رأي ومقالات

تهاني عوض…الفضائح الاسفيرية: تشوه (الصورة النمطية) الجميلة للشخصية السودانية !

زمان الواحد لما يكون زعلان من واحد زعلة شديدة ، ومغبون (غبينة) ليها (ضُل)، وخصومة وكراهية شديدة بيقوم يحاول يشوه (صورته) في عيون الناس باي طريقة ، ويفضحو قدام كل (خلق الله) ، وحتى لو لاقاهو في (الضلمة) يقوم (يحمِّر) ليهو ..من شدة الحقد والغبينة والكراهية ..وكانت عملية (الفضح) تتم بذكر كل (خصال) وصفات (المكروهـ والمغضوب عليه) لاي اي زول بيعرفو او حتى ما بيعرفو !! كنوع من التنفيس عن (الحقد والكراهية) ..ودائما (الفاضح) يصف (المفضوح) بصفات ونعوت وخصائص (سالبة) قد تكون (حقيقية) وقد تكون (مفبركة).. والفضيحة لا تتجاوز كلمات متعلقة بصفات (زميمة) ومستقبحة : كالبخل- الوسخ- تاخير سداد الديون- اكل حقوق الاخرين- تعاطي الرشوة- الجبن- اللئامة- عدم التهذيب/التاديب- عدم الامانة–الكذب-عدم الصلاة-عدم الصيام-عدم الزكاة- التطفل- النميمة واثارة الفتن….إلخ . لكن ما كان في زول بيحاول يتكلم في الخصوصيات او الظروف الاسرية او ما يتعلق بالشرف والعرض .. او ما يتعلق بالسلوك الجنسي ، او العلاقات العاطفية -او حتى العلاقات الجنسية المحرمة ..لكن اليومين ديل وفي ظل تكنولوجيا الاتصالات الرقمية الحديثة وانتشار استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي اصبح الناس يعكسون كل انماط السلوك الاجتماعي (الواقعي والحقيقي وحتى المفبرك) في الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، واصبح الناس ينقلون خصوماتهم واختلافاتهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، لا وكمان الفضائح بجلاجل (صوت) و(صورة) ..بهدف اغتيال الشخصية (المغضوب عليها) نفسياً ومعنوياً وفضحها على مستوى العالم !!! هذا التغيير (السيئ) في اساليب فضح الآخرين هو مؤشر خطير يعكس مدى (التردي الاخلاقي) و(الانحطاط التربوي) الذي وصل إليه بعض أفراد المجتمع ، ويعكس مدى (الضحالة الفكرية) وانعدام الضمير ، و(سوء الخلق) ، وسوء التربية ، وانعدام (الخجل) و(موت الحياء العام) .. ! يا ترى هل لتأزم الأوضاع السياسية والاقتصادية دور في ظهور هذه الظواهر (البشعة) ؟! وهل وصل بنا التردي الأخلاقي إلى هذا المستوى (المنحط) في التشهير بالاخرين وفضحهم لمجرد (خلافات) فردية أو أسرية أو عائلية؟ وماذا يستفيد أولئك الأشخاص (غير الأسوياء) من ممارسة هذه التصرفات (المستهجنة) ؟ هل يحققون الانتقام؟ هل يحققون التشفي؟ هل يفشون (غبينتهم) بهكذا أسلوب وبهكذا طريقة ؟! وهل فكر ذلك الذي يمارس تلك (التصرفات القذرة) وعمليات (الفضح الاسفيري) هل فكر في مدى الأذى النفسي الذي يلحق بأهل وأقارب وأصدقاء (الشخص المفضوح)؟!!
ان محاولة اي شخص لأن يفضح (الآخر) بنشر (صور فاضحة) ، أو (تسجيلات مخلة بالحياء العامة) هو سلوك غير أخلاقي ، ويكشف عن تردي وانحطاط تربوي واخلاقي وديني واجتماعي ، وعن مرض نفسي خطير سيدمر النسيج الاجتماعي وسيهدم (السلام) الاجتماعي وسيثير البغضاء والكراهية بين أفراد المجتمع ..كما أنه سيوشه سمعة السودان والسودانيين بين الشعوب .
ليتنا نرتقي باخلاقياتنا ونرتقي في أهداف واساليب استخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي ، ونستغلها الاستغلال الأمثل لخدمة قضايانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والدينية والتعليمية . وليتذكر كل من كانت بينه وبين شخص آخر (عداوة ) أو (كراهية) أو شحناء سببها (الشيطان) في (لحظة غضب معينة) أنه بذلك (جنى على) نفسه وعلى (اسرته) وعلى مجتمعه وعلى (السودان كله) ..!!
ألعنوا الشيطان ولا تجعلوا (الخلافات الشخصية) سبباً في تشويه (صورة السودان والسودانيين) هو نحنا ناقصين ..الفينا مكفينا !

تهاني عوض

‫2 تعليقات

  1. كلام مطلوب وبشدة فى مثل هذا الزمن حيث العالم اصبح قرية كما يقولون ليت كل سودانى وبالاخص الذين لهم علاقة بالاعلام ان ينتبهوا لهذا الموضوع الهام ويراعوا لمشاعر الاخرين كمن تربطهم صلة بالذى يعنى بالفضيحة وكذلك الدين والزوق العام لاهل البلدعامة والاخلاق اساس متين وحامى امين لمنع نشر مثل هذه الخلافات الى الملاء والا اذا لم تستحى فافعل وقل ما شئت وشكرا د: تهانى على هذة اللفتة .