رأي ومقالات

عميد ركن (م) حسن أحمد حسن: زيارة البشير لمصر ضخت دماءً جديدة في جسد العلاقات

كان أعداء الوطن في الداخل والخارج يمنون أنفسهم أن تتعقد العلاقات بين السودان ومصر وترتفع إلى درجة الخصام الفاجر الذي يقود إلى الصدام المسلح، ولكن قد خاب فألهم بزيارة المشير البشير رئيس الجمهورية بدعوة كريمة من أخيه المشير السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وكان الكثير يتوقعون أن يثير البشير ملف مشكلة حلايب لتفسد طعم الزيارة، ولكن بحكمة المشيرين لم يتم التطرق من قريب أو بعيد لملف حلايب وشلاتين، بل خاضا فقط في الجانب الاقتصادي والسياسي والاستثماري ومشكلة ليبيا التي تؤثر سلباً على السودان ومصر وبحثا عن كيفية التواصل بين الشعبين في تنفيذ الحريات الأربع التي يمكن أن تذيب جبل الجليد وترطب الجو بين الحكومتين. لقد كان لقاء المشيرين فريداً في نوعه، حيث تجاوز البرتوكولات المعروفة في الزيارات الرسمية مما جعل الزيارة تتسم بطابع الأخوة التي لا تقيدها الحواجز حرصاً على تمتين حبل العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين، ونعتقد بأن تلك الزيارة كان لها طعم خاص ونكهة متميزة قد حققها المشيران في أرض الكنانة وضربا أروع الأمثال في القيادة الحكيمة والمرونة في العلاقات وتقدير المواقف السليمة التي تقود البلدين إلى رحاب التقدم والازدهار والقوة. لقد كانت الزيارة بلسماً شافياً لكل الجراحات وحققت نجاحات ألجمت ألسن الحاسدين والمتربصين والواقفين على الرصيف، مما جعل عدة أقلام تتناول مخرجاتها وتشيد بها علماء الاقتصاد والسياسة وتتناولها الفضائيات العالمية وعقدت في شأنها عدة لقاءات صحفية وتلفزيونية وإذاعية، وكانت الحصيلة استحسانها في كل المحاور ومنفعتها للجانبين حكومة وشعباً.

إن الروابط بين مصر والسودان قوية ومتينة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، لذا لا نتوقع أن تتقطع أواصرها بأي سبب من الأسباب بل تقوى كلما مر عليها الزمان وتنداح العلاقات الطيبة لتشمل دول الخليج العربي وتضافر الجهود لتخليص ليبيا من الورطة التي دخلت فيها بإيقاف الامتثال بين أبناء الوطن الواحد وتكفي زيارة التني الرئيس الليبي للسودان بدعوة كريمة من أخيه المشير البشير رئيس جمهورية السودان التي أزالت كل الشكوك بدعم السودان للمعارضين الليبيين. وأكدت سعيه لإيقاف خراب ليبيا وحقن دماء أبنائها بالتفاوض والوصول لوفاق يرضي الطرفين.

إن البرق القبلي الذي لا يخيب هطول غيثه قد بدأ يشع نوره في السودان، وذلك بتوقع ولوج المستثمرين المصريين في السودان بثقلهم المادي وخبراتهم للضمانات المؤكدة التي أعلنها المشير البشير وأمن على تنفيذها د. مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار في لقائه مع المستثمرين المصريين إبان الزيارة في قصر الاتحادية، وهذه بشريات طيبة لكل الدول العربية بتأمين الغذاء لشعوبها من أرض السودان البكر والحبلى بالخبرات، ونتوقع أن يفيق السودان وينهض من كبوته وينطلق كالمارد في القارة السمراء محققاً القيادة والريادة والتميز وحينها ستكون يده العليا بالرغم من أنه لم يبسط يده مطلقاً لتكون السفلى رغم الضائقة المالية التي مرت به وتجاوزها بكل ثبات وحنكة بفضل الله أولاً وحكومته.

ثانياً لقد ظل يدعو إخوانه في الدول العربية وميسوري الحال فيها لاستثمار أموالهم في السودان ولهم نصيبهم وله نصيبه من العملية الاستثمارية بدلاً من إيداعها في بنوك الدول الأوروبية وأمريكا للاستفادة من ريعها أن زيارة المشير البشير رئيس الجمهورية إلى جمهورية مصر العربية قد عدلت الدرب للبلدين وفتحت دماء صافية ونقية في شرايينهما.

وعاش السودان ومصر في صفاء ووئام

عميد ركن (م) حسن أحمد حسن
صحيفة اليوم التالي

‫2 تعليقات

  1. الحمد لله بدأ السودان خطواته في الإتجاه الصحيح. وبدأت معاها بشريات الخير ابتداءا من اغلاق المراكز الثقافية الإيرانية ومرورا بزيارة