشطيبهما في داخلية “البركس”.
تقرير – محمد أزهري
المجهر السياسي
خ.ي
حتى القصر الجمهوري أيل للسقوط لكن تتم صيانته باستمرار / المباني التاريخيه لا يتم ازالتها لانها تراث / هذه جريمه اخرى في حق الوطن