خطة كيري
بدا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري متفائلا بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الفترة التي حددها بنهاية أبريل المقبل، ومن حق كيري التفاؤل بنجاح جهوده في إعادة الأطراف إلى التفاوض مجددا، ولكن الواقع يشير إلى أنه في أفضل الأحوال لن يتم التوصل إلى الاتفاق المنشود قبل أبريل المقبل بدليل أن الجانب الإسرائيلي لا يزال في موقفه المتعنت بخصوص التوسع الاستيطاني الذي زاد بعد عودة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغور ليمان إلى الوزراة مجددا.
كما إن تفاؤل كيري يأتي غداة أزمة جديدة فجرها كيري نفسه من خلال خطته الأمنية التي وجدت عاصفة هوجاء من الرفض الفلسطيني للخطة الرامية إلى وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن عند الحدود الشرقية مع الأردن، وحتى إعلان كيري أن إسرائيل ستفرج عن مزيد من السجناء الفلسطينيين قبيل نهاية العام الحالي، وهو ما سيشكل الدفعة الثالثة من أسرى ما قبل «معاهدة أوسلو» في العام 1993، لم يشفع له ذلك من الغضب الفلسطيني على الخطة الأمنية.
وأعرب كيري عن أمله أن يتمكن من المساعدة في اتفاق سلام يوفق ما بين تطلعات إسرائيل إلى الأمن ورغبة الفلسطينيين في السيادة، مؤكداً أن «الطرفين لا يزالان ملتزمين الوفاء بالتزاماتهما لمواصلة التفاوض بجدية خلال فترة التسعة أشهر التي حددت لذلك».
ولكن الرئيس الفلسطيني عباس رفض الأفكار الأمنية لكيري في رسالة رسمية مكتوبة سلمها إلى الجانب الأمريكي تتضمن الموقف الفلسطيني من رؤيته للحل وأولها رفض مطلق للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتصلة على حدود العام 1967 حسب القانون الدولي والشرعية الدولية، والقدس الشرقية عاصمة للدولة، وعدم وجود استيطان، وحل قضية اللاجئين وحل كل قضايا الوضع النهائي الأخرى، وهي المياه وإطلاق سراح كل الأسرى.
ويطالب نتنياهو في حال إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بالحفاظ على انتشار عسكري إسرائيلي في غور الأردن، مستبعداً ترك مسؤولية الأمن في هذه المنطقة لقوة دولية كما وافق الفلسطينيون، أو لقوة فلسطينية – إسرائيلية مشتركة.
كيري الذي كما سبق أن أشرنا يبدو متحمسا لمفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية ويراهن على التوصل إلى اتفاق السلام في الوقت المحدد بأبريل، يجد نفسه في ورطة حقيقية فالخطة الأمنية التي قدمها تجد الرفض التام من الجانب الفلسطيني كونها تكرس لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي أكثر من سعيها لإنهاء وضعية الاحتلال العسكري، إذ أن كيري في الوقت الراهن يملك الأوراق التي يضغط بها على الجانب الإسرائيلي للتراجع عن مشاريع الاستيطان التي تضع العراقيل أمام اكتمال عملية السلام بالشرق الأوسط.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي