السجاد الأحمر ينتظر حفيد المختار في روما وسط جدل محتدم

فرشت ايطاليا السجاد الاحمر أمس بمناسبة الزيارة الاولى للزعيم الليبي معمر القذافي لروما، ما اثار جدلا وصل الى داخل حزب رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني فيما أكد الزعيم الليبي طي صفحة الاستعمار وبناء صداقة جديدة مع ايطاليا.
ووصل القذافي الى روما مع وفد يضم اكثر من مئتي شخص وكان في استقباله في المطار رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي يأمل في ان تكلل هذه الزيارة التاريخية بنجاح دبلوماسي بعد اسابيع صعبة.
واستقبل الرئيس الايطالي جورجو نابوليتانو ظهر أمس القذافي على مأدبة غداء على ان يلتقي مساء مع بيرلسكوني. أما غد الجمعة بعد لقاء مع ارباب العمل، سيلتقي القذافي بناء على طلبه مئات النساء اللواتي يمثلن اوساط الثقافة والاقتصاد والسياسة ونصبت خيمة القذافي في فيلا دوريا بامفيلي، اضخم حدائق روما، لكنه سينام في القصر الموجود فيها الذي يعود الى القرن السابع عشر.
وقال القذافي للصحافيين اثر لقائه الرئيس الايطالي «ان صفحة الماضي طويت وفتحت صداقة جديدة» واضاف نحي هذا الجيل الجديد من الايطاليين لمعالجته قضايا الماضي بشجاعة.
من جهة قال رفائيلو مترازو من معهد القضايا الدولية ان «الزيارة تشكل منعطفا تاريخيا بين البلدين. تريد روما ان تستقر علاقاتها مع ليبيا حول قضية النفط القديمة ومسألة الهجرة السرية الجديدة».
واضاف ان «العلاقات مع ليبيا يمكن ان تعوض جزئيا ضعف ايطاليا الاقتصادي وتعيد تنشيط دورها التاريخي في المتوسط الذي اضعف بسبب المبادرة الفرنسية الاتحاد من اجل المتوسط».
وتأتي هذه الزيارة بعد توقيع اتفاق بين البلدين في اغسطس 2008 لتصفية حسابات ثلاثين عاما من الاستعمار الايطالي لليبيا (1911-1942).
وتعهدت روما بدفع تعويضات لليبيا بقيمة خمسة مليارات دولار على شكل استثمارات على السنوات الـ 25 المقبلة.
وفي المقابل تعهدت طرابلس بمكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من سواحلها بفعالية اكبر. ووافق الليبيون لاول مرة منذ مطلع مايو على استرجاع 500 مهاجر اعترضتهم البحرية الايطالية.
وتجري زيارة القذافي وسط اجراءات امنية مشددة رغم توقع ان يكون التحرك الاحتجاجي لطلاب اليسار المتطرف محدودا.
المصدر :البيان