نص خطاب رئيس الجمهورية بمدينة الحوش بولاية الجزيرة

أهلنا وأحبابنا في الحوش وجنوب الجزيرة , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , نحمد الله سبحانه وتعالى أن جئناكم اليوم للاحتفال سوية بإنجاز طريق الشريف زين العابدين الهندي هذا الطريق الذي تأتي أهميته من رمزيته لأنه كان تكريما لشخص يستحق التكريم , لأن الطريق هو إماطة للأذى عن الطريق , شارع الإسفلت إماطة أذى عن الطريق , والشريف ظل طول حياته يعمل على إزالة الأذى عن طريق الشعب السوداني , لا نقول هذا الكلام رياء , أو كسب سياسي لكن من حق الرجل ومقدار الرجل الذي تعرفونه كما نعرفه , الرجل الزاهد وأنا أمنحه وسام الرجل الأول في السودان , لأن الشريف زين العابدين هو وريث الشريف حسين الذي كان الوريث الشرعي لأزهري وهذه سلسلة من الرجال والرموز الذين كرسوا حياتهم للوطن والمواطن ولم يعملوا لدنيا أو كسب شخصي , كان يمكن أن تأتيهم المناصب , وتزاد لهم الأموال لكن كان همهم واحد وهو المواطن السوداني , وكلما لقيته قال لي أريد منك شيئين فقط ديمقراطية راشدة وعدل حاسم , ديمقراطية راشدة للشعب السوداني لأنه شعب كريم وأصيل , يستحق الحرية والديمقراطية والتفاني في خدمته , نعم شعب سوداني يستحق العدل ويحب العدالة ويكره الظلم , وتلك كانت منطقة الشريف ديمقراطية راشدة وعدل حاسم أو حسم عادل لأن قضايا الوطن تحتاج لحسم بعدالة وعدم ظلم إنسان كل إنسان يأخذ حقه لأن كل المواطنين سواسية لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى كلكم لآدم وآدم من تراب إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم , هذا شعب سوداني يكره الظلم ويرفض القهر والتجبر , هذا الشعب المعلم الذي علم الناس الحرية , هذا الشعب في القرن التاسع عشر حين خافت الدنيا كلها وخضعت للإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس غابت شمسها هنا في السودان , هذا الشعب المعلم الذي علم الناس الحرية ولهذا كانت أول دولة إفريقية جنوب الصحراء تنال استقلالها هي السودان , كان السودان وكانت الحركة الوطنية برجالها ونسائها بقيادة الزعيم إسماعيل الأزهري رحمه الله , كان استقلالا كاملا غير منقوص هذا هو السودان وهذا هو الشعب السوداني ولأجل هذا حين آتي رئيسا للشعب السوداني لزم أن كون رئيسا استحق الشعب السوداني يمثل الشعب السوداني ويعبر عنه ويرفض الظلم والقهر والاستعمار نحن مع الحرية , الحرية لنا , الحرية للشعوب , الحرية لفلسطين والعراق وأفغانستان , ديل نحن الشعب السوداني سنظل نقاوم ونناضل ونجاهد ضد الاستعمار , نحن أول دولة إفريقية نالت استقلالها الناس ديل حاولوا معنا , بالحرب في الجنوب فهزمناهم , وفتحوا لنا جبهة في الشرق فهزمناهم , وفتحوا لنا جبهة في دارفور وسنهزمهم , حاولوا تركيعنا وإذلالنا بمنع القمح الأمريكي والدقيق المستورد لكنهم لم يعرفوا الشعب السوداني الذي خيرناه بين الاستقلال والكرامة ورفض القمح الأمريكي أو الذل والهوان والدقيق الأمريكي فاختار الشعب السوداني الحرية والعزة والكرامة , زرعنا القمح في الجزيرة والنيل الأبيض والأزرق والشمالية , هددونا بالحصار الاقتصادي ومنع الدولارات والتمويل والمشروعات ونحن كل يوم نرد عليهم بمشروع جديد بسد جديد وكبري جديد وطريق جديد ومستشفى جديد ومدرسة وجامعة وشفخانة ومستشفى ونقول لأهلنا في الجزيرة كله قادم نحن عملنا محطات حرارية كل يوم محطات جديدة وسنبني السدود من أجل مياه رخيصة وبعد الفراغ من هذا سنبني محطة نووية للكهرباء ومن يستطيع منعنا وإيقافنا , وقد قلنا أن مشروع الجزيرة هو شيخ وناظر وأمير المشاريع, به 2 مليون فدان مروية ري دائم برنامجنا لها يقوم على إعادة تأهيل منظمات الري وإدراج تقنية جديدة في الري وإدخال محصولات جديدة وتركيبة محصولية جديدة لأننا نريد إنتاجية عالية ودخل لنعمل منه نموذج لأنه مشروع مؤسس يحتاج إلي عمل في بنيات الري الأساسية وتطويرها وتحديثها لزراعة المساحات كلها لا توجد منطقة مقطوعة أو عطشانة , نريد أن نكافح الآفات ونبحث عن المشروعات المناسبة للمنطقة ومناخها ولأرضها وتربتها ومزارعها نريد أن نعمل دخل إضافي للمزارع الذي نريده أن يسكن في منزل جيد وينعم بخدمات جيدة مياه وكهرباء وصحة وهاتف وتلفاز نريد المزارع أن يمتلك كل شيء , يا جماعة هذه الأربعين فدان تجعل الإنسان يعيش عيشة كريمة لديه عربة وأبقار وأغنام والمال لتعليم أولاده وعلاجهم في أي مكان , ولا نقول هذا الكلام أماني ولا كسب سياسي , ولكنها خطط وبرامج موضوعة للنهضة الزراعية لإخراج المشروع من كل أزماته ومشاكله لأن المشروع إذا وقف على رجليه سيحمل السودان كله وسيفيض خيره للدول المجاورة , أخوانا وأهلنا أصحاب الكروت وملاك الأراضي , القانون جديد قال يتم تمليك حواشة للمزارع وهذه الأرض لديها ملاك آخرون ولا يمكن أن تكون مملوكة لشخصين في آن واحد هنالك مالك جديد سيأخذ حقه ومالك جديد والحساب ولد , سنشكل لجان وهذا الأخ الوالي واتحاد المزارعين وإدارة المشروع ووزارة الزراعة الاتحادية لعمل الدراسات لإعطاء أصحاب الأراضي القديمة حقهم وكيفية تمليك الأراضي الجديدة للملاك الجدد حتى يطمئن المزارع على حواشته , وحين قلنا بتمليكها ليس من أجل البيع بل حتى لا تنزع منه وتصبح من حقه ملك له ولأسرته يورثها لأولاده , نريد أن نصنع استقرار نفسي للمزارع القاعد لربطه بهذه الأرض لخيرها الكثير والوفير وحتى تتم فلاحتها لمصلحتهم ومصلحة البلد , نحن معكم أهل الجزيرة من أجل توفير الخدمات , نريد كهرباء لكل فرد , ومياه صحية نظيفة لكل فرد وحيوان , نريد تعليم لكل أطفالنا , وعلاج بالمنطقة , لا نريد لأحد أن يذهب للخرطوم , أو الأردن أو أوربا , لديكم كوادر متوفرة وعلماء وبقليل من الإمكانات التي سنعمل على تنسيقها لن يكون هناك إنسان محتاج لأن يأخذ مريض خارج منطقته , نريد توفير العلاج والتعليم والخدمات , نريد نقل المدينة للريف لأن هذه هي العدالة وأنتم تستحقون وهذه هي المناطق المعنية بالتعمير وليس المدن , بكم وسواعدكم , ومعكم ومع الله سبحانه وتعالى وبعون الله كل الأماني ستتحقق , نترحم على الشريف زين العابدين الهندي الذي كنت أستمع له يوم الخميس ليلة تسلمي للسلطة سمعته يقول (البلد وصلت مرحلة لو أخذها كلب لن يقول له أحد جر) كانت هذه هي حالة البلد وهي حالة لا تشبه البلد هل نحن دولة نستحق أن يأخذها كلب ولا يقول له أحد جر , ونحن جئنا لإزالة المسغبة والأسباب التي دعت الشريف لقول هذا الكلام , ونقول له نحن اليوم فوق ورأسنا فوق وبلدنا لن يقترب منها أحد لأنها محروسة بأهلها ورجالها ونساءها وشهدائها وتاريخها وجغرافيتها وإمكانياتها وبمقدراتها سنحافظ عليها وعلى استقلالها وسنقدم في سبيلها المهج كما قدمنا الزبير محمد صالح النائب الأول وإبراهيم شمس الدين والعلماء والطلبة والمزارعين والعمال وكل فئات الشعب السوداني شهداء مضوا أمامنا سقوا هذه الأرض بدمائهم

. الله اكبر
المصدر :سونا