د. ناهد قرناص: (كل ما الريح تطارد الموج ..ازيد اصرار واحلف بيك ..اغير سكة التيار واقول يا انت يا أغرق)
هناك نوع من البشر يكون ملازما لك ما دمت بخير ..و ينسحب من حياتك بمجرد المرور بمحك او تتعرض لازمة ..خاصة الازمات المادية او عندما تعطيك الدنيا ظهرها فجاة.. فينطبق عليه المثل الدارجي القائل (صحبة قرقر المابتقعد في الحر) ويعني ان هذا الشخص يصادقك فقط لزوم (الونسة) وما ان تتعرض لموقف حار تجده يذوب بحرارة الشمس ويختفى تماما كان لم يكن ومن ثم يعاود ملازمتك مرة اخرى عندما تعود الامور كما كانت في السابق .. هذا هو النوع الذي ياتيك بديباجة مكتوب عليه (يحفظ في مكان بارد وجاف وبعيدا عن متناول الاطفال) .
بعض الاشخاص لايظهر الا عند الحوجة .. طالما هو يحتاجك فهو على علاقة بك ..يسال عنك ويتفقدك ..ومن ثم تنتهي الحوجة وينتفى سبب الاتصال …فينساك فترات طويلة من الزمن ومن ثم يلمع هاتفك باسمه فتعرف مباشرة انه يريد خدمة ما مرة اخرى ..منك او من احد المعارف ..هذا النوع من البشر ياتيك بديباجة مكتوب عليها (ينتهي تاثيره بزوال الاعراض ).
بعض البشر كالفيتامينات ..يقولون لك انها ليست ضرورية بذاتها للحياة..ويمكن لجسدك ان يستخلصها من الاكل اليومي والعصائر الطبيعية..ولكن ما ان تجتاحك انفلونزا الكابة وينتابك برد الوحدة ..يكتب لك في الروشتة فيتامين احد الاشخاص يكفي رؤيته لكي تحس باكتمال العافية فتعرف ان ديباجته تقول (حبة واحدة في اليوم على الاقل مدى الحياة).
وهناك من هو كالدواء المر ..تتحاشى تناوله .تحاول بكل الطرق ادعاء العافية ..ذلك ان هذا الشخص هو الناصح لك دوما ..هو (الببكيك والما بضحكك) ..هو من تلجا اليه عند احتدام الازمات فيسمعك قولا حادا وصعب التناول ولكنه (الحقيقة الحارة )..لو اتبعت تعليماته لنجوت وتم انتشالك من بئر الخطا الذي وجدت نفسك غارقا فيه لاذنيك ..هذا الشخص ياتيك بديباجة مكتوب عليها (الادوية المنقذة للحياة ).
ثم هناك بعض البشر كتلك المادة التي نطلق عليها في الابحاث (البلاسيبو) ولا ادري مقابلها في اللغة العربية ولكنها مادة لا تحتوى على اي مركب كيميائي فعال ..نعطيها للاشخاص تحت التجربة ونوهمهم انه دواء ..فتجد ان الكثير يصدق انه تعافى نتيجة لتناول هذا (الوهم) …هذا الشخص الذي يجمل خارجه بمعسول الكلام وجميل التقاطيع فتجد انه لا يقدم لك الا الوهم لو تابعته ستكتشف انك أضعت حياتك سدى وانك في النهاية (قبضت الريح) ..ياتيك هذا الشخص بديباجة (لا يتم استخدامه الا للمرضى النفسيين واصحاب الجنون المؤقت) ..
اما أصحاب الجنون الدائم فهم في راحة ابدية . وبعض الاشخاص كالمسكنات ..تحتاجهم عند الاحساس بصداع الاختناق المروري للمشاعر ..فتظلم الدنيا في وجهك وتدوى صفارات الانذار في اذنيك ..ياتيك احدهم فتهدا الالام حتى حين وتنتظم الاحاسيس كل في خط سيرها المعتاد ..هذا ياتيك بديباجة مكتوب عليها (حبة عند اللزوم ) فالاكثار منه يسبب الادمان وصدقني ليس هناك أسؤا من ادمان البشر.
اما كيف نقرا الديباجة او نتعرف على تاريخ انتهاء الصلاحية ..فتلك هي قصة اخرى ..وحتى ذلك الحين استمعوا معي لمسجل ادم وهو يصدح (كل ما الريح تطارد الموج ..ازيد اصرار واحلف بيك ..اغير سكة التيار واقول يا انت يا أغرق ..تلوح لي مدن عينيك وترفع لي منارة بسمتك سارية …..وبديت احلم ) ووصباحكم خير.
د. ناهد قرناص
[I]تعجبنى كتاباتك الممزوجه بين العلم-خاصة الطب- والواقع السودانى[/I]
السلام عليكم دكتوره ناهد.
لديّ خال متوفي~ رحمه الله رحمة واسعه ~ كان دائمأ يقول اللّهمّ اجعلني غابه والناس حطّابه لشدّة كرمه.اللّه سبحانه وتعالي وحده يستطيع التكفّل بحاجات واحتياجات خلقه..ولكن للمحتاج مكان بيننا.عرفنا النوع الذي يظهر عند الحوجه ولكن مشغوليات الحياه قد كثرت فنحن نغفل عن مواصلة او الإتّصال ببعضنا وفجأة تظهر متاريس الحياه .قال رسولنا وحبيبنا الخير فيّ وفي أُُمّتي إلي يوم القيامه.فلنسُدّ حوجة بعضنا إذا أستطعنا من غير منّ، دون أن نذكْرهم أو نحاسبهم ففي ذلك خير كثير.أبي كان من نوع الأدويه المنقذه للحياه ولا يهتم لما ستقوله انت يقول لك انت أخطأت وهذا رأي. عُرف بأنّه نصوح.