تحقيقات وتقارير

احتالوا عليَّ وأضاعوا حصاد غربتي

[JUSTIFY]بعد أن أخذ «أ» أصعب القرارات المصيرية وهو السفر إلى الخارج من أجل تحسين وضعة المعيشي منتهجاً مقولة «الفرصة تأتي مرة واحدة في العمر»، حين اتاحت له الظروف فرصة عمل باحدى دول الخليج التي يطمع كل شاب في الحصول عليها، لكن كان يصعب عليه فراق اسرته الصغيرة ووالدته التي تعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة. وبعد ان أعاد ترتيب افكاره ومدى الفائدة التي يمكن ان يجنيها خاصة وأنه مقبل على تضخم في المسؤوليات تجاه اطفاله، عزم ان يخوض التجربة لفترة قصيرة يحدد خلالها الفرق بين البقاء في احضان اهله او ان يتجرع مرارة الغربة من اجل راحتهم. ويقول «أ» بعد ان فرغت من تجهز إجراءات السفر وشعور الخوف ينتابني وحان وقت الرحيل وعدت ابنائي بانهم سوف يعيشون حياة الترف والثراء وجعلتهم يتيهون بخيالهم ليخفف عنهم صعوبة الفراق. وغادرت البلاد ونزلت للعمل باحدى شركات المقاولة.

وكان الحظ حليفي اذ أنني قبل ان أنجز عمل يرسو على عطاء اضخم واكثر فائدة وجمعت حصيلة اموال شجعتني على المواصلة، وبالطبع لم أنس اسرتي ودائما أرسل لهم مصاريفهم الشهرية واطمئن انها سوف تعيشهم على احسن وضع طوال الشهر، واستمر الحال الى ان قضيت مدة عام وحان وقت التفكير المستقبلي خاصة وان لدي مبلغا ماليا ميسورا وفي اثناء رحلة البحث الفكري على مشروع مضمون ومربح تلقيت اتصالا هاتفيا من احد اقربائي لديه شركة «حفريات» ووضعه المالي افضل ما يكون وطلب مني ان أرسل له بعض الإسبيرات للآليات وكانت غالية الثمن إلا انني استغليت الفرصة وطلبت منه ان يضمني شريكاً معهم وأن يتم تقسيم رأس المال بيننا، وأصبحنا اربعة شركاء كل واحد منا له دوره الفعال، وواصلت شراء الآليات للتجديد والتأهيل اضافة الى أنني كل فترة واخرى أرسل لهم مبالغ ماليه لسد أحدى الفجوات واستمتع بالإغراءات والوعود عن الأرباح وروعة الاخبار عن مدى الإنجازات التي تحققت جعلتني ارسم حلما جميلا ومستقبلا باهرا لأطفالى وأهلي، لكني كنت أغضب عندما أطلب منهم ان يمنحوا أسرتي جزءا من ارباحي لتسيير أمورهم ، واتفاجأ بأعذارهم عن عدم وجود سيولة مالية وان الأرباح مجمدة في بعض المؤسسات علما ان طبيعة العمل تفرض الدفع المقدم قبل التنفيذ، واتغاضى عن الأمر واحسن الظن لأنني ليس من شأني الإدارة ولا الحسابات، فصرت انا الممول الأول والمعتمد عليه في كل ما يخص الشركة حتى أحسست بنوع من الاستغلالية جعلتني أتوخى الحذر وعند شراء كل اسبير احتفظ بالفاتورة لضمان حقوقي اضافة الى أنني جمعت ايصالات التحويلات المالية. وفي يوم غلبني التحمل واتصلت على المدير واخبرته انني اريد إحصائية واضحة لعمل الشركة وكل مصروفاتها حتى أتمكن من معرفة نصيبي في الأرباح. ورد على قائلا هذا ليس من شأنك نحن سوف نعطيك نصيبك مع نهاية العام بعد جرد الحسابات وسداد ما علينا من مديونات.

وبدوري وقت موعد إجازتي مع نهاية العام لأكون حاضرا كل التفاصيل وبالفعل نزلت إجازتي السنوية «لأضرب عصفورين بحجر» أكون بين اسرتي وأرعى مصالحي. وغضب شركائي من عودتي للبلاد وكانوا يحجبون عني التفاصيل وفي تلك الليلة اتصل على أحد العاملين بالشركة وقال لي سمعت شركاءك يقولون انهم سوف يخرجونك من الشراكة. وكشف لي عدداً من التلاعب الذي تم علي وأنهم كانوا يستنزفوني، الأمر الذي اغضبني وذهبت اليهم صباح يوم باكر وحدثت مشاجرة عنيفة بيننا وقالوا لي ليس لديك عندنا حق «وأعلى ما في خيلك أركبوا». ولم يدركوا أنني مؤمن موقفي تحسباً لهذا اليوم واتجهت الى الشرطة ودونت بلاغ خيانة أمانة واحتيال في مواجهتهم، وتم القبض عليهم والتحري معهم وانكروا أنني أرسلت لهم شيئا أو حولت لهم مبالغ مالية، وتفاجأوا حينما قدمت الفواتير المرسلة بأسمائهم فكنت كل مرة أرسل باسم واحد منهم لأثبت حقي، وعملت الشرطة لمعاينة الأسبيرات والآليات التي تطابقت مع الماركة والرقم الموجود في الفاتورة، وبدورها وجهت لهم الاتهام ورفع ملف البلاغ الى المحكمة التي اكدت ان القضية تسير لصالحي والى الآن ننتظر قرار القضاء ينصف حقي ويرد لي حصاد غربتي الذي أضاعوه.

نجلاء عباس
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات