رأي ومقالات

مكي المغربي : السؤال ما هو مدى استفادة السودان من الفاصل؟! أو الثغرات التي تظهر تباعاً؟! سؤال أجبنا عليه من قبل ولا داعي للترديد!

[JUSTIFY]نعم صحيح سيتم إظهار الفاصل وكأنه إضراب عن العمل القضائي بسبب عدم احترام “أحكام المحكمة الإنسانية الأولى في العالم”، وستكون هنالك محاولات لإحراج الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لكن هذا كله إخراج “سياسي إعلامي”، لقرار متفق عليه لخدمة أغراض محددة.

ضرورة التسوية في جنوب السودان هي السبب الأساس لهذا الفاصل المؤقت، فالمطلوب إبرام مصالحة جنوبية والشروع في تأسيس الدولة “حسب المقاسات الجديدة”، وإذا لاح شبح الجنائية في الأفق سترفض الأطراف كلها التسوية، ولذلك لا بد من “تنويم الجنائية”، كما يجب “تنويم” الملف في دارفور أيضاً لأن هنالك انقساماً حاداً حول القضية حالياً في مجلس الأمن، وروسيا قررت “تنزل بالتقيل”، وأعلنت أنها ستعمل ضد تحريك ملف تابت في موقف يكشف شكوكها في الرواية التي تتبناها الدوائر المؤيدة للجنائية واعتبارها “مجرد فبركة”!

هنالك حالة من الإحباط وسط الناشطين والحقوقيين والمنظمات في أمريكا عندما يجدون أنفسهم يتحدثون عن الشمال وجرائم الشمال والقصف الجوي الذي يقوم به الشمال، بينما لا يستطيعون الحديث عن قصف المدن بالكاتيوشا “إلا بأخبار خجولة متفرقة”، ذات القصف الذي يقوم به حزب الله وحماس وتسميه الوسائط الغربية “القصف العبثي” أو “الصواريخ العبثية” أو “القصف اللا إنساني”، وذلك تفاديا لاعتباره “مقاومة” أو “دفاع عن النفس”، أما في السودان فلا يجوز الحديث عنه إلا في سياق “وتأتي هذه الهجمات رداً على ما أعلنته الحكومة صيفاً حاسماً”. كما لا يجوز الحديث عن مآسي الجنوب بالطريقة التي يمكن أن تقود ملف الجنوب إلى ذات الخطوات التي سلكها ملف دارفور، ويسلكها حالياً ملف جبال النوبة…. باختصار غير مسموح للناشطين اعتبار سلفا بشير آخر، أو رياك أحمد هارون آخر … هؤلاء قادة علمانيون مهما فعلوا، والقضايا يجب أن تفصل حسب التوجهات الأيدولوجية … انتهى!

لكن دوائر الناشطين بالرغم من التسييس الذي تقوم به إلا أن لديها درجة من “المحاسبية” أمام قواعدها، التي تحقق معها حول الصمت إزاء جنوب السودان أو عدم التصعيد بحجم المأساة؟! وما مقال آلان بوزويل “لوبي الدولة الفاشلة” منا ببعيد حيث بات الانقسام حاداً وواضحاً واتهم بوزويل مجموعة كلوني وقاست أنهما يطاردان البشير في حالة من “المونومينيا” وهي جنون العدو الواحد والتي تجعل الإنسان لا يرى أي شيء آخر ولا أي خسارة أو جريمة أخرى ويتجاهلها لأنه مثل كابتن إهاب في رواية موبي ديك!

أيضا هنالك أسباب مصاحبة وهي ضرورة تنشيط مسار “الإصلاحات” على ميثاق روما، وهذا يتطلب تهدئة الأنفاس الإفريقية وفصل المسارات من بعضها، وقد تم علمياً فصل المسار الكيني من السوداني.

“تنويم المف”، وبعده تسوية في جنوب السودان “بدون جنائية”، ثم تنشيطه لاحقاً بغرض إضعاف سلفا ومشار وتقديم القيادة البديلة لهما. نعم صحيح لقد عولت أمريكا على مشار لفترة ما ولكنها كانت تحاول إعادة صناعته بعد أن ينتصر ويقدم بعض قادة النوير للمحاكمة ويقود المصالحة والاعتذارات مع الدينكا وقبائل الجنوب، وغير ذلك من “الدراما السياسية” ولكنها اكتشفت أن هذا مستحيل، وبقيت تدعمه لإحداث توازن عسكري ولإضعاف سلفا، فيكون مهدد برياك مشار ومرتهن بموسيفيني، وبهذه الكماشة يتم خلخلة قوة الدينكا وإنهاك النوير بالمزيد من الصراع والدماء ويظهر البديل الجديد.

ينتهي الفاصل خلال أشهر تقريباً، عندما تنتهي التسوية، ويتم تحريك الملف شمالاً وجنوباً، ووقتها تكون عملية الإصلاحات وفصل المسارات قطعت شوطاً، على الطريقة “الجنوب إفريقية”، وتعود “الأداة الاستعمارية” وهي الجنائية في ثوب جديد ومقبول و”مبلوع”..!

السؤال … ما هو مدى استفادة السودان من الفاصل؟! أو الثغرات التي تظهر تباعاً؟! سؤال أجبنا عليه من قبل ولا داعي للترديد!

السوداني
خ.ي[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. ما موقف الخارجيه من الموقف الأردني الحقير والمخ ذي في مجلس الأمن بخصوص الجناءيه

  2. الراجل دا خيالو واسع ..واحد من ابتلاءات عصر الانقاذ
    “وروسيا قررت “تنزل بالتقيل”، وأعلنت أنها ستعمل ضد تحريك ملف تابت في موقف يكشف شكوكها في الرواية التي تتبناها الدوائر المؤيدة للجنائية واعتبارها “مجرد فبركة”!”