منى سلمان

لوك الصبر يا راجل

[SIZE=5] [CENTER]لوك الصبر يا راجل ![/CENTER]

ما بين حظوة (البكر) ومكانته في القلوب كونه أول فرحة، وبين دلع (الحتالة) كونه آخر العنقود والسكر المعقود، دائما ما يروح حق (الوسطاني) تحت قدميي من سبق وأكل النبق، ومن جاء متأخرا فـ كاوش على ما تبقى من مخزون الحب والحنان ..
معاناة الطفل الأوسط من (الحنانيميا) للتهميش العاطفي غير المقصود من الوالدين، تدفع به نحو أحد الخيارات .. أما أن يستسلم للتهميش فينطوي على نفسه مما يؤثر سلبا على شخصيته في المستقبل، وأما أن يحاول التحايل على الوضع بالتحول لـ (شحّاد الحنان) وذلك بالتمارض وادعاء الضعف، وأما أن يجعل من التهميش حافزا للقتال في سبيل الحصول على موطئ قدم تحت شمس الانتباة والحب، ويجتهد سعيا وراء التميز فـ تقوى شخصيته نتيجة لاعتماده على جهده الذاتي في بناء نفسه ..
برؤى عملية حكيمة اكتسبتها من طول جهادها للوقوف تحت دائرة ضوء الاهتمام والتقدير، وسعيها الدؤوب لأن تكون عند حسن ظن الجميع، جاء اختيار (نجوى) واسطة عقد أخواتها التسعة، لـ (عادل) الموظف التعبان وزميلها في العمل شريكا لحياتها، فعندما تقدم لخطبتها حسبتها بـ (حاسبة) ذهنها المتوقد حسبة عملية بسيطة، فهي من أسرة متوسطة الحال وما تملكه من مؤهلات الجمال والمال، لا تؤهلها كي تنافس سعيا وراء خيارات عرسان (لقطة)، أفضل من حال (عادل) المستور على حد الكفاية وليس الكفاف، لذلك بصمت بالموافقة دون تردد وفي طموحها أن تصنع من فسيخ (قصر اليد) شربات المستحيل بيدي بصارتها ..
وقبل مرور عقد من الزمان واحتفالها مع (عادل) بعيد زواجهم العاشر، كانوا قد شدّوا الرحال من بيت الايجار ليعمروا ديارهم الجديدة، بعد أن قاموا بتسوير الحوش وبناء غرفة وبرندا مفتوحة مع مطبخ صغير في قطعة الارض التي وقعت من نصيبهم في الخطة الاسكانية، والتي حفيت أقدامها في المساسقة للحصول على تصاديقها.
عملية وواقعية (نجوى) تمثلت في رؤيتها الواضحة لما تريد وكيفية الحصول عليه بالمتاح من الامكانات، لذلك وضعت نصب عينيها أكمال الحد الادنى من البناء في البيت عن طريق مباصرة الماهية والدخول في الصناديق، كي ينتقلوا إليه ثم يستعينوا بما كانوا يدفعونه مقابل الايجار كي يكملوا بقية البيت (علي مهلتهم) .. تلك الصفات مع صفاء القلب والهمة العالية هي ما جعلها تتربع على قلب (عادل) دون ان تنازعها عليه النوازع، فقد كانت له خير زوجة إذا نظر إليها أسرته باجتهادها في العناية بنفسها، وان غاب عنها تيقن من أن قفاه ليس بـ الاعوج طالما تركه في رعايتها، لذلك عندما فارقها لأول مرة وسافر لمأمورية تابعة للعمل، أرّقه الحنين إلى عشه البسيط وزغبه الصغار فكان يتصل بهم مساء كل يوم، حتى زجرته ونهته عن التبزير فـ (حق الاسكراتشات يجيب ليهو كم صفيحة رملة)، وعندما صادفت اجازة الكريسماس وعيد الاستقلال فكّر في العودة ليقضيها معهم رغم أن انتهاء المأمورية سيكون بعد حوالي العشرة أيام، ولكن عندما فاتحها بتلك الرغبة في تلفون المساء سألته بنهرة حارة:
حق تذكرة البص ده مش بجيب ليهو شوالين أسمنت؟
وعندما أجابها بـ (آي) زجرته بشدة:
سمح لوك الصبر يا راجل .. شن فضّل ليك؟ كلهن أسبوع وتلاتة يوم !!

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email] [/SIZE]

‫2 تعليقات

  1. [FONT=Arial Black][SIZE=7]لكن مرة تمام…

    زي دي ممكن تختها في جرح

    كبيييييييير[/SIZE][/FONT]