تحقيقات وتقارير

العقوبات الأمريكية.. حرب جائرة على الاقتصاد

[JUSTIFY]معوقات كثيرة تواجه البلاد نتجت عن العقوبات الامريكية المفروضة عليها منذ تسعينيات القرن الماضي الامر الذي يعيق التنمية وتوقف اكمال النهضة في كثير من القطاعات الخدمية التي تعتمد على معاونة الدول الاخرى في تقديم القروض المالية او المشاركة الرأسمالية لبعض المشاريع لنجد ان تلك الدول ابتعدت عن مد يد العون للسودان لما واجهته من تهديدات امريكية، وبالرغم من المحاولات التي تقوم بها الحكومة بغرض الاصلاح الاقتصادي الا اننا نجد انه يوما بعد يوم يزداد الخناق ويتجدد الحصار وتتراجع نسبة التطور بصورة كبيرة توجب التدخل السريع من جهات الاختصاص لوضع معالجات تساهم في رفع المستوى المعيشي ويقول رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان سالم الصافي حجير ان العقوبات الامريكية المفروضة على السودان ابدت أثرًا واضحاً من الجانب السياسي والاقتصادي لكن الاخير هو الاكثر تأثرًا بتلك العقوبات التي فرضت دون ذنب للسودان فيها وعملت على وقف التبادل التجاري بين الدول في الوقت الذي اعطيت فيه الدول حق التجارة مع الدول ما يساعد على تنمية الاقتصاد واشار حجير خلال حديثه لـ (الإنتباهة) ان السودان مستهدف من امريكا لانه يتمتع بمنتجات وموارد ضخمة مثل (الزراعة، الثروة الحيوانية، المعادن والطاقة) وبالتالي كل ذلك يجعل امريكا تضيق الخناق عليه لافتاً الى ان الحصار يجدد كل عام عن سابقه ما يلحق خسائر كبيرة على الدولة تزداد سنوياً بوتيرة معينة، وأضاف ان البرلمان طالب بعدم وجود دولة تفرض اجراءات سياسية واقتصادية على دولة اخرى تؤدي لمحاصرتها وتغير سياساتها اضافة محاوله عرض الاثار الاقتصادية على الدولة واثرها على المواطن ووضع معالجات لحل الأزمة، وأضاف ان الحصار الاقتصادي ادى الى عدم تطور واكتمال النهضة بالبلاد بنسبة «50%» ما يجعلنا ان نحاول الوصول الى معالجة الدمار والمعاناة وذلك بان ترصد كافة القطاعات بالسودان (صحة /تعليم / السكة حديد/ الطيران وقطاع الصادرات) بياناتها للاضرار التي لحقت ونسبة التراجع وتقديمها لتوضيح مدى مستوى التراجع فيها واثرها على المستوى المعيشي مشيراً الى ان العالم يتعامل مع المعلومة في اي قضية يراد معالجتها مطالباً التعامل بشفافية في كل صغيرة وكبيرة وقال (ما ندس الاخطاء) حتى تتم المعالجة بطريقة صحيحة، وكشف أن الحصار ادى الى عدم اكمال المطار والسكة حديد بنسبة «40%» نتيجة لتخوف الدول المانحة للقروض من وقوع اثار سلبية عليها لافتاً الى رفض عدد من الدول المشاركة في الاصلاح والنهوض بشركة سودانير لما يجده السودان من تشويش حول (الحرب والعقوبات الامريكية والارهاب) ما يجعل الدول الاخرى ان تبتعد وتتفادى التورط في دفع رؤس اموال دون فائدة ترجع لها. من جهته شدد نائب البرلمان عيسى بشرى على المجموعة الوطنية ضرورة وضع خارطة طريق لمدة ثلاثة اشهر لتنفيذ ومتابعة قرار مجلس حقوق الإنسان، وشدد على ضرورة تكوين لجان لحصر ومتابعة الاثر الاقتصادي والجانب المالي معلناً استعداد البرلمان لسن تشريعات وقوانين لتنفيذ القرار بينما كشفت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان ان حجم الخسائر على السودان جَراء العقوبات الاحادية الامريكية بلغت حتى الآن (40) ملياراً و(531) مليون دولار.
وأرجع المحلل السياسي البروفيسور الطيب زين العابدين في حديث لـ (الإنتباهة) تجدد العقوبات الامريكية على السودان نتيجة الانتهاكات التي يواجهها المواطنون في بعض الولايات، وقال انه قبل ايام عقد اجتماعاً لمنظمات حقوق الانسان مع وزير العدل وتقرر الذهاب الى جنيف للدفاع عن حق المواطن وان ما يجري في السودان من عقوبات هو تسيس ما يفرض على الحكومة معالجة الانتهاكات لتفادي الخسائر الاقتصادية والسياسية لافتا الى النتيجة الايجابية التي صاحبت زيارة الرئيس الأخيرة للسعودية ومصر وليبيا وتطبيع العلاقة معهم الامر الذي احدث اثراً واضحاً في تسهيل المعاملات البنكية داعياً الحكومة ان تتجه الى تحقيق المطلوبات السياسية من السودان بنشر الديمقراطية وتعددية حقيقية لتطبيع السودان مع المجتمع الدولي بما فيه امريكا، بينما يرى الخبير الاقتصادي د. عبد الله الرمادي ان ما يقع على البلاد من قرارات امريكية تعتبر حرباً جائرة نسبة الى ان امريكا دولة قوية اقتصادياً وبلادنا تصنف من الدول النامية وهنا ينعدم التكافؤ في المواجهة وقال ان قرار تجديد العقوبات مخالف للقوانين الدولية التي تنص على عدم منع التبادل التجاري بين الدول وقال الرمادي خلال حديث لـ (الإنتباهة) يجب على الحكومة ان تتعامل مع ظروف العالم الخالية من العدالة بترميم العلاقات مع الدول الاخرى خاصة دول الخليج لما تحققه من مصالح تعوض ما فقدته البلاد نتيجة الحصار لافتاً الى ان بعض الدول لم تنساق وراء القرارات الامريكية لذا يمكن ان يتم التعامل معها دون تخوف واشار الى ان المعالجات الحقيقية مفاتيحها سياسية.

استطلاع: نجلاء عباس
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]