العمال الفلسطينيون يبيتون داخل القبور في إسرائيل + صورة
واعتقلت الشرطة فيها سبعة من العمال تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاما يقومون بأنفسهم ببناء هذه الأضرحة في إطار عملهم لدى شركة إسرائيلية.
وكانت بلدية هرتزليا قد بادرت لبناء أضرحة مكونة من طوابق تسوق بأسعار مخفضة نظرا لأزمة الأماكن في مقابر المدينة التي تحمل اسم مؤسس الحركة الصهيونية تيؤدور هرتزل. وتقول الناطقة بلسان البلدية إنه لم يخطر على بالها أن تستخدم قبور اليهود يوما لمبيت عمال فلسطينيين يمكثون داخل الخط الأخضر بشكل غير قانوني.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد كثفت دورياتها ومداهماتها في الداخل بحثا عن عمال فلسطينيين من دون تصاريح. وفي هرتزليا ضبطت الشرطة العمال الفلسطينيين في ساعات مبكرة من الصباح وهم نيام داخل الحجيرات الاسمنتية يلتحفون غطاء بسيطا يكاد لا يقيهم برد الليالي القارس. وقبل أيام أعلنت شرطة تل أبيب عن ضبطها 170 من العمال الفلسطينيين الذين يعملون فيها دون تراخيص دخول.
يشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية تقدم بعض الذين تعتقلهم للمحاكمة لكنها تقوم بطرد أغلبيتهم لأراضي الضفة الغربية.ويعمل داخل البلدات الفلسطينية في مناطق 48 اليوم آلاف العمال الفلسطينيين في مختلف المجالات، خاصة البناء. ويبيت كثيرون منهم في العراء داخل كهوف أو أكواخ من دون إنارة، عملا بتدابير الأمن وتهربا من عيون الشرطة الإسرائيلية. ويقول العامل أبو علي من قرية كفر الديك قرب نابلس، الذي يعمل في بلدة كفركنا دون تصريح عمل إنه حفر وأربعة من زملائه في الصخر وبنوا لهم مبيتا داخل مغارة اصطناعية ليقوا أنفسهم برد الشتاء وملاحقة الدوريات الإسرائيلية. ويتابع «عندما تداهمنا الدوريات الإسرائيلية نفر من المغارة كل في سبيله ونعود لاحقا بعدما تكون قد غادرت». كما أوضح أن عمالا آخرين يبيتون أحيانا داخل أكواخ بسيطة عبارة عن قبور من النايلون ويضيف «ليس لدي فرصة لإعالة أولادي الستة سوى العمل في إسرائيل رغم الشروط القاسية وملاحقات الشرطة وأحيانا نضطر للعودة لبيوتنا عندما يشتد البرد في بعض شهور الشتاء». ويكتفي العمال الفلسطينيون داخل الخط الأخضر بتناول أطعمة سريعة وأحيانا غير كافية كما يوضح أبو علي، الذي يضيف ردا على سؤال إن تعامل أغلبية فلسطينيي الداخل معهم جيدة رغم الملاحقات القانونية الصارمة لكل من يدان بتشغيل أو استضافة فلسطيني من الأرض المحتلة دون تصريح دخول، تبلغ حد السجن الفعلي وفرض غرامة بقيمة خمسة آلاف دولار.
ويؤكد على ذلك العامل سياف من رمانة في محافظة جنين بقوله إن العمال الفلسطينيين يكابدون الكثير من المعاناة بالنهار والليل لكنهم مستعدون للمشي على الجمر في سبيل تأمين لقمة عيشهم وعائلاتهم بكرامة. ويتابع «قبل شهرين أصبت بجراح متوسطة جراء حادثة عمل فأسعفني شخص شهم من بلدة كفركنا على نفقته وتحمل نفقات المكوث في المستشفى. وقال «أبلغني الشخص الكناوي أنه قام بذلك بدوافع إنسانية ووطنية».
[/JUSTIFY]
م.ت
[/FONT]