المكتولة ما بتسمع الصايحة

المكتولة ما بتسمع الصايحة
بينما كنت منهمكة في تسبيك حلتي، ومحاولاتي للتوفيق بين (الجري) و(العكس) لانجاز واجبي الازلي في اخراج صينية الغداء باعجل ما تيسر، بعد عودة التتار من مدارسهم وقد هدهم الجوع، لحق بي صغيري وصار يتبعني من مكان لأخر اثناء لواصتي بين ارجاء المطبخ وهو يستفيض في الحكي عن احداث يومه .. منحته جزء من بالي الملخوم بالسواطة وسواة السلطة وكنت افوته بـ ايوااا … اهاااا وهكذا حتى صعقني بسؤال لذيذ .. قال في براءة:
يا ماما انتي لي هسي ما علمتيني الطبيخ .. مع انو يمكن البت الحا اتزوجها تكون امها علمتها كل حاجة !!
فوجئت ايما فوجيأة وترددت قليلا قبل ان اجيب عليه بأن الرجال لا شأن لهم بأمور الطبيخ وان زوجته المستقبلية هي من يجب ان تتبالى بهذا الهم .. ولكني تذكرت النصيحة الذهبية بأن (نربي ابناءنا لزمان غير زماننا) وحدثتني نفسي بأن البنيات الغبيانات العيني شايفاهن ديل ممكن يضربن في المستقبل عن خدمة بيوتهن ويمتنعن عن اطعام افواه صغارهن وازواجهن بحجة ان الحياة مشاركة، فينهرش الرجال وينجبرو على التحزم والتلزم والامساك بـ (الكمشة) .. البعيد شنو ؟!!
تذكرت هذه الحادثة اللطيفة ولعلي حكيتها من قبل، وانا اقرأ رسالة من صديقة اسفيرية عزيزة كالت فيها اللوم لـ جيل صبايا اليوم، ومن ضمن ذلك اتهمتهن بأنهن غير مؤهلات لاستلام مهامهن المستقبلية في عش الزوجية الذي يتسابقن طلبا للدخول اليه، فكيف سيكون الحال مع جيل زوجة ابني الصغير المستقبلية ان شاء الله، والتي ربما كانت لا تزال (مفنقلة) في مهدها تلعب بقدميها في الهواء وتحمل زجاجة الحليب ؟!!
تقول صديقتي في رسالتها التي طلبت فيها ان لا اجيب سيرة اسمها:
تحيه مسائية عاطرة لشخصك الغالي عزيزتي مني .. كتبتا ليك (يا قول مصطفي سيد أحمد ) وبيني بينك كل الريدة والانسجام الفكري والتقدير لما يخطه قلمك الرشيق من روشتات قيمة تلقي الضوء علي المعوج من سلوكيات وتهدي السبيل لحياري كثر نلت الفضل في لفت نظرهم للخطأ باسلوبك السلس المنمق ..
أحي يمة .. بعد الشكر دا كلو جاياك في الطلب الاسلفت الاشارة ليهو في المقدمة .. عاوزاك لو تكرمتي تكتبي لي روشتة كدا ظريفة نهديها لاخواتنا وبناتنا الفي سن الجامعات .. الزهور اليانعات الما عاب جمالهن وطفى بريقهن سوي بعض السلوك والخفة واللفة التي لم نعهدها في جيلنا ولامن تلونا وسبقوهم، وهي كما تعلمي اقبح صفات يمكن ان تتصف بيها الفتاة .. خليني احكي ليكي :
قبل فترة حضرتا مناسبة لاسرتي في مدينة (….) جمعت الاهل والاصحاب من كل الاعمار .. كانت الايام جميلة والجو مبهج ولكن اشد ما اقلقني هو خفة البنات الزهرات القلتها ليك ديك المبالغ فيها وسلوكهم الفوضوي المنفتح لابعد الحدود .. يعني لا تقدري تندمجي في ونسة ولا تقدري تسمعي وتطنشي .. البيسو فيهو بس كواريك وصوت عالي لي درجة المبالغة .. ونسة خاوية من المعني وتعامل غريب مع محدثات التكنلوجيا .. يعني لا غايب حبيبنا الفيس ولا الواتاسب ولا غيرو .. اما برنامج الصور فحدث ولا حرج .. اكتر حاجة استغربتا ليها المجاهرة والطلب الصريح لـ (العرييييس ) مع انهن طبعا بالنسبة لمقايسنا زمان لمواصفات الفتيات المؤهلات للزواج، ماعندهن للعرس الجاريين عليهو دا اي مؤهلات .. يعني من بداية ستات البيوت المتمكنات الكان اهلنا بقولوها علينا .. والله بنات الزمن دا سواة السجق في تلتله .. بس اعلم الله السوق حقهن احر من سوقنا زمان (نكضب عاد) ؟
المهم عاوزاك وانتي اكيد مرت بيك النوعية دي وعارفاك ما بتقصري .. ممكن تعملي لي ليهن روشتة كااااااربة نديها ليهم خصوصا انهم ودي الحسنة الكبيرة البعتبرها عندهم انو اغلبهم من المداومات لصفحتك المتابعات لنصايحك .. عشان كدا ما تبخلي عليهم بنصيحة .. بس ما تجيبي سيرتي لانهم هديييييييك سامعني وبقرو ليك زيّ .. يعني لا شفتك لا شفتيني سمح ؟!!
مخرج:
اقول لصديقتي الحبيبة ان المناهج الدراسية حوت اناشيد وقصائد ووصايا عظيمة لكل فتاة مثل (يا ابنة اليوم ويا ام الغد .. انت للاوطان اصفى مورد) ونصحها الناصحون بأن تسعى لتجميل عقلها بالعلوم النافعات ان رغبت في الحصول على حسن وجمال لا تذهبه الايام، كما دعوها لنبذ عادة التبرج نبذا لان جمال النفوس احلى وابقى ..
الكثير الكثير من النصائح الجميلة يمكن ان تصاغ للبنيات ولكنها لم ولن تكون كمثل القدوة الحسنة امام اعينهن .. اذن نحن نحتاج ان نوعي امهات اليوم ليحسن تربية واعداد امهات الغد .. الأم الواعية والمتيقظة لمتغيرات العصر والقادرة على كبح جماح الفوضى غير الخلاقة التي ادى اليها تأثير العولمة على الابناء هي من يجب ان نراهن عليها .. عندما تصبح كارمن سليمان ومايلي سبيرس وجاستين بيبر هم قدوة الصبايا والشباب ومثلهم الاعلى بينما الامهات في غفلتهن .. يعاينن .. فعلينا فعلا دق اجراس الخطر .. قالوا المكتولة ما بتسمع الصايحة.
[/JUSTIFY]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]
سلمت يداك ويد صاحبتك
يا أم سليمان هل توافقيني الرأي أن بنات اليوم هن تربية أمهات الأمس و أن بنات الغد هن بنات أمهات اليوم و رغم أن التربية في معظمها تعود للمرأة لكن عند الشكر يقال أن فلانة بت بت رجال و الولد إذا فلح يقال أنه راجل ود رجال إما لا سمح الله إذا حاد عن جادة الطريق تقول الناس ( وليد تربية حريم أو ولد أمه )