رأي ومقالات

صلاح أحمد عبدالله : إمبراطورية المال..؟!!

[JUSTIFY]* إمبراطورية.. في غاية القسوة والقوة والشراسة.. لا يستطيع أحد الاقتراب منها.. أو التحدث عنها.. الأوراق السرية من الصعب الوصول إليها.. أباطرتها كثر يتحركون بحذرٍ.. نادراً ما يشاهدهم أحد.. وحتى لو شاهدهم يرى فقط جمال مظهرهم.. ولا يرى قبح دواخلهم.. وسواد قلوبهم .. تجاه وطن أرضعهم النيل والنخيل.. والغابة والصحراء.. تدرجوا في مسالك تعليمه إلى أعلى الدرجات.. والوظائف التي صارت اليوم تدر لبناً وعسلاً..* إمبلااطورية.. من المال من مختلف العملات.. المحلية والأجنبية.. والأراضي الشاسعة ذات المواقع المميزة.. هي رصيد يتصاعد طلوع كل شمس. ومزارع بها كل خيرات الدنيا من أكل وشرب وسكن.. _وترفيه).. لم يتركوا أرضاً ذات موقع وجمال إلا وأصابوها بالنبال.. نبال الجشع التي جعلتهم ينتهكون حرمة وطن في ليلٍ بهيم!!
* العقارات تتطاول.. والأبراج السكنة تتناطح وهي صاعدة إلى عنان السماء.. والدور ملئت حرساً شديداً.. وشهباً وراجمات.. ممنوع التصوير.. ممنوع النظر.. ممنوع التفكير.. ممنوع الكتابة.. أو الكلام..؟!!

* (الفلل).. كأنها قصور ملوك البربون والقياصرة.. تتسوط مساحات من الأراضي الخضراء.. فيها من اللعب والترويح ما فيها.. بعيداً عن أعين الحاسدين.. والرجرجة والدهماء.. وصعاليك المدن.. من أمثالنا.. والأغرب والأعجب هم أنفسهم لم يولدوا وفي أفواههم ملاعب من ذهب..؟!!* هم أباطرة.. يتاجرون في كل شيء.. البترول.. الذهب.. ذهب مستخرج من باطن الأرض.. أو حتى (أمانات)..؟!!.. تصدير (اللحوم).. جلود الحيوانات هي.. المهم المال.. الكركدي.. حب البطيخ.. القوار.. اشياء ذات زمان كانت تهم الدولة.. الآن تهم أفراداً بعينهم.. وعناوينهم.. الأغذية صارا منتهية الصلاحية.. وتُباع (الدواء) الموجود منه قد تنتهي ثلاحيته ويُباع أيضاً.. والمرضى يتساقطون .. أو يموتون لا يهم.. المهم المال.. حتى لو اكتنزت (الجضوم)..؟!!

* هم أباطرة.. لا يتورعون من السطو على المال العام.. نهباً مباشراً.. أو تجنيباً أو تحويلاً إلى الحساب الخاص.. داخلياً أو خارجياً.. حتى لو قام البرلمان وهب من سباته.. وحتى لو وقف المراجع العام أمامه.. حتى بح صوته..!! (الجوكية) منهم يتنططون في البنوك.. ومدير البنك المركزي الأسبق يعرفهم صوتاً وصورة.. إسماً وسمتاً.. ولا يتكلم وكأن في فمه (ماء).. هل هو كل ماء النيل..؟!!
* هم أباطرة يتلذذون بالقطع الممتازة.. يا حبذا لو كانت في وسط الخرطوم.. بل حتى لو كانت (ورثة) لغيرهم.. لا يهم.. ما يهمهم أنها (رصيد)لمستقبل الأبناء والأحفاد.. وكل ما ينزلق من بطون المثنى.. والثلاث.. والرباع..

* أباطرة المال.. ظهروا (فجأة).. ائتمنهم الشعب والدولة على الأرض والثروة وكل مواردها.. أصبحت بسلطة (ما).. وقوة (ما).. ملك أيديهم وطوع بنانهم.. يفعلون بها ما يحلوا لهم.. لا أحد يسأل أحد (بتاتاً) وكما يقول أهلنا (أبو القدح بيعرف يعضي أخوه وين).. هذا إذا تكلم أبو القدح..؟!!* تمدد أباطرة المال.. وسط السوان.. أو ماتبقى منه شرقاً إلى جنوب شرق آسيا والخليج.. (ودبي) بالنسبة لهم محطة وسط بين الصين وبلادهم.. لا بأس من الاستحمام.. (وأكل الحمام).. بها.. أياً كان نوعه.. والتجارة تزدهر مابين هنا.. وهناك.. وإلى (هناك) حتى لو كانت تجارة بها صناعات فاسدة.. والأدهى والأمر.. أن حاويات المخدرات من هناك تحاول الوصول.. ولكن بحمد الله تم صد ومنع الكثير منها.. وأباطرة المال.. مازالوا سادرين في غيهم..؟!!* هم أباطرة.. ولكن (الله) أقوى وأغنى.. وأرحم من كل جموعهم..!!* والله العظيم.. هذا شعب طيب.. لا يستحق كل هذا..؟!

صحيفة الجريدة
ت.أ[/JUSTIFY]