منوعات

“إنو الجاي صباحاً أجمل” لا تحفل مجموعة عقد الجلاد الغنائية بنزاعات السياسيين في البلدين.. وتختار مسارح جوبا لحفلات نهاية العام

[JUSTIFY]سيرة الجنوب عادة ما تأتي إلى الشمال متبوعة بالحرب.. الصباح الخرطومي تكتسي فيه الصحف بلون الموت الأحمر، وجوبا ترد على تصريحات الخرطوم بأن ما أعلن من قبل السلطات السودانية فيما يتعلق بمطاردة حركات التمرد في حدود الدولة الوليدة، يمثل إعلان حرب. الخرطوم وجوبا، تعودان لذات مربع المواجهة الأوَّل، أو هكذا بدت التراشقات الإعلامية بينهما.

لكن ثمة سيرة أخرى يمكن كتابتها باللون الأخضر في هذه المرة؛ فالمفارقة أنه في ذات اليوم الذي بدأ فيها الخلاف يشتجر بين السودانين، جاءت أخبار جوبا تحمل أن هناك رقصا على أنغام السلام المقيم، حيث تستضيف المدينة في ذات المساء (فرقة عقد الجلاد الغنائية) وهي تقيم حفلا بمركز شباب نمرة 3 بآخر العواصم العالمية جوبا.

بذات الود القديم تعاود عقد الجلاد إطلالتها على جماهيرها من السودانين في الدولة الجنوبية، ينتظرونها هم على جمر الانتظار لإعادة سيناريو الفرح القديم الذي عاشوه في شوارع الخرطوم وفي أنديتها وفي جامعاتها.

بعيداً عن سيرة الحرب والمواجهات وصراعات الساسة يمضي (العقادة) بطابورهم الأخضر وهم يشتاقون لـ( البلود الفيها ريحة البلد القبيل)، يحملون شنط السفر ويهبطون في مطار جوبا الدولي وهم يحملون رسالة الفن داخل مظروف السلام، (العقد) تدخل إلى المدينة الحالمة في عام ما بعد نكبة ديسمبر المغلف بالموت، تدخل المدينة الذي يعكر جوها صوت صفير الحرب التي ما سكتت إلا لتعلن بدايات جديدة. (عقد الجلاد) الذين صدحوا بأمنيات السودان القديم في (بتمناك موحد.. بنيلك موسم والحرية مرسم) يعودون ليرسمون (وطن زين.. حنينه دوام ساساق.. لا ينضر لا ينعاق).. هو الوطن الواحد رغم إعادة ترسيم خارطة الحدود.

(نحنا أهل الفرحة جينا.. لا المدامع وقفتنا ولا الحكايات الحزينة.. ولما درب الرايحة جابنا.. جابنا في هذي المدينة.. والشوق بحر يا ولدي.. بحراً تيه).. لكن بحر الجبل يستقبل ضيوفه والجالسين على ضفافه يرددون (سارا) وفي روايات أخرى (كل ما نقول خلصنا الليل.. يطلع باكر ليلاً أطول.. وكل ما نقول كملنا الشيل.. تطلع شيلة باكر أتقل.. لكن برضو نأمل ونصبر.. إنو الجاي صباحاً أجمل)..

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]