بيانات ووثائق

نص خطاب الرئيس البشير امام قمة الكوميسا الثالثة عشر


صاحب الجلالة الملك موسواتي الثالث ملك مملكة سوازيلاند

السادة اصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات السيدات الأوائل السادة الوزراء

السيد / الامين العام لمنظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا السادة رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية السادة اعضاء البعثات الدبلوماسية الضيوف الكرام السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية يطيب لي أن أتقدم بالشكر الجزيل للسيد الرئيس روبرت موقابي ولشعب وحكومة زيمبابوي لاستضافتهم فعاليات القمة الثالثة عشر لرؤساء الكوميسا ولحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة التي حظينا بها منذ وصولنا إلي شلالات فكتوريا الرائعة

وأن اهنئكم شخصيا بمناسبة توليكم رئاسة الدورة الحالية وانتهز هذه الفرصة لأزجي خالص الشكر لفخامة الرئيس مواي كيباكي علي المجهودات التي بذلها خلال رئاسته للدورة السابقة

اصحاب الفخامة : السيدات والسادة: تتزامن دورة انعقادنا هذه مع مرحلة تاريخية هامة يمر بها الإقليم إذ نحشد كل طاقاتنا لتنمية وتعزيز التكامل الإقليمي لنتمكن من رفع مستوي معيشة شعوبنا واعدادها لمواكبة التطورات الكبري التي يشهدها العالم في مختلف المجالات

ولذا فنحن مطالبون بتجاوز كل العقبات من تهميش وديون متراكمة إلي مشاركة فعلية في التنمية والتطور من خلال الإستغلال الحكيم لمواردنا الطبيعية والبشرية

إن حجم نمو التجارة البينية بين دول الإقليم وإن كان دون طموحاتنا إلا أنه مؤشر لنجاح منطقة التجارة الحرة التي اتاحت فرصا ممتازة للتبادل التجاري بين دول الإقليم كما حثت علي بذل مزيد من الجهود في مجالات الإنتاج والترويج استعدادا للنفاذ للاسواق العالمية كخطوة هامة للإنطلاق نحو الإتحاد الجمركي لدول الإقليم

إننا مطالبون بتعزيز مجهوداتنا لحشد كافة الأنشطة المؤدية إلي اتحاد جمركي قابل للنمو والبقاء وإزالة كافة العقبات امام حرية التجارة وموائمة كافة الأنظمة التجارية المرتبطة بتسهيل التبادل التجاري ويسعي السودان من خلال عضويته في منطقة التجارة الحرة منذ ميلادها في عام2000 مع بقية الدول الاعضاء لإستكمال كافة الجوانب الفنية لبداية العمل بالإتحاد الجمركي

السادة اصحاب الفخامة السيدات والسادة إن تفاعل السودان مع برامج وانشطة الكوميسا في شتي المجالات ينبع من إيمانه بالهدف المشترك للدول الإفريقية ذات الملامح المتماثلة وأهمية التكامل الإقليمي وبأنه يمثل المدخل السليم لمعالجة الكثير من قضايانا الإقليمية ، لذا فقد سعينا حثيثا ولانزال لتنفيذ كافة أنشطة وبرامج الكوميسا. السادة اصحاب الفخامة السيدات والسادة إننا نؤمن بأهمية دور القطاع الخاص كمحرك لعملية التنمية والإستثمار في الإقليم من خلال شراكته الذكية مع القطاع العام من أجل التنمية والإعمار ، ولاشك أن قمتنا تنظر بعين الرضا للبرنامج الشامل للتنمية الزراعية في إفريقيا ( CAADP ) الذي يركز علي موضوعات في غاية الأهمية مثل الامن الغذائي- تطوير أساليب وتقنيات الري – ومقاومة العوامل المناخية ومجالات تطوير بحوث وتسويق وترويج المنتجات الزراعية

إن كل ما تقدم ينبغي أن يتم التمهيد له بمتابعة وتطوير برامج ترقية البني التحتية في الإقليم بمختلف مجالاتها بما في ذلك تنمية وتحديث اساليب تقنية المعلومات ، وفي هذا الصدد نثمن المجهودات المبذولة في إطار تفعيل صندوق الكوميسا الإنشائي والتعويضي كأداة يعتمد عليها في توفير تمويل البني التحتية ، وتخفيف الآثار الجانبية للسياسات الإقتصادية العالمية الراهنة. السادة اصحاب الفخامة السيدات والسادة إننا نسعي من خلال الخطط والبرامج للوصول إلي تحقيق اهداف في التنمية ، ولن يتأتي ذلك إلا بالمشاركة الكاملة لقطاع المرأة ، ورغم المجهودات المبذولة ، إلا أنه لاتزال هنالك الكثير من التحديات في مجالات النوع تنتظر المعالجة ، ونعيد تأكيد كامل التزامنا بضرورة تشجيع وتنشيط مشاركة المرأة في عملية التنمية ، ولا يفوتني في هذه السانحة ان نؤكد دعمنا لكل القرارات الصادرة في هذا الجانب مثل قرارات إستراتيجية النوع واشراك المرأة في النهضة الصناعية وإنشاء البيوتات التجارية النسوية. السادة اصحاب الفخامة السيدات والسادة إن تجمع الكوميسا لديه الكثير من القوة التفاوضية اللازمة لتعزيز قدرتنا علي التفاوض الجماعي مع الإتحاد الأوربي حول الشراكة الإقتصادية بغرض التوصل لإتفاق منصف يركز علي الجوانب التنموية ولكن يجب ان نتذكر ان هناك ازمات تؤثر سلبا علي مسيرة التنمية في بلداننا ولابد من التصدي لها في إطار التعاون البناء بين دولنا ومن بينها ازمة الديون الخارجية ، والأزمة المالية العالمية وظاهرة الاحتباس الحراري في ظل ضعف المبادرة الدولية الرامية للتصدي لهذه القضايا والتي لم تتجاوز طور الوعود وبالتالي لابد لنا ولتحقيق طموحاتنا وآمالنا وتعبئة مواردنا من أن نعمل سويا للتغلب علي كافة الصعاب التي تكبل مسيرة التنمية والتعاون في الإقليم

إننا نرغب في أن نعيش في سلام واستقرار ، وأن نتقاسم معا ثمرات السلام مع شعوب الإقليم وان نعمل سويا من اجل تفجير طاقاتنا وقدراتنا من اجل التنمية غير أن جهودنا في السودان ظلت تصطدم بعقبات تحاول أعاقة مسيرتنا عن طريق التدخل الخارجي في مشكلة دارفور والتي خرجت بها قوي معادية من الإطار المحلي إلي المحيط الإقليمي والدولي من خلال تقديم الدعم العسكري والسياسي والاعلامي للحكات المتمردة في دافور بهدف تأجيج الصراع في دارفور واحباط أي جهود لايجاد تسوية سلمية ونهائية للمشكلة

ولم تكتف تلك القوي المتربصة بالسودان بمحاولاتها الرامية لتقويض الأمن والاستقرار في البلاد فحسب بل خرجت علينا بفرية جديدة تتمثل في قرارات المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الجمهورية والتي هي شكل جديد من أشكال الإستهداف المباشر بغرض الهيمنة علي السودان والنيل من استقلاله وسيادته وعزله عن محيطه الإقليمي تمهيدا لتمزيق وحدته وارجو أن اؤكد لكم ان شعب السودان بصموده وتماسك جبهته الداخلية وتضامن اشقائه واصدقائه في إفريقيا والعالم قادر علي هزيمة هذا المخطط الخبيث وتفويت الفرصة علي قوي الشر التي تسعي للتدخل في شئون الدول الإفريقية ونهب ثرواتها

السادة الصحاب الفخامة السيدات والسادة ختاما اسمحوا لي بأن احيي الأمانة العامة للسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا وعلي راسها الأمين العام السابق السيد ارستو موينشا علي المجهودات الكبيرة التي ظل يبذلها علي مر السنين من أجل التكامل الإقليمي كما لايفوتني أن اهنيء السيد سنديسو انقوينا الأمين العام الجديد للسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا مع تمنياتي له بالتوفيق

والسلام عليكم
المصدر :سونا