رأي ومقالات
صلاح حبيب : هل هناك وجه شبه بين الصحافة والعمل الدبلوماسي؟!
أما العمل الدبلوماسي أيضاً نعلم أنه لا يدخله إلا من بدأ العمل متدرجاً في الوظيفة من السكرتير الثالث إلى أن يصل وظيفة السفير، وهي من المهن الراقية التي تحتاج إلى شخص تتوفر فيه كل صفات الرجل الدبلوماسي لأنه يمثل الدولة داخلياً وخارجياً، والسفير خارج البلاد بمثابة رئيس جمهورية يتحدث بلسان الدولة ويقوم بكل المهام التي تعلي من قدر الوطن، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح العمل الدبلوماسي يدخله كل شخص لا يمت للعمل الدبلوماسي بصلة، وفي المقولة السودانية (دبلوماسي وكلامه قاسي)، أي كلام الرجل الدبلوماسي موزون ولا يتحدث إلا بما يفيد، ولم نسمع في يوم من الأيام أن الدبلوماسي أو السفير في المحطة الفلانية قد تعدى على مال الدولة كما ظهر أخيراً، فأصبحت السفارات الخارجية يسهل التعدي عليها لأن العمل دخله أناس لم يتدرجوا التدرج الطبيعي للوظيفة، فالدبلوماسي في حديثه فرق وفي مشيته فرق وفي علاقاته الاجتماعية مع الأشخاص فرق، فلماذا درجت وزارة الخارجية على إدخال أشخاص لا علاقة لهم بالعمل الدبلوماسي؟! أو لماذا أصبحت وزارة الخارجية محطة عمل لكل من لم توجد له وظيفة في مكان آخر؟ فالضابط الذي أُحيل إلى المعاش الإجباري وجدت له فرص عمل كسفير، والسياسي الذي فقد عمله في مكان ما أتيحت له فرصة عمل كسفير.
أذكر أن سياسياً عُين في وظيفة سفير بدولة خارجية، فعندما زارها رئيس الجمهورية عقد مؤتمراً صحفياً ولأنه لا يعرف العمل الدبلوماسي بدأ يسترسل في الحديث قبل الرئيس حتى وبخه الرئيس قائلاً: وماذا أقول أنا؟!
المجهر السياسي
خ.ي