عالمية

بالصور: “ستيف” الأمريكي يروى قصه إسلامه المثيرة: باكستاني كان يجمع بقايا الطعام علمني الشهادة

[JUSTIFY]يقول الأمريكي المسلم “ستيفن آلان” أو “محمد سليم” كما يفضّل مناداته بعد إسلامه أن القرآن الكريم أذهله بمجرد الاطلاع عليه وقراءته بعمق؛ خاصة مع وجود آيات وسور تتحدث عن المعجزات العلمية؛ مؤكداً في حواره مع “سبق” أنه لم يجد الإجابات المقنعة في المسيحية، ولم يقتنع بفلسفة البوذية والركوع للأصنام؛ لكنه ارتاح بالإسلام، ووجد ما كان يبحث عنه من وضوح وجود الخالق سبحانه وتعالى؛ متطرقاً إلى الفرق بين المسلمين في أوروبا وفي أمريكا، والسبب المباشر وراء ثرائهم في المجتمع الأمريكي؛ مشيراً إلى أسباب انجذاب بعض شباب المسلمين نحو التنظيمات المتطرفة والتحاقهم بصفوفها؛ مؤملاً أن نغير ما بأنفسنا كمسلمين لكي يغيرنا الله للأحسن.

ويتناول الحوار العديد من النقاط حول الإسلام والمسلمين في أمريكا، والجماعات الإسلامية، ورحلته للقاهرة، واسطنبول، والسويد، وأذربيجان، والرياض، والسر في انجذابه نحو الإسلام وتركه الديانات الأخرى وقساوة الإعلام الأمريكي على المسلمين، وصعوبة الحياة في السعودية، وأسباب إخفاء إسلامه 3 سنوات عن عائلته، وغيرها من المحاور.. فإلى تفاصيل الحوار..

** سمعنا أن لك قصة طويلة مع التحولات الفكرية العميقة التي قادتك في النهائية إلى اعتناق الإسلام عن قناعة تامة.. حدثنا عنها؟

منذ كنت صغيراً، وأنا أبحث عن إجابات معينة؛ فلدي أسئلة كثيرة أطرحها عن الحياة، والكون، والدين، والعلاقات مع الخالق، والتعاملات الإنسانية، والطبيعة؛ ولم أجد لها إجابات مقنعة في المسيحية التي نشأتُ عليها؛ برغم أنني درست وأنا في 13 من عمري في مدرسة مسيحية خاصة لمدة عامين؛ لكنني كنت أبحث باستمرار عن الحقيقة. و سبحان الله، برغم أنني من عائلة أمريكية مسيحية؛ إلا أن والديّ لم يكونا متدينيْن؛ بل كنت أكثر تديناً منهما؛ حتى إنني كنت مهتماً دائماً بالذهاب للكنسية، وإقامة الصلاة، وقراءة الإنجيل؛ لكن كانت هناك أمور لم أقبلها في المسيحية؛ مثل أن “الله له ابن”!! فلم أفهم إن كان له ابن واحد؛ فلماذا لا يكون أبناء آخرون وبنات وزوجات منذ 2000 عام مضت؟! ولم يكن من المنطق بالنسبة لي أن رجلاً واحداً هو “النبي عيسي” عليه السلام، يتحمل خطايا بقية البشر كما هو معروف في أركان الديانة المسيحية.

وكنت أتساءل دائماً برغم أنني أؤمن بوجود الرب؛ إلا أنني لا أؤمن بما أراه من ممارسات دينية، وطقوس لم تكن تعني لي شيئاً منطقياً. وكانت نقطة التحول في حياتي عندما ذكر لنا مدرس الرياضيات ذات مرة الإسلام، وأن المسلمين لا يشربون الخمر، ويصلون 5 مرات في اليوم؛ حينها أثار فضولي لمعرفة المزيد عن الإسلام؛ فقد كنت أرى أن أغلب مشاكل المجتمع الأمريكي بسبب شرب الخمور وتعاطي المخدرات، التي كانت -ولا تزال- إحدى أكبر المشاكل في أمريكا، وأعتبرها مضيعة للوقت والصحة والمال. وبسبب هذه المعلومة من مدرس الرياضيات حينها كنت أقول “أرغب في أن أكون مسلماً”؛ لكنني كمراهق أمريكي لم أفكر جدياً بالأمر أبداً؛ لأنني لا أعلم شيئاً عن الإسلام في ذلك الوقت -منتصف الثمانينيات الميلادية- قبل أن تركز وسائل الإعلام الأمريكية على الإسلام بشكل كبير جداً في السنوات التي تلت ذلك.

وفي شبابي فقدت علاقتي بالله، ولم أعد اقرأ الإنجيل، ولا أصلي في الكنسية، وأعيش حياة مراهق أمريكي عادي؛ برغم أنني أشعر أن شيئاً ما ينقصني؛ لكن كانت الأسئلة لا تزال تدور في رأسي. وهذه في رأيي هي الفطرة والغريزة التي خلقنا الله عليها، وكثير من الناس تتملكهم هذه الفطرة. وكنت في قرارة نفسي أعلم أن هناك شيئاً خاطئاً في حياتي؛ لذا لم أُرِد العودة للمسيحية، ولم أرغب -كحال كثير من الغربيين- أن أعتنق الإسلام؛ لأن الإسلام هو آخر ما يفكرون فيه.

** وما هو السبب؟ برغم أن الكثيرين في المجتمع الأمريكي يعتنقون الأديان والفلسفات المختلفة.. لماذا يعتبر الإسلام بالنسبة لهم آخر الاختيارات؟

أعتقد أنه بسبب الانطباع السلبي عن الإسلام، أو “الستيريو تايب”؛ فلم يكن هناك الكثير من الإيجابيات التي تبرز في وسائل الإعلام الأمريكية عن الإسلام، وبسبب أفعال وتصرفات بعض المسلمين غير المتسامحة مع الآخرين، التي تعطي انطباعات سيئة؛ ففي أمريكا يتقبلون أنك بوذي الديانة، ويعتبرونك مسالماً، ويتساهلون مع أصحاب المذاهب والثقافات والفلسفات الشرقية الأخرى؛ لكن كمسلم هذا ليس خياراً متاحاً. ولأنه تغيير كبير في الحياة وغير شائع، وقد تحدثت مع عدد من الأمريكيين الذي اعتنقوا الإسلام، وأكدوا لي أنهم في البداية كانوا يتجنون الإسلام نهائياً.

8598 42382

** وأنت تعيش في مجتمع يحمل أفكاراً غير إيجابية وغير صحيحة عن الإسلام الحقيقي، ما الذي جذبك وأقنعك باعتناق الإسلام؟

المسيحية فيها الكثير من الثغرات التي تثير الأسئلة بلا إجابات مقنعة.. وما جذبني للإسلام أنه يجيب على كل التساؤلات بشكل مقنع جداً؛ خاصة حول الحياة، وخلق الكون، والعلاقات بين الرب وعبده.. إلخ، ولم يترك ثغرات للتساؤل؛ بل يجيب على كل الأسئلة ويترك لك حرية الاقتناع. والعقيدة الإسلامية يمكن أن تتعلمها من خلال القرآن الكريم.. فالخالق سبحانه وتعالى واضح جداً مَن هو في القرآن الكريم، وأنه واحد أحد ليس له ولد، ولم يولد، ولم يكن له كفأ أحد، وليس له زوجات أو بنات؛ فالوضوح الشديد في القرآن الكريم مَن هو، وهذا هو ما جذبني لاعتناق الإسلام. كذلك الأخلاقيات، والقيم العالية في العقيدة، والعلاقة مع الله جذبتني للإسلام؛ فكل ديانة آخرة وفلسفة دينية فيها الكثير من الغموض والتعقيد حول الخالق، وهي علاقة تقبل الفهم بأكثر من معنى؛ لكنها في الإسلام واضحة جداً لا لبس فيها؛ فعندما تقرأ القرآن الكريم لمرة واحدة تفهم ما هو المطلوب منك، وحتى المسلمون في البلاد الإسلامية التي زرتها كمصر، والمغرب، والأردن؛ حتى وهم غير ملتزمين بشكل كبير بتعاليم الدين؛ إلا أن لديهم حاجزاً أخلاقياً كبيراً يمنعهم من شرب الخمور برغم توفرها وسهولة الحصول عليها، والأغلبية منهم لا يلمسونها لأنها حرام.

** في ظل بحثك الدائم عن إجابات مقنعة حول الدين والعلاقة مع الخالق، هل اعتنقت ديانات أو أفكاراً معينة؟

في المجتمع الأمريكي نعيش حياتنا بعيداً عن إي التزام ديني معين؛ لكنني كنت مهتماً بالدين والأسئلة التي دائماً تخطر في ذهني؛ لذا قرأت عن البوذية، وذهبت للمعابد أكثر من مرة؛ لكنني لم أقتنع، ووجدتهم يركعون للأصنام، ويطلبون منها العون والسلام؛ فقلت لنفسي: ما هذا؟ إنه شيء غير منطقي!! والبوذية عموماً هي فلسفة للحياة، وليست ديانة بمعناها الحقيقي. هذا ما اكتشفته شخصياً؛ فالبوذي يفعل ما يحلو له. كما درستُ الفلسفات الشرقية؛ فوجدتها كتابات شخصية برغم وجود أفكار جيدة فيها.. لكن ما أردت أنا هو دين يقنعني ويغير من حياتي كلها.. ويعطيني القوة والحافز لأن أكون شخصاً أفضل.

** هل قرأت كثيراً عن الإسلام قبل الدخول فيه؟

تعرفت على القرآن الكريم من خلال موظفة زميلة لي -غير مسلمة- دعتنا أنا وزملائي في العمل لتناول طعام العشاء، وعند وصولنا لمنزلها وجدتُّ في مكتبة زميلتها في السكن كتاب ترجمة إنجليزية للقرآن الكريم؛ لأنها كانت تدرس الديانات حول العالم؛ فأخذت الكتاب لأقرأه لأنني محب للاطلاع على الديانات كما ذكرتُ سابقاً؛ فقلت لنفسي: لقد قرأت أغلب الكتب الدينية، والفسلفية الشرقية والغربية، لماذا لا أقرأ في القرآن الكريم، وبالفعل استعرته منها ولم أتوقع أن أجد شيئاً مهماً، وبدأت في قراءة سورة الفاتحة، ثم قرأت وقرأت لمدة يومين، ولم أستطع التوقف؛ لقد أذهلني القرآن الكريم، وقلت لنفسي: ما هذا الكتاب؟ لماذا لم أقرأه من قبل؟ ثم قرأته من جديد، وخلال صيف 2001م لم أقرأ أي كتاب إلا القرآن الكريم، كنت اقرأه في كل مكان: في المنزل، في العمل، في الحافلة، في المكتبة، وكل الوقت. وأخذت قلماً وبدأت أضع خطوطاً تحت ما أعجبني فيه من السور والآيات. ووجدت أشياء في القرآن الكريم مذهلة علمياً؛ خاصة وأنه كتاب نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ 1436 عاماً مضى، وهذا رد على بعض الادعاءات الغربية أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم كتب القرآن بنفسه؛ فكيف يمكن لرجل أمي في الصحراء أن يضع كل هذه المعلومات العلمية في هذا الكتاب! لقد أذهلتني سورة (النور) عندما قال الله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}، سبحان الله، أنا تخصصي “علوم الجغرافيا”، ووجدت أن ما ذُكر في هذه الآية يطابق الحقيقة العلمية، ويصف بدقة طبقات المحيطات والبحار. كذلك سورة (المؤمنون) التي تصف تكوّن الإنسان بشكل مذهل، قال عز وجل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ). أيضاً سورة (الزمر) التي تصف بشكل عجيب ظلمة البطْن, وظلمة الرّحِم, وظُلْمة المَشِيمَة. حين قال تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ}. لقد كنت مندهشاً من هذه السور والآيات؛ لأنها تصف أشياء علمية لا يفهمها إلا خالق لها. كذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة (الحجرات): {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. هذه كانت حقائق علمية لا تقبل النقاش، وهي بالفعل ما جذبني وأقنعني بالإسلام.. لقد أذهلني القرآن الكريم.

** هل لأحداث 11/ 9/ 2001م وتفجيرات نيويورك وواشنطن، علاقة بدخولك الإسلام، أو وجود أفكار متناقضة عنه؟

عندما حدثت تفجيرات نيويورك وواشنطن الشهيرة في 11/9 /2001م. جعلتني أتساءل: هذا العنف والقتل والإرهاب لم أقرأه في القرآن الكريم!! لماذا يقتل الأبرياء؟ هذا غير مقبول في الإسلام؛ فقد قال الله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}. في الحقيقة صدمني ما حدث، وجعلني أتعمق في القراءة أكثر وأكثر. وكثير اعتنقوا الإسلام بعد هذه الأحداث ليتعرفوا أكثر على هذا الدين. وكنت أحد هؤلاء الناس، وبدأت أقرأ كثيراً على النت عن الإسلام، وصدقت بما جاء في القرآن الكريم.

30768 89790

** ألم تشعر بالتردد والعودة عن الإسلام بعدما رأيت من عنف وإرهاب؟

لا أبداً.. والسبب أنني لا زلت مسلماً حتى اليوم، هو هذا الكتاب المذهل (القرآن الكريم). هو قوة الإسلام الحقيقية؛ ففيه الرحمة والسلام، وفي رأيي: بدون القرآن الكريم لا إسلام. هذا الكتاب هو جمال الإسلام. كم هو عجيب، حتى عند سماع ترتيله دون أن تكون مسلماً يكون غاية في الجمال.

** هل هناك حادثة معينة عززت من رغبتك في الإسلام؟

كنت أرغب في المزيد من المعلومات عن الإسلام، ولم أرد الذهاب إلى أي مسجد وأقول اشرحوا لي الإسلام، كنت أتردد. وفي أحد الأيام أثناء دراستي الجامعية، كنت أعمل في المساء في محل بقالة، وكانت الجمعيات الخيرية تأتي لتأخذ بقايا الطعام والخضروات المتبقية لتُوَزّعها على الفقراء، وكانت إحدى هذه الجمعيات إسلامية، كانوا يأتون بسيارتهم ويجمعون الأكل والطعام الذي لم نستطع بيعه، ويوزعونه على المحتاجين، وسبحان الله شدتني ابتسامتهم، وتواضعهم، وحسن تعاملهم، ولبسهم للطواقي أو “الكوفي”؛ فاقتربت من أحدهم، وكان باكستانياً، وسألته عن الإسلام والشهادة. فقال: تريد أن تكون مسلماً؟ قلت له: نعم. قال يمكنك أن تنطق بالشهادة الآن وتدخل الإسلام، تفاجأت بذلك!! أعطاني يده في ذات المكان، وقال: كرر بعدي “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله”. كررتها بعده. وقال: أنت الآن مسلم! وكانت تلك أسعد لحظات حياتي، ثم غيرت اسمي من “ستيفن ألان لينن” إلى “محمد سليم”؛ لكنني معتاد على مناداتي باسم “ستيفن”؛ لكنني لم أعلم ماذا أفعل بعد أن أسلمت؟ وهذه إحدى مشاكل المسلمين الجدد، وبعدها ذهبت للمسجد للصلاة، وصمت رمضان في ذلك العام.. كانت تجربة ممتعة بالنسبة لي.

** كمواطن غربي، هل وجدت الإسلام صعباً كنظام حياة، أم تكيّفت معه ومع تعاليمه؟

لم أجد الإسلام صعباً؛ بل كان تغيير حياة كامل، نعم تأخذ وقتاً طويلاً؛ لكنها تُغَيّرك للأفضل..والإسلام ليس ديناً صعباً؛ بل قُصِدَ به أن يكون ديناً ليناً متسامحاً. والمشكلة في المجتمعات الغربية أن ليس هناك منظمات ترعى المسلمين الجدد وتعلّمهم الإسلام خطوة بخطوة. في المجتمع الإسلامي في أمريكا تتضارب التوجهات؛ هناك مَن يقول افعل كذا، وآخرين يقولون افعل كذا بشكل مختلف، وكلها صحيحة ونواياهم مخلصة؛ لكنها تُربكك في البداية.

83111 82552

** كيف تقبّلت عائلتك إسلامك؟

أخفيت أمر إسلامي عن عائلتي لمدة 3 أو 4 سنوات، كنت أصلي في السر، أغلق الباب عليّ وأصلي. أطلت لحيتي، وكنت قلقاً. كانوا يشعرون بحدوث شيء في حياتي؛ فقد توقفت عن الذهاب للمطاعم والنوادي، وتوقفت عن الحديث عن النساء، لم تكن عائلتي متدينة بشكل كبير. وحتى عندما بدأت ألبس ملابس إسلامية كالطاقية والثوب القصير وأمسك المسباح، كانوا يتساءلون: ماذا حدث له؟ لماذا أصبح زاهدا كالراهب؟ لقد استغرق الأمر 3 سنوات لأقول أنا مسلم بشكل علني، وبعض أصدقائي استغرق منهم الأمر وقتاً أطول، وما زالوا يخافون الاعتراف بإسلامهم.

** هل حاولت تعلم اللغة العربية لتقرأ التفاسير والكتب الدينية بلغتها الأم؟

نعم.. ذهبت لمسجد في مدينتي، وكان الإمام هو الشيخ خالد، وهو مسلم أمريكي إفريقي، أسلم منذ فترة طويلة- وبدأ تعليمنا العربية بشكل مبسط؛ فمن المهم للمسلم -في رأيي- تعلم اللغة العربية لقراءة الكتب الدينية، والتفاسير، والأحاديث. وبالفعل سافرتُ إلى مصر لتعلم اللغة العربية عام 2004م بعد تخرجي مباشرة من الجامعة، واخترت القاهرة؛ لأن التأشيرة للسعودية كانت صعبة، والحياة كانت غالية في الأردن، وسوريا برغم قوة الدراسة باللغة العربية إلا أن الحصول على تأشيرة دخول كانت صعبة. بعدما وفّرت المال وسافرت للقاهرة، وبقيت هناك لمدة عامين تقريباً.. كانت أفضل مراحل حياتي؛ لأنني درست اللغة العربية، وكنت صغيراً في السن، ومتحمساً وأول مرة أسمع الأذان بشكل علني، وآكل الأكل الحلال؛ برغم أنها مدينة مزدحمة وملوثة؛ لكن المصريين لديهم إحساس كبير بالحياة، وطبيعتهم سعيدة. وكنت أدرس اللغة مع زملاء لي أمريكيين مسلمين من باكستان، وكنا جماعة جميلة.. ولحاجتي للمال بدأت في تدريس اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس المصرية؛ لأنني أحب الإقامة في مجتمع إسلامي. بعد ذلك عدت للولايات المتحدة الأمريكية لأشهر قليلة. وكنت مهتماً بالذهاب لتركيا بسبب تاريخها الإسلامي، وبالفعل سافرت لمدينة إسطنبول، وبقيت فيها لعامين وأحببتها كثيراً لجمالها، ولتعدد مساجدها التاريخية، ولوجود أحياء إسلامية كاملة فيها، ولعمارتها الإسلامية الرائعة. وهي بالفعل مدينة جميلة. وكنت مستمتعاً بتدريس اللغة الإنجليزية هناك حتى عام 2007م، ثم عُرِضَ عليّ عمل لتدريس اللغة الإنجليزية في مدينة الرياض، وقَبِلت به، عشت فيها لمدة عام واحد في مركز تدريب خاص، بعدها ذهبتُ لتدريس اللغة الإنجليزية في أذربيجان لمدة عام. ثم انتقلت للسويد لتكملة الدراسات العليا لمدة 3 سنوات. ثم عدت للولايات المتحدة الأمريكية، وبقيت فيها لعدة أشهر، ثم سافرت للرياض مرة أخرى للعمل في تدريس اللغة الإنجليزية في عام 2013م، ولا أزال.

** كيف رأيت أسلوب الحياة في الرياض بعدما عشت في القاهرة وإسطنبول وأذربيجان والسويد؟

أسلوب الحياة في الرياض صعب جداً أحياناً حتى على المسلم. أصعب ما فيها: الغرور، والجهل عند البعض، وعدم اهتمامهم بالأخلاقيات العامة؛ فعلى سبيل المثال يكثر إطلاق أبواق السيارات، وتتزايد القيادة المتهورة في الشوارع، وعدم احترام حقوق قائدي المركبات الأخرى، ورمي بقايا الأكل من نافذة السيارة، وقلة صبر البعض، وعدم التعامل فيما بينهم بشكل جيد.. إلخ. وكذلك نظام العمل سيئ، ونقل الكفالات مقيد جداً، وغير منصف؛ فعلى سبيل المثال تركتُ عملي الأول لعدم رغبة صاحب العمل في استقدام زوجتي للرياض للإقامة معي. كذلك هناك تركيز في المجتمع السعودي على الشكليات الإسلامية، وعدم الالتزام الفعلي بها، وفي الشريعة هناك الإيمان، والإسلام، والإحسان. وبعض أصحاب المحلات يغلقون للصلاة لوقت أطول، وتجدهم في الداخل يشربون الشاي ويشاهدون المباريات، ويأخذونها للراحة والكسل؛ بينما الإسلام دين حركة ونشاط.

** ذكرت أنك درّست اللغة الإنجليزية لطلاب سعوديين.. كيف ترى مدى الاهتمام بتعلّم اللغة الإنجليزية والتعليم بشكل عام؟

الحافز يختلف لدى البعض.. منهم من يدرس بجد ويتعب لينجح، وآخرون يتكاسلون بسبب عدم وعيهم، ولثقافة المجتمع والعائلة السلبية تجاه التعليم دور في ذلك. وبعضهم “مدلع” وغني لا يريد الدراسة، وأسرته لا تريد أن تضغط عليه ليدرس أكثر. وعموماً مستوى دراسة الأب والأم له دور في ذلك. وهناك الكثير من المواد والحصص تصل إلى 14 مادة في الرياضيات، والتاريخ، والدين، والجغرافيا، والعلوم…إلخ ليتعلموها، هذا جنون ويسبّب الملل لهم.

26827 49946

** يتردد الكثير من التقارير الإعلامية التي تشير إلى انجذاب الشباب المسلم في أوروبا للالتحاق بصفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام أكثر من الشباب المسلم في أمريكا.. ما الأسباب في رأيك؟

الحمد لله، لا أعرف أحداً ممن يلتحقون بصفوف “قاطعي الرؤس” (داعش).. نعم أقرأ الصحف الغربية كثيراً وأشاهد القنوات الفضائية باللغة الإنجليزية، وأجد أن الأعداد كبيرة من الشباب المسلم في أوروبا أكثر من الأمريكيين؛ لعدة أسباب أهمها: بُعد المسافة بين أمريكا وسوريا، وسهولة الوصول من أوروبا عن طريق تركيا ثم سوريا، وكذلك الفرق الكبير بين المسلم في أمريكا والمسلم في أوروبا؛ فوسائل الإعلام الأمريكية برغم أنها قاسية كثيراً على الإسلام؛ إلا أن الأمريكيين هناك يتقبلون المسلمين؛ فأغلب مسلمي أمريكا متعلمون تعليماً عالياً؛ كمهندسين، ومحامين، وصحفيين، وأطباء، ورجال أعمال؛ سواء من النساء أو الرجال.. إلخ، وهم ناجحون مالياً واقتصادياً. وفي إحدى الدراسات الأمريكية تَبَيّن أن المسلمين في أمريكا هم الأكثر نجاحاً وتعليماً وغنى من غيرهم. والأمريكان بشكل عام يتقبلون المتدينين ويحترمون اختيارهم، وفي أوروبا الوضع مختلف تماماً؛ فالأوروبيون لا يعاملون المسلمين بشكل منصف؛ بل بشكل عنصري. كذلك الإلحاد منتشر بشكل كبير؛ فلو قال أحد في أوروبا: أنا مؤمن بوجود الله سيظنون أنه مجنون؛ ولذا فالمسلمون في أوروبا ليس لديهم طرق أو خيارات كثيرة متاحة لينجحوا في حياتهم، أما في أمريكا فالأمور أسهل في بناء المساجد على سبيل المثال. أما توجّه الأوروبيين نحو الأديان؛ فهو قاسٍ؛ لذا نجد الكثير من الشباب المسلم في أوروبا يلتحق بصفوف المتشددين في سوريا كردة فعل.

** كمسلم ماذا يجب أن نفعل لكي نُحسّن الصورة الإيجابية عن الإسلام؟

يمكن أن نفعل الشيء الكثير في تمثيلنا للإسلام، وهنا لا أتحدث عن مجموعة معينة؛ بل كمسلمين يجب علينا أن نكون أفضل مع أنفسنا وإخوتنا المسلمين. وأنا لا أحب حرب الجماعات بين المسلمين والمذاهب ومتابعة الشيخ فلاني والشيخ العلاني؛ بل نحن مسلمون، الجميع كالبنيان المرصوص. وعلينا العودة للإسلام الحقيقي، وقراءة ما جاء في القرآن الكريم؛ فالله لا يُغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم. ونتساءل كمسلمين: هل نحن نعامل أفراد أسرنا وزوجاتنا بشكل أفضل؟ هل نعامل البيئة أفضل؟ هل نعامل مدرسينا بشكل أفضل؟… إلخ؟

** كيف تقضي وقت فراغك في الرياض؟

أقضي وقتي في القراءة، وأغلب وقتي خصصته لتعلّم الإسلام، وتاريخ الإسلام، والفقه، والعقيدة؛ حتى أفهمه بشكل أفضل، وتساعدني زوجتي الفلسطينية.

** ما هو طموحك الشخصي؟

أريد تعلّم اللغة العربية بشكل أكبر، وأرغب في أن يعرف المسلمون دينهم بشكل أفضل؛ فهناك الكثير لتعلمه.

** ما هو أفضل قرار اتخذته؟

أنني قبلت الإسلام عن قناعة، وهي رحلة لا تنتهي من التعلم.

** هل حاولت أن تُقنع عائلتك بالإسلام؟

والداي منفصلان، وزوج والدتي غير مهتم؛ أما والدتي فحاولت أن تكون مسلمة لكنها غير معتادة على الملابس الطويلة والحجاب، وهي ترى أن الإسلام مقنع جداً

51928 85411[/JUSTIFY]
[FONT=Tahoma] صحيفة سبق
م.ت
[/FONT]

‫3 تعليقات

  1. احكي لكم قصة حقيقة حدثت معي ، في ذات يوم قارص البرد بينما كنت انا وصديقي في منزل شاب امريكي بغرض إصلاح عربة صديقي ، حان وقت صلاة المغرب فما كان مني الا وان أخذت ما عندي من ماء وتوضيت وأخرجت سجادتي من السيارة وصليت المغرب ، وفي هذا الأثناء كانت صديقة الميكانيكي تجلس من خلفنا وكانت تشاهد ما افعل وبمجرد ان انتهيت من صلاتي وحتي أتيح الفرصة لصديقي للصلاة ، فإذا بها تناديني وتسألني عما كنت افعله ؟! وشرحت لها بأننا مسلمون والحمد لله ونودي خمس صلوات في اليوم وقلت لها بأننا نذهب لصلاة الجمعة كما تذهبون أنتم الكنيسة كل احد ، وكانت تصر علي السؤال ان كنّا نفعل ذلك خمس مرات في اليوم ، وكان الحوار طويلاً وشيقاً ، وخلاصته ان قالت لي عبارة كلما أتذكرها يقشعر بدني ،، والله قالت لي : عندما رأيتك تودي هذه الصلاة ، شعرت براحة نفسية .. وحسب معرفتي ومناقشتي للامريكان اجد عندهم القبول والاستعداد لفهم الاسلام ،، وصدق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما قال: بلغوا عني ولو أية ،، وكثيراً ما نجابه نحن المسلمون بالسؤال كيف نرضي بالإقامة في بلاد غير المسلمين ، والاجابة في غاية البساطة ، انظروا لنمو الاسلام في الغرب وان الاسلام سوف يسود يوماً ما ..

  2. [SIZE=5]الأخ أمريكي ….جزاك الله خيرا …
    فلماذا لم تنتهز الفرصة وتدعوها ؟
    أخي انتهز أي فرصة تتاح لك لتبصير أي شخص يمر بك مادمت قد ذكرت استعدادهم الفطري لقبول دين الفطرة[/SIZE]

  3. وانا برضو عندي قصه في امريكا عجبت لها .. وانا مقيم واعمل بواشنطن وكان عملي كسائق توصيل لاسبيرات الكمبيوتر وتم ارسالي الي قرية كبيرة تبعد ثلاثه ساعات بسيارتي وهو ما كان نادرا لتلك المناطق البعيده ولكني اغضب شديدا ان كان يوم جمعه لاني اصلي الجمعه بالجامع. ذهبت وانا غاضب والعن في العمل. وعندما وصلت وسلمت الاجهزه للمدير كانت الساعة بعد الواحده ظهرا وما بقي لصلاة الجمعه الكثير من الوقت ولكني بعيد جدا فسألت المدير وكان امريكي اسود ان كان يعلم بمسجد للمسلمين يمكن ان اصلي فيه الجمعه إذ انني مسلم ويتوجب علي ان اذهب لصلاة الجمعه لاي جهه… فصمت قليلا ونظر الي وقال في خجل بصوت منخفض ومتآثر انا برضو مقصر في صلاة الجمعه اليوم، حيث ان اقرب مسجد يبعد 27 ميلا في المدينه الاخري . فتعجبت لهذا الدين الذي كان حبيس دار الارقم فسري حتي بلغ قرية نائيه ليس فيها الا القليل من السكان ليكون مدير اكبر محل تجاري مسلما.