ضياء الدين : مناقشة هادئة مع جلاب .. تعليق جلاب..تعقيبي على بروف.. قالها المهاتما غاندي
المناقشة كانت في أحد قروبات الواتساب، التي تجمع صفوةً من الإعلاميِّين وأساتذة الجامعات.
بروف جلاب ابتدر النقاش بالتعليق على عمود نشرته هنا، تحت عنوان (قبل العلاج بالكي).
الفكرة المركزية في العمود:
(لا يمكن الجمع بين العمل السلمي والعمل المسلح، ولا يمكن السماح بالتحالف بين حملة السلاح والأحزاب السياسيَّة، في ذلك لا فرق بين الجبهة الثورية وداعش الإسلامية.. طالما أنهما يتخذان السلاح وسيلة لتحقيق الأهداف السياسيَّة).
-2-
أورد الآن تعليق بروف جلاب ومن ثم تعقيبي عليه:
تعليق جلاب:
كنت ولا أزال أعتقد أن مقال ضياء جدير بنقاشٍ متأنٍّ، إذ أنه يمسُّ أموراً مُهمَّةً تمسُّ الشأنَ السوداني في شموله وتعقيد أمره.
الأول: لا أعتقد أن المقارنات التي وردت في المقال متشابهة أو متطابقة بشأن بعض الحركات المسلحة في إيرلندا وتركيا والسودان.
أعتقد أن كلاً من تلك الحركات في إيرلندا وتركيا، كانت في الأساس حركات انفصالية، ولها وجه أو وجوه إرهابية، طالت المواطنين العاديِّين في عواصم تلك البلدان.
الحركات المسلحة السودانية، وإن كان في بعضها ذلك العنصر الانفصالي (تحديداً في الجنوب)؛ إلا أنها في المقام الأول لم تكن تدعو إلى الانفصال، ولم تقم بمحاولات إرهابية مثل التي كان يقوم به جيش التحرير الإيرلندي في لندن مثلاً.
ومن جانب آخر، فإن المسعى السياسي والفكري السوداني، سواء في شكله الرسمي أو الشعبي (خارج إطار الدولة)، وحتى في مؤتمر المائدة المستديرة وكل المؤتمرات من أديس إلى نيفاشا والدوحة والاتفاقات الأخرى؛ لم يوفق في طرح الأزمة في إطار القضية القومية، والتي كان ولا يزال من الأوجب أن يُنظر إليها في إطار الوصول لعقد اجتماعي جديد.
عقد يتفق عليه مواطنو السودان، ويقوم على إعادة بناء الدولة وفق حقوق وواجبات المواطنة، ومن ثم يمكن للسودانيِّين معالجة مشكل الدولة الموروثة من الاستعمار، والاتفاق على تجاوز الأفكار والتوجهات الشمولية من أين جاءت.
ويمكن النظر إلى الحركات القادمة من ما يسمى بالهامش الجغرافي والهوامش الأخرى، لا باعتبار أنها حركات عنصرية أو متمردة، ولم تكن تلك الحروبات حروباً أهلية، وإنما مسائل احتجاجية كان ولا يزال مِن الأوفق أن يُنظر إليها في إطار القضية القومية.
قضايا الجنوب أو دارفور أو جبال النوبة أو الشرق أو النيل الأزرق وغيرها، لم تكن قضايا خاصة بتلك المناطق، وإنما هي قضايا تلك المناطق في إطار القضية السودانية الكبرى.
القضية الوطنية هي قضية تحرير وتعمير في ذات الوقت.
-3-
تعقيبي على بروف جلاب:
أشكر بروف عبد الله جلاب على المداخلة الثرَّة، ولكن أحتفظ لنفسي بحقِّ الاختلاف معه، في التفريق بين التنظيمات الحاملة للسلاح في تركيا وبريطانيا ومصر والموجودة في السودان.
جميع الحركات الحاملة للسلاح تؤمن بأنها تستطيع فرض مواقفها وتصوراتها للتغيير عبر العمل العسكري.
كلهم على النهج سواء، حتى داعش تشاركهم ذات الرؤية، العنف هو العنف بغض النظر عن هدفه أو مصدره، إسلامياً كان أو علمانياً.
وسيلة التغيير والتعبير، سترسم وتحدد طريقة الحكم، وهذا ما حدث في دولة الجنوب الآن.
في دولة الجنوب لم تحكم الحركة الشعبية، بل حكم الجيش الشعبي الذي خاض الحرب منذ 1983 إلى تكوين الدولة.
البندقية لا تنتج ديمقراطية. من جاء بالسلاح سيحكم به.
-4-
قلت لباقان أموم قبل الانفصال، إنَّ الطريقة التي ستوصلكم للحكم في جوبا، هي التي سيختارها معارضوكم للاحتجاج عليكم. وهذا ما حدث.
تبرير حمل السلاح، جرثومة لم تغادر الجسد السياسي السوداني المعاصر، من ثورة 24 إلى اليوم.
المقدمات ستحدد النهايات، والوسائل ستفرض النتائج.
-5-
قالها المهاتما غاندي:
(الغاية هي الشجرة، والوسيلة هي البذرة.. إنّ الغاية موجودةٌ في الوسيلة، كما أنّ الشجرة موجودةٌ في البذرة).
صحيفة السوداني
خ.ي
أعتقد أن كلاً من تلك الحركات في إيرلندا وتركيا، كانت في الأساس حركات انفصالية، ولها وجه أو وجوه إرهابية، طالت المواطنين العاديِّين في عواصم تلك البلدان