محمد الطاهر العيسابي: أﻻ يستحون !!
رقِبهُ وهو يهمُ بإيقاف سيارة أجرةِ من الطريق ، أعاد عمر ترس سيارتة إلى الخلف وهبط منها مُحييّاَ جاره الخلوق وسأله عن وجهته أجاب أنه ذاهب في مشوار لقضاء بعض حوائجه ( الخاصة ) ، دهش عمر وأردفه بسؤالِ آخر و هل سيارتك معطلة ؟ صمت الجار في تواضع وحياء ، فأصر عمر أن يأخذه إلى مشواره وبعد إلحاح ركب معه .
في الطريق أعاد سؤاله ( المُلٍّح ) عن عدم إستغلاله لسيارته التي يعرفها ، فأجاب الجار مضطراً في حياء ما بحوزتي هي سيارة العمل واليوم عطلة وﻻيمكن أن أقضي بها حوائجي ( الخاصة ) فتركتها بالمنزل !!
وجم عمر وكاد أن يسقط مغشياً عليه من فرط دهشته بهذا الورع والتعفف والتنزهه من أن ﻻيصيبه حرام في مركبه ومطعمه وملبسه ! وسأل نفسه في صمتٍ ( أيعقل أن لازال يعيش بيننا من أمثال هؤلاء الناس ) ؟!
مما يحكى عن سيرة الشهيد أحمد البشير الحسن خلال عمله بإحدى منظمات الإغاثة في السودان ، كان يحمل بسيارته ( البوكس ) عبوات من أكياس الزرة لتوزيعها على مستحقيها ، رجع إلى منزله في إحدى الأيام من مواقع التوزيع في آخر الليل ، وفي الصباح وجد أن زوجته قد تصرّفت ( بحسن نيه ) بتنظيف ما بقى من على ( ظهر ) البوكس من زرة وإعطائه للاغنام ، سأل زوجها عن الكمية التي ﻻتسوى مداّ من الكيل فقام بشرائها وإعادتها لأهلها ! .
هذه المواقف في التنزه والعِفة عن الحرام ليست من قصص الصحابة أو التابعين وإنما من مسؤولين أو موظفين سودانيين معاصرين ( يستحون من الله ) !
فكيف بالذين ( يعربدون ) بسيارات الدولة الفارهة في ( الفارغة ) و ( المقدودة ) دون حياء أو خوف من الله .
بل ماهو مذهل ومدهش ما نقلته لنا الصحف عن أحد النواب بالبرلمان الذي يقول أن مخصصات وإمتيازات ( صندوق دعم الوحدة ) مع الجنوب ﻻزالت مستمرة ولايدرون أين تنفق وماذا يعمل ؟ !.
الجنوب إنفصل قبل أكثر من ثلاثة أعوام ويزيد وقد أعلن إستقلاله ، وﻻ زال يقبع في العاصمة السودانية الخرطوم مبنى فخيم وموظفين جيئة وذهابا ( لدعم الوحدة ) ألا يستحون !!
والله المستعان
إلى لقاء ..
من الآخر
بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]
صحيفتي السوداني . الوفاق
اخي كاتب المقال لا تطلب الحياء من من لا يخاف الله, هذه العصابة التي تحكم لا تخاف الله ولا تستحي منه ولا من الناس لأنهم بلا دين ولا أخلاق ولا قيم وهم سادرون في غيهم وطغيانهم ومن أجل نهبهم وفسادهم يتناسون عقاب الله ويعتقدون أنهم قد أمنوا عقاب الشعب لهم في الدنيا.
ذرة يا سيد و ليس زرة
ياخ يزرك شنو!!انت مصحح لغوي والله كرهتونا التعاليق زاتو تسيبوا المضمون وتجروا مع الفارغه!!استغفر الله العظيم..