تقنية معلومات

هل تتحول التكنولوجيا لوسيلة تحافظ على الرشاقة والصحة؟

عندما بدأ صاروخ التكنولوجيا السريع في الانطلاق، كان يحسب كثيرون أن مداه سيتوقف بعد محطة أو اثنتين أو بعد ثلاثة، وحتى إن واصل، فلن ينجح في تغطية كافة ما يتعلق بجوانب حياة الإنسان الشخصية. لكن ونظرا ً للتطور الدائم في سبل الحياة التكنولوجية بكافة متغيراتها وتنوع تقنياتها يوماً بعد الآخر، كان من المنطقي أن تلامس التكنولوجيا ولو من بعيد جوانب عدة في حياتنا يأتي على رأسها الجانب الصحي. وفي هذا الإطار، يستعد خبيرين بريطانيين لإجراء مشروعاً بحثياً جديداً من منطلق أنهم يهدفون من ورائه إلى تحديد إذا ما كانت لمظاهر التكنولوجيا الحديثة مثل موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وأجهزة الموبايل المحمولة دور فعلي وحقيقي في تشجيع المستخدمين على الهناءة بحياة أفضل من الناحية الصحية أم لا.

وبحسب تقارير صحافية، فإن هذا المشروع الضخم الذي سيمتد على مدار ثلاثة أعوام كاملة، وسيتم إجراؤه على 800 شخص اعتباراً من شهر أيلول / سبتمبر القادم، سوف يرمي إلى توسيع نطاق البحث الذي يجريه الأكاديميان ريتشارد ثيلر وكاس صانشتاين، الذي يتحدث عن كم المعلومات الموجودة عن الأنماط الحياتية ويكون لها تأثير على نوعية الخيارات التي يتخذها الأشخاص. وصرح مدير المشروع ويدعى دكتور روث روتي قائلا ً :” إن الأمر يتحدث هنا عن تأثير التكنولوجيا على السلوكيات عن طريق إخبار الأشخاص بماذا يصنع الآخرون. وهناك أدلة كثيرة نوعاً ما على أن باستطاعتنا أن نكون مؤثرين عن طريق إخبارهم بالمعايير الاجتماعية”.

هذا وسيتم تقسيم البحث الجديد إلى ثلاثة تجارب منفصلة، إحداها ستعتمد على الهواتف المحمولة المزودة بسوفت وير يعني بقياس مستوى نشاط صاحب الجهاز. وسوف يقوم السوفت وير هذا باستغلال إمكانية السرعة الخاصة بالجهاز وتقنية الـ GPS لتحديد مدى نشاط المستخدمين. ( فالآي فون على سبيل المثال، يحتوي على عدد من البرامج الخاصة باللياقة ومن ضمنها برامج iFitness و Lose it و Absolute Fitness ). فيما قال أحد الباحثين المسؤولين عن تطوير السوفت وير :” نحن نركز على الطريقة التي يقوم من خلالها الأشخاص غالباً بممارسة التمارين، ومعرفة إذا ما كانوا يفضلون الذهاب إلى العمل أو المكتب سيرا ً على الأقدام، أم أنهم يفضلون قيادة مركباتهم ؟ – هذا وسيحصل المشاركون في هذا المشروع على ردود فعل متعلقة بالطريقة التي يُقَارنون بها بغيرهم من المشاركين في الدراسة، وذلك على الرغم من عدم تحديد الطريقة التي سيستقبل بها المشاركون ردود الأفعال هذه، سواء عن طريق رسالة نصية، أو موقع إلكتروني، أو خطاب. أما التجربتين الأخرتين فسيركزان على مسألة استخدام الطاقة في المنزل، وكيف يؤثر الأصدقاء على شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك” على سلوكيات بعضهم البعض.
المصدر :ايلاف