مدينة “الأبيض” عاصمة السودان
بكل أسف ليس لدينا مراكز دراسات تنظر في مستقبلنا وتخطط لأجيال قادمة.. فنحن نعيش (دولة الآن).. بدل (التخطيط) نكابد حالة (تخبيط) ممعنة.. رغم أنف أكثر من خمسين جامعة سودانية تكتظ بأكثر من عشرة آلاف من حملة الدكتوراه والأستاذية..
لماذا لا ندرس مثلاً- حل معضلتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية عن طريق تعديل موقع العاصمة السودانية الحالي.. صحيح العاصمة المثلثة فريدة في موقعها ولها تاريخ.. لكن الزمان تغير والحال.. لماذا لا نفكر في تحويل العاصمة إلى مدينة تاريخية عريقة هي مدينة (الأُبيض) حاضرة شمال كردفان..
مدينة (الأُبيض) ذات موقع جغرافي فريد.. فهي في قلب السودان.. وظلت ملتقى تجارياً وحضرياً ظل على مدار التاريخ مركز السكون والحركة في السودان القديم والحديث معاً.. ثم إنها واحدة من أكثر المدن تنوعاً وانسجاماً بين جميع ثقافات السودان.. وفي أفضل موقع تجاري واقتصادي يتيح لها (تقريب) المسافات بين أرجاء البلاد..
لماذا لا ننقل كل المرافق (الاتحادية) إلى مدينة (الأُبيض).. جميع الوزارات الاتحادية والسفارات والهيئات الكبرى وبنك السودان وحتى رئاسة الجمهورية (القصر الجمهوري يظل مجرد الرمز السيادي التاريخي مثل قصر عابدين في القاهرة)..
نقل العاصمة إلى مدينة (الأبيض) يحطم صنم الجهوية المقيت.. يغير تماماً المعادلة التي تصنف السودانيين حسب الجهات الخمس (شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط) فتأكيد وسطية كردفان يلغي الحالة النفسية التي تفترض هيمنة ثقافة المركز على الأطراف.
مدينة (الأبيض) أهم مركز اقتصادي في البلاد من زاوية (الإنتاج).. لأنها ملتقى طرق تجارية عريقة وقريبة من أهم موردين اقتصاديين في البلاد.. الزراعة والرعي اللذين يشكلان عماد ثروتنا الطبيعية.
نستطيع تشييد طرق سريعة وسكك حديدية تربط (الأُبيض) بمختلف أنحاء السودان بكلفة أقل كثيراً من ربط الخرطوم بالسودان كما هو الحال الآن.. فالمسافة الرأسية بين (الأبيض) ومدن الشمالية ونهر النيل من جهة.. ثم المسافة بين (الأُبيض) ومدن دارفور الكبرى من جهة.. ومدن جنوب كردفان والنيل الأزرق.. أكثر قرباً من المسافة بين الخرطوم وهذه المناطق..
ومدينة (الأبيض) تمتاز بمناخ أفضل من الخرطوم.. وهي قريبة أيضاً من أجمل منطقة في السودان.. جنوب كردفان دلال الطبيعة بسهولها وجبالها وأمطارها.
نقل العاصمة إلى مدينة (الأبيض) لا يكلفنا كثيراً.. لأن خطة إعادة تشييد المقار الاتحادية في الخرطوم أصلاً هي واحد من موجهات المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم.. الذي أقر نقل جميع الوزارات من مواقعها الحالية وتوزيعها على مناطق العاصمة المختلفة.. فبدلاً من نقل وزارة المالية مثلاً- من موقعها الحالي غرب القصر الجمهوري إلى مدينة أم درمان أو بحري.. لماذا لا ننقلها إلى مدينة (الأبيض) فهي نفس التكلفة.
سنحتاج بالضرورة- إلى استعجال تشييد طريق (الأبيض بارا- الخرطوم) ومد خط سكك حديدية مجاور له.. حتى يوفر مرحلة انتقالية للربط القومي قبل اكتمال بقية الخطوط والطرق بين (الأُبيض) وبقية المدن الكبرى.
ألا تستحق مثل هذه الفكرة النظر إليها بعين الاعتبار..
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
اقتراح جميل وفي محلة وحان الوقت لتنفيذه … كثير من دول العالم نقلت عواصمها إلى مدن أخري ..ز لماذا لا نستفيد من تجربة نيجيريا عندما نقلت عاصمتها من لاغوس إلى أبوجا ..