الطيب مصطفى : من تراه يُقنع المؤتمر الوطني؟!
أقول هذا بين يدي تصريحات صادرة من قلب المؤتمر الوطني، بل من لجنة تعديل الدستور التي أبدى بعض أعضائها بدون أن يعلنوا، لأسباب معلومة، عن أسمائهم التي نحتفظ بها.. أبدوا اعتراضهم على قيام الانتخابات في موعدها لتعارض ذلك مع الدستور مشيرين تحديداً إلى المادة 224 من الدستور الانتقالي.
حتى من داخل القصر الجمهوري برزت أصوات تطالب المؤتمر الوطني بلغة حادة بالكف عن سوق السودان نحو أزمة واحتقان سياسي جديد لن يزيد المشهد السياسي إلا خبالاً وعواراً، فها هو مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد المعبِّر عن الشرق بكل ثقله السياسي والقبلي لا يكتفي بالمطالبة بتأجيل الانتخابات، إنما يمضي باتجاه أكثر قوة في مواجهة تعنُّت الحزب الحاكم إزاء خصومه السياسيين إذ يطالب الرجل بإطلاق سراح فاروق أبو عيسى وبقية المعتقلين اتساقاً مع خريطة الطريق التي يتعامل معها المؤتمر الوطني، كما لو كانت خرقة بالية رغم أنها موثق غليظ تواضعت عليه جميع القوى السياسية التي اجتمعت في قاعة الصداقة، ودشَّنته ليصبح مرجعية ملزمة لجميع من تواثقوا عليها بمن فيهم رئيس الجمهورية. ومن أهم بنود تلك المرجعية التي أعني بها خريطة الطريق تهيئة المناخ من خلال إزالة الاحتقان السياسي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بدلاً من اعتقال المزيد منهم.
لست أدري والله، لمصلحة مَن يركب المؤتمر الوطني رأسه، ويستخدم هذه اللغة الحادة والأساليب التعسفية في مواجهة مخالفيه، ولماذا يعزل نفسه يومياً حتى من أقرب المتحالفين معه ممن يشاركونه الحكم حتى ولو كانت مشاركتهم تمومة جرتق؟!
لماذا هذا الطغيان الذي ذُم ليس في قرآن ربنا فحسب وإنما حتى في عُرفنا ومزاجنا السوداني الذي يميل إلى العفو والصفح؟!
أقسم بالله إنني أجد تململاً وعدم رضا عن هذه الروح المستعلية المتكبِّرة حتى من قيادات مهمة داخل المؤتمر الوطني (تطنطن) في مجالسها الخاصة، وفي جلسات الأنس والمناسبات الاجتماعية، لكنها تظل صامتة لاعتبارات كثيرة ليس هذا مجال الافصاح عنها.
تواردت هذه الخواطر في نفسي حين قرأتُ خبراً عن لقاء جمع السيد رئيس الجمهورية بمساعده عبد الرحمن الصادق المهدي تعرَّض لأفكار حول تقديم تنازلات لإلحاق القوى المعارضة بالحوار الوطني.
عندما يجتمع عبد الرحمن الصادق المهدي بالرئيس ويتحدث عن تنازلات بغرض إلحاق الرافضين للحوار، فإن أول من يتبادر إلى الذهن سيكون دون شك الإمام الصادق المهدي.. الرجل الذي منح الحوار دفعة قوية عند ابتداره لأول مرة من قبل الرئيس، لكنه خرج بعد ذلك مغاضباً جراء فعل منكر في حقه لم يستسغه إلا قلة من الناس، وكانت عاقبة ذلك التصرف سلسلة متلاحقة من التداعيات وردود الأفعال التي تراكم بعضها فوق بعض من الطرفين، مما زاد المشهد السياسي تعقيداً، ولو كان من اتخذوا قرار اعتقال المهدي يعلمون ما ستؤول إليه الأمور لربما ما فكّروا في تلك الخطوة غير المحسوبة التي ظل ولاة الأمر يكررونها لعقود من الزمان ولا يجنون ولا يجني الوطن منها غير الحصرم.
تعنّت المؤتمر الوطني يا بروف غندور يفقده بل يمزّق كروته وأوراقه التفاوضية والسياسية، ومن عجب أن يدفع المؤتمر الوطني الأحزاب دفعاً إلى صف قطاع الشمال بالرغم من تناقض رؤاه وطرحه السياسي مع طروحاتهم، وهل أدل على ذلك من هذيان عرمان بالحكم الذاتي للمنطقتين ومطالبته باستثنائهما من الشريعة الإسلامية؟ هل أدل على ذلك من مطالبة عرمان بحل وتفكيك القوات المسلحة السودانية؟!
مواقف عرمان (المشاترة) كان الأحرى بالمؤتمر الوطني أن يفيد منها في عزل الرجل وقطاع الشمال من مؤيديه، لكنه المؤتمر الوطني الذي لا يخسر لوحده إنما يخسر الوطن كله بأفعاله وأقواله وطغيانه واستكباره!
ذلك ديدنه منذ أيام التجمع الوطني الديمقراطي قبل نيفاشا وبعدها وحتى اليوم.. لا يجيد بسياساته الخرقاء أكثر من شن الحرب على نفسه وعلى هذا الوطن المنكوب.
سألتُ السيد الصادق المهدي قبل سنوات من هو الأقرب إليكم: المؤتمر الوطني أم الحركة الشعبية فأجاب بقوله: الحركة أقرب إلينا سياسياً، أما المؤتمر الوطني فإنه الأقرب ثقافياً وفكرياً، فقلت له مسائلاً: لكن ألا تبنى المواقف السياسية على المرجعيات الفكرية؟ كيف تقرّب الحركة سياسياً وهي تنفي الدين الذي قامت عليه العقيدة الأنصارية؟
لكن من تُراه يستحق أن يُساءل الآن: الصادق المهدي أم المؤتمر الوطني وهو يدفع الإمام وكثيراً من القوى السياسية دفعاً نحو مستنقع عرمان وحركته الشعبية، كما يدفع الوطن نحو هاوية سحيقة نرى تجلياتها في دول أخرى من حولنا؟
صحيفة الصيحة
ت.أ
شريعة بتاع الساعة كم يا عمك. الفساد مستشري ولا أحد يسأل. الفسوق والشاي بالنعناع وقهوة باللبن في شارع النيل. قل لي سارق واحد قطعت يده أو صلب منذ 1989؟ أين هي الشريعة التي تتمشدقون بهاوقروض الدولة كلها ربوية..آل شريعة آل.
ياريت لو راجل أختك في اليوم داك أداها ضهروا