قير تور
من مذكراتي الخاصة (1-2)
التاريخ المذكور أعلاه كان يعتبر بداية حقيقية لعمل جاد في المنطقة بعد الصلح الذي قامت به لجنة السلام والمصالحات برئاسة الأمير كوال دينق، وهذه اللجنة قامت بإنجاز كبير في العام 2001م عندما كانت تتحرّك بين أبيي والمناطق التي تسيطر عليها الجيش الشعبي لتحرير السودان، وتحركاتها هذه أسفرت عن الوصول إلى اتفاقية تقضي بمرور أبقار المسيرية إلى النهر أوقات الجفاف وتتوقف المسيرية عن المشاركات في الغارات التي تهدم وتدمِّر القرى التابعة للدينكا دون تمييز وعليه فحسب علمي فإن معركة اكيجنيال تقريباً تعتبر آخر المعارك التي شاركت فيها مليشيات قبلية تتبع للمسيرية ومنذ تلك الفترة صاروا ملتزمين بما اتفقوا عليها، وكذلك التزم الجيش الشعبي بما عليها عدا تلك الحادثة التي حدثت في اكتوبر 2002م في كل من أبيي وتوداج وكان كاتب هذه السطور موجودا في داخل ابيي.
المهم ففي شهر مايو عام 2002م قامت المنظمة القومية للتنمية (National Development Organization NNDO) بمبادرة إعادة تعمير القرى بداية بثلاث منها هي: توداج ونوونق واوولنم وقامت بتشييد صهاريج مياه ومدارس ولذا فقد كنت من ضمن الذين تطوعوا للعمل في التدريس ومعي عدد من الشباب الذين تخرجوا من الجامعات آنذاك وبعض منهم كان يعمل وبعضهم الآخر بدون عمل، وكان أشهرنا جميعاً ويعتبر قائداً لنا (علم على رأسه نار) الأستاذ جون أجناق كير الذي في عهده عندما كان رئيساً لرابطة أبناء أبيي في الجامعات والمعاهد العليا زارت الرابطة المنطقة وأغلب الأعضاء لم يزوروا المنطقة من قبل خاصة المولودين خارج أبيي. ومن الأشياء المهمة جداً التي تستحق لفت النظر، فالمنظمة كان أمينها العام هو الشهيد بلبل منجلواك وكان لا يجد التعاون من المجتمع المحلي ومجتمع دينكا نقوك بصفة عامة أين كانوا بسبب انتمائه السياسي للمؤتمر الوطني واسوأ صفة تريد إلصاقها لأحد من نقوك هو أن تقول بأنه مؤتمر وطني… المهم كان هناك صعوبة تواجهنا من بعض الناس فهم يقولون هل انضممتم للمؤتمر الوطني فنرد بدورنا بأننا نعرف ألاعيب بلبل وكل تحركاته المختلفة منذ أن جاء عائداً من الحركة الشعبية لتحرير السودان وانضمامه إلى الحكومة في الخرطوم، ولم نعمل معه ولكننا في حال أنه يقوم بتنمية للمنطقة فليس هناك ما يمنعنا من العمل معه ومن واجب كل ابن أبيي مساعدته بل عضدنا قولنا بالعمل فما دام بلبل يريد فائدة المنطقة فلا يهمنا من أين يأتي بالمال، فالمؤتمر الوطني يأتي بالمال من الشعب السوداني ونحن جزء من هذا الشعب.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1171- 2009-2-15