صلاح أحمد عبدالله : نمشي وين..؟.. وهم يصرفون على أنفسهم.. ومؤتمراتهم المليارات
* لن نهاجر.. أبداً لن نطلب حق اللجوء السياسي.. ولن نترك هذه البلاد تحت أي ظرف.. ولأي ذريعة أو سبب؟!
* سنجوع نعم.. وقد تعودنا على ذلك منذ سنين طويلة.. لا نحن ولا أولادنا.. سنجد الوظيفة التي تناسب المؤهلات التي نحملها.. لأن كل الوظائف الحكومية أو الشركات أصبحت (مستفة) من أهل الولاء وأولاد المصارين (البمبية).. نسكن في أحياء شعبية.. نعاني من (أزمات) متلاحقة.. المواصلات.. الغلاء.. الدواء.. التعليم.. الجبايات المتلاحقة.. إضافة (لحق) الجمرة الخببيثة.. التي كشفت لنا أن سد مروي..(الله يعطي مشرفيه العافية).. كما أن الخريف دائماًس يفاجئنا مثل مسؤولي الولاية.. فيجعل شوارعنا (خبوب وطين) وأجسادنا متورمة من لسعات الباعوض.. وتلفزيون السودان.. هلال مريخ.. وعيوننا (معمصة) من قراءة ا بعينها تكاد تصيبنا بالذهول.. وإذاعات أوصلتنا الى (محطة) قريبة من الزهايمر..؟!!
* نمشي وين..؟.. وهم يصرفون على أنفسهم.. ومؤتمراتهم المليارات.. ويقولون إنها اشتراكات أعضاء.. وكأن الأموال (تنبع) من بين أصابعهم فقط.. وكأن الأبراج والناطحات العالية ما تطاولت إلا لخدمتهم.. هنا.. أو بالخارج.. (والغريبة) إننا نعرف أحوالهم قبل ذلك اليوم وذلك الشهر.. وتلك السنة التي أتوا فيها..!!
* قد يبدو هذا كلاماً مكروراً.. نكرره (نعم) حتى لا ننسى.. أو يظن أحد أن خربة..؟!!
* ورغم ذلك.. لن نهاجر.. الى أين؟.. أعوذ بالله.. لن نجد مياهاً أعذب من أنهارنا.. ولا منظراً أجمل في الدنيا.. من منظر ملتقى النيلين.. ولا أرضاً عذراء.. أخصب من أراضينا.. (الذين يتسابقون في بيعها).. ولا ثروة حيوانية.. أطعم من لحوم حيواناتنا.. وألبانها.. وأصوافها.. وجلودها.. وحتى أبوالها..!؟
* لن نجد في الدنيا كلها (أرجل) من شبابنا.. ولا أجمل ولا أحلى.. وأشجع من بناتنا.. ولا أدباً في غير أطفالنا.. ولا أحن من أمهاتنا.. ولا أعظم من آبائنا.. ولا (أحكم) من حبوباتنا.. ولذة حكاويهن.. وطعامهن.. وفخرهن بنا.. ولا أحد غيرهن يستطيع يداري ويحفظ عيوبنا.. ولن نجد سنداً يحمي ظهورنا غير زوجاتنا.. وتكاتفاً وتعاضداً في غير إخوتنا وأخواتنا.. وخُلص أصدقائنا.. وأولاد حلتنا..!!
* لن نترك هواء بلادنا.. النقلي العليل.. الأريج.. رغم تلوثه قليلاً.. في تاريخ البلاد القريب برائحة فساد.. واستعلاء وروح جهوية الله بها عليم.. وادعاءات أصحاب الدم الأزرق.. وكأنهم من طينة غير طينة البشر.. وكأنهم قادمون (ظلالاً) لشريعة الله في الأرض.. رغم أنهم (دغمسوها) باعترافاتهم.. وخلافاتهم من أجل السلطة التي انتاشوها.. والثروة كلها التي تناوشوها..
* لن نترك سماء بلادنا.. بشمسها التي تعطينا الصحة والعافية.. وحرارتها التي تغمر قلوبنا.. وتستمد منها حرارتها.. ونجومها التي تضئ لنا طريق الظلام السياسي.. والاقتصادي.. وقمرها المنير الذي دائماً ما يضم شتاتنا في اجتماعاتنا..
* لن نخرج أبداً لنبيع تاريخنا.. وشرفنا.. وقيمنا.. ومثلنا.. وأخلاقنا.. وكل ما تربينا عليه من فاضل العادات والتقاليد.. بدعوى النضال الزائف والكفاح الكذوب.. بثمن العمالة وطعام الفنادق والارتزاق.. أو في كانتونات اللجوء..
* لن نعيش أبداً.. في بلاد تموت من البرد حيتانها..!!.. ولن نتجه شرقاً ليعوج لساننا بلهجة لا تشبه موسيقى حديثنا..
* سندعهم يحكمون.. ويتحاورون.. ويتحدون من جديد لربع قرن جديد إن استطاعوا الى ذلك سبيلاً.. وقد يطول صبرنا منذ الاستقلال وحتى الآن.. وسنبذل المستحيل.. ممهوراً بالدم والعرق والدموع.. لنجد لأنفسنا مكاناً تحت الشمس.. بعيداً عن أوراق (النقد) الخضراء.. أو الصفراء.. أو الى (رحلات) خاصة.. تدق بين أمكنتها أجراس أسواق النخاسة الحديثة..!!
* وبلادنا بخير.. وشبابها بألف خير.. سيحفر جدران الصخر حتى يدخل ضوء الشمس.
* نترك بلادنا لمن..؟!.. وليه.. ونمشي وين يعني؟!
* يلقوها عند الغافل..
* رحم الله.. محجوب شريف.. شاعر الشعب.. ناضل بالقلم والكلمة.. ومات.. (هنا)!!
صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة
ت.أ
الاخ صلاح انت فعلا” صلاح ، جبت كلام ، كلام كلام ، اخجلت كل الذين هاجروا حتي ولو تعددت اسباب هجرتهم ، الله يصبرك اولا”علي ماأوبتلينا به ، ويصبرنا معاك ويعطيك العافية .
لا شك ان اجمل لحظاتنا هي عندما يلتقي نظرنا مع مياه نيلنا الجاري والذي يحمل همنا منذ ميلادنا … دون ضجر او ملل… نعاني من البعاد … ولكننا لم نستحمل ان ننظر الى من يظر الى من يسرق الانسولين لينقذ اباه من الموت … فنحن ارق … الطف ونحمل قلوبا لا تتحمل رؤية الالم لغيرها اما لها فليكن ثمنه الهجرة والاغتراب اللعينين … فهنيئا لمن كابد وصبر ولم يسافر ولم يهاجر … اعجبني المقال جدا…. فشكرا صلاح على امل الاصلاح