تحقيقات وتقارير

على مديري المدارس وعلى الجهات المسؤولة أن يقدروا ظروف بعض الأسر، ولا يلجأوا لطرد الطلاب بسبب الرسوم

[JUSTIFY]طفلتان جميلتان تتراوح عمراهما ما بين السادسة والخامس جلستا بقربي أنا وصديقة لي في (كريز) كانت تقلنا إلى أم درمان وكان الوقت آنذاك يتراوح ما بين الساعة السابعة والنصف تقريباً، وأثناء حديثي ومن معي إذا بأكبرهما تمد لي قطعة لبان فشكرتها بلطف، وبعد أن شكرتها سألتها عن اسمها فأجابت أنها تدعى (علا) والصغرى على ما أظن (رانيا) ومن ثم سألتني علا عن توقيت الساعة الآن فأجبتها على سؤالها، فسألتني ببراءة: هل نستطيع أن نصل إلى حديقة أم درمان الكبرى قبل الثامنة؟ فأجبتها: إن شاء الله، وكانتا تتشاوران فيما بينهما والصغرى تقول لها: لا سنذهب إلى المنزل مباشرة والكبرى تلح عليها بالذهاب، أثار فضولي حديثهما فسألتها: لماذا أنتما ذاهبتان إلى حديقة أم درمان (ماجك لاند) في هذا الوقت؟ فاجابتني (علا): نحن بنبيع لبان، فاندهشت كثيراً لصغرهما وتأخيرهما إلى هذا الوقت وأصابتني الصدمة لدقائق لأستوعب، لأنني اعتقدت بأنهما بصحبة أبيهما خاصة أن ركوبهما تزامن مع صعود شخص إلى (الكريس) كنت أظنه والدهما، فاستطردت في حديثها معي: نحن نبيع لبان في حديقة (ستة أبريل) حتى نستطيع أن ندفع رسوم المدرسة، فسألتها: أين والدكما وهل والدتكما تسمح لكما بالخروج للبيع؟ فقالت لي: والدي مريض ولديّ أخوات يدرسن بالجامعة وأخ يعمل سائق ركشة لكن يصرف على المنزل وعلى علاج والدي، ومضت تقول: “إن مديرة المدرسة تصر على دفع الرسوم وقامت بطردنا من المدرسة”، وبسؤالها عن المبلغ الذي تتحصلان عليه في اليوم قالت مرات 40 جنيها ومرات 30، قلت لهما: ألا تخافان وأنتما ترجعان في مثل هذه الساعة المتأخرة؟ فردت لي: (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا). بعد سماعنا لقصتهما سارعنا باستخراج ما نملك في (محافظنا) أنا وصديقتي وإعطائه إليهما فمن ينظر إلى براءتهما وجمالهما يتحسر على ظروف بعض الأسر ومعاناتها فكيف لطفلتين تتجلى البراءة في ملامحهما أن يخرجا للبيع من أجل تحصيل رسوم دراسية، بل كيف تتركهما أسرتهما؟ وكيف لمديرة المدرسة التي من هول الدهشة لم أبادر بسؤالهما عن اسمها بتهديدهما بالطرد حتى يلجأن للبيع؟ على مديري المدارس أن يقدروا ظروف بعض الأسر، ولا يلجأوا لطرد الطلاب بسبب الرسوم وأن تشدد على ذلك الجهات المسؤولة. أحياناً تلعب الظروف الاقتصادية دوراً كبيراً في أن يضطر بعض الأطفال ألا يمارسوا طفولتهم بصورة طبيعية وتقحمهم تلك الظروف القاسية في مشكلات ومسؤولية أكبر من سنهم بكثير.

نهاد أحمد
صحيفة السوداني
خ.ي[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. اين وزيرة الرعاية الاجتماعية واين برنامج الاسرة المتعففه وعليه امل من الاخت الفاضلة الوزيرة وبالتحرك الفورى لتلك الطفلتين ولتلك الاسرة ولمعرفة ظروفهم وتقديم المساعدة لهم ومعاقبة مديرة المدرسة وهى الاخت المربية ويجب ان تردس حالة وظروف تلك الطالبتان وتقديم المساعدة لهم بدل الطرد؟ وهل التعليم ليست به روح انسانية وخصم من المصروفات على الطلاب ويمكن ذلك بحكم انى معلم اعرف جيدا كل شىء ممكن ؟ وعليه امل بان تعمل دراسة اجتماعية واحصاء دقيق لكل المتسوقين من الاطفال لتوفيق وضعهم وحمايتهم وهى امانه فى عنق الانقاذ اتركوا المكاتب اخرجوا الى الشوارع وشوفوا معانات الناس وافتحوا مكاتبكم جميعا للتتواصلوا مع المواطنيين واقضوا حوائجهم دون السؤال والخ زهل يمكن فى عهد الانقاذ ولا عهد الانقاذ القادم بالدماء الجديدة من الشباب والخبراء والله المستعان