الصادق الرزيقي

«إن شـــــاء الله مـــا آخــــر وداع..»


[JUSTIFY]
«إن شـــــاء الله مـــا آخــــر وداع..»

عقد مجلس الوزراء أمس آخر جلساته وودع السيد رئيس الجمهورية بصفته قائد البلاد ورئيس الجهاز التنفيذي، السادة الوزراء، معلناً نهاية حقبة وبداية العد التنازلي لإعلان الحكومة الجديدة التي قد تقرر اليوم..
صحيح أن ما تم إجراء عادي وطبيعي، لكن الظلال السياسية الكثيفة والحديث عن التغييرات التي قد تطول كامل هياكل الدولة والحزب الحاكم، جعلت من وداع أمس حدثاً يؤبه له، وزاد من نهكته ومذاقه وطعمه أنه لحظة مفعمة بالترقب والانتظار وربما القلق، ويفتح الباب أكثر للتأويلات والتخمينات، حول من سيبقى ومن سيخرج؟ غير أن الوزراء جميعاً قد أعطوا وما استبقوا شيئاً.. فالقبول والتوفيق من المولى جل وعلا…
لكن المهم والواضح في هذا الصدد أن قيادة الدولة والمؤتمر الوطني، كما تقول ارتشاحات الأخبار، عازمة على إجراء تغيير شامل وكبير يُقيم الدنيا ولا يقعدها، ويحمل من المفاجآت غير المتوقعة التي لم تخطر على بال!
وظلت قيادة الحزب والدولة طيلة الفترة الماضية تعكف على دراسة دقيقة لمستقبل الحكم في السودان ودور الحزب الحاكم في المرحلة المقبلة، وكيفية تجديد دمه واتخاذ إجراءات وقائية تحُول دون أن يشيخ ويهرم وتجري عليه سنن الحياة.. فالساحة السياسية كما قالت هذه الارتشاحات، ليست موعودة فقط بتغيير حكومي يعاد به تشكيل الحكومة، إنما بتهيئة كاملة كما قال السيد أحمد إبراهيم الطاهر أمس في وادي حلفا، لاستقبال واقع ومرحلة جديدة..
سيكون بلا شك هناك تغيير بنيوي في هياكل وبنية الدولة والمؤتمر الوطني، مما يُحدث كما يقال دُوياً هائلاً لن تنتهي آثاره حتى نوفمبر من العام المقبل موعد انعقاد المؤتمر العام للحزب وهو يضع قدميه على عتبة الانتخابات..
من البدهي أن نشير إلى أن التيارات الإصلاحية والأصوات الناقدة داخل الحزب الحاكم والحركة الإسلامية بغض النظر عمّا ترتب عليها وما تمخض منها، إلا أنها أفادت المؤتمر الوطني في تلمس علله، ومعرفة مواطن الألم والوجع، وكيف يعالج نقاط ضعفه..
فالدعوة للتغيير دعوة محمودة، فالتغيير مرادف لغوي واصطلاحي للإصلاح، فالغاية واحدة لا تتلون بمن يقرها ويمضيها، فالمسافة قريبة جداً بين المفهومين، لكن كي يكون هناك تغيير يلبي مطلوب الإصلاح فلا بد من إحداث ثورة شاملة في السياسات والبرامج والشعارات، وتقديم أفكار جديدة يمكن بها قيادة المرحلة المقبلة..
إذا كان المؤتمر الوطني قد قرر بالفعل البدء بنفسه وإصلاح أوضاعه والبدء في تصحيح مساراته، فإن مسؤوليته ستكون أكبر وهو مطالب بتقديم نموذج مقنع وصادق في التغيير الذي يريده شكلاً وموضوعاً.. فليست الشخوص التي تتغير وتأتي في المواقع السلطوية والحزبية هي الهدف، فالمطلوب هو معالجة الأوضاع في البلاد وإصحاحها وتطييبها، وتصدي قيادات مؤهلة وملهمة للمرحلة المقبلة، بعيدة عن التحيزات والتصنيفات الجهوية والمناطقية والقبلية ولم تتشوه بفعل الأخطاء السابقة أو تتأثر بالدعاية السوداء التي صُوبت نحو البلاد وأهل الحكم حتى صار منهج التطهر هو ديدن بعض القيادات والكوادر.
فتغيير الوجوه يتطلب تقديراً صحيحاً للمرحلة المقبلة وتقييماً للأداء السابق، ومراعاة الكفاءة والقدرة والنجاعة السياسية والنزاهة ونظافة اليد وأن تكون الوجوه على قدر المسؤولية التي ستُلقى على العاتق، فلن يكون هناك تغيير إذا تكررت بعض الوجوه بأي تبريرات كانت، ولن يقتنع الناس بالتحولات التي بُشِّرنا بها إذا تقهقرت الرؤية التغييرية للوراء وبدَّلت محمد بحاج أحمد!
يوجد في المؤتمر الوطني من يصلحون لكل المواقع من قيادات كفؤة وعلى قدر عال من التأهيل العلمي والمعرفي والسياسي، لم يجدوا فرصة طوال سنوات الإنقاذ ظلوا خارج الدائرة التي خاض فيها الخائضون، بعضهم في أجهزة الدولة ومؤسساتها مثل وزارة الخارجية وجهاز الأمن ومؤسسات أخرى تضم خيرة أبناء الحركة الإسلامية لم تُتح لهم فرصة حتى أن يقولوا رأيهم… فليبحثوا عن هذه القيادات البديلة..
ونقول للوزراء الذين كان آخر نصيب لهم من بريق السلطة الصورة التذكارية مع الرئيس حين وداعهم «إن شاء الله ما آخر وداع»!
[/JUSTIFY]

أما قبل – الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد

  1. مارايك اخى الكريم ان نعجن الثور المصنوع من الطين ثم نصنع من خامته جملا يحمل نفس الاعراض والامراض
    المسالة لا اعتقد فى الوجوه ولا المؤهلات
    المسالة تتعلق بالفشل الكامل فى ادارة الدولة من شتى النواحى
    المؤتمر الوطنى افراد يعملون برزق اليوم باليوم تفكيرا وبرامجا ومواردا