تحقيقات وتقارير

الوجه الآخر للزعيم إسماعيل الأزهري


[JUSTIFY]كثيرون كتبوا عن إسماعيل الأزهري وكثيرون أجروا حوارات عدة خلال الأيام القليلة الماضية ومع دخول شهر ديسمبر الذي شهد أحد أيامه أولى خطواتنا في طريق الاستقلال.

تحدث الجميع عن زعامة الأزهري السياسية والجانب النضالي في حياة زعيم الاستقلال، ولكن هناك جانباً آخر يبرز الصورة الحقيقية لبطل الاستقلال ويعكس الصورة الحقيقية للأزهري الإنسان بعيداً عن السياسة ومعاركها التي تتطلب أحياناً ضرباً تحت الحزام واستخداماً لحيل المراوغة في مرحلة تعتبر مرحلة مخاض هذا البلد.

في (2102) جلست «آخر لحظة» إلى شقيق الأزهري الأكبر «دوليب» كان ذلك بحضور شقيقه الأصغر «صلاح الأزهري» وركزنا في هذه الدردشة وحديث الذكريات على الجانب الآخر في حياته وعلاقاته مع الناس مؤيديه وخصومه، مع الذين يسخرون منه في الصحف والذين يهاجمونه بالرسائل وحتى مع الذين اعتقلوه.

شقيق الأزهري دوليب كان يتحدث عن الزعيم بحب بدا من خلال ابتسامة تصحبها قهقهة صغيرة والحقيقة شعرت بأن دوليب والذي كان لصيقاً بشقيقه إسماعيل، يتحدث عن ابن وليس أخاً وظل يسترجع ذكريات بعيدة وأنها حبيبة إلى نفسه بدلالة أن عامل السن والسنوات قاومت النسيان.

ساعة أو أكثر كنا نستمع ونستمتع فيها بتفاصيل حياة قائد وزعيم عظيم يملك دنيا السياسة، رجل متواضع سوداني بسيط في الحياة الاجتماعية.

٭ وصدقت النبوءة كان شقيقي إسماعيل ابن التاسعة عشرة ولكنه كان نابغاً يتحدث الإنجليزية بطلاقة، رافق الوفد السوداني المكون من الزعامات السياسية الكبيرة في ذلك الوقت والتي يتقدمها إسماعيل الأزهري الجد الكبير للزعيم والذي حمل اسمه فيما بعد، وقد كان يشغل منصباً مهماً وهو مفتي السودان بجانب زعيم الختمية السيد علي الميرغني وإمام الأنصار السيد عبد الرحمن المهدي وزعامة الاتحاديين الشريف الهندي.. كان شقيقي الأصغر إسماعيل يقوم بالترجمة بين هؤلاء الشيوخ والملك جورج ملك بريطانيا في ذلك الوقت بطلاقة أدهشت الملك نفسه والذي لم يخفِ إعجابه بالشاب السوداني وأخبر جده بأن هذا الشاب سيكون له شأن عظيم.
٭ قسم لو تعلمون عظيم 9191م كان ذلك هو التاريخ الذي أقسم فيه ابن التاسعة عشرة أن يجلي الإنجليز عن السودان، كانت لذلك «القسم» قصة استفزت إسماعيل الحفيد.. وذلك عندما سأل بريطاني الشيوخ الثلاثة ماذا يأكل السودانيون، فجاءته الإجابة من الحفيد المترجم بأن السودانيين من بني الإنس يأكلون «اللحمة والخضار وكل شيء يؤكل».. ولكن المستعمر كان يصر على السخرية فقال بريطاني آخر «السودانيون مثل الكلاب يأكلون العظام وأحياناً يتناولون اللحمة النية».. كانت العبارة القاسية التي فهمها الحفيد إسماعيل سبباً في قسم لو تعلمون عظيم.

٭ «القومة» ليك يا وطن زاد حجم الابتسامة وعلا صوت قهقهة دوليب وهو يقول أزهري كان ما بخاف ويكره الاستعمار جداً قبل أن يبدأ في حديثه بقوله أزهري أخوي طبعاً كان معلماً، وكان مدير مدرسته إنجليزياً وكل ما يمر المدير الإنجليزي يقف المعلمون إلا أزهري والذي طلب من المعلمين أن لا يقفوا احتراماً للمستعمر، كان المدير البريطاني يستمع لتحريض واحتجاج الأزهري فنظر إليه من تحت نظارته ليبدي استفزازه واقترب من أزهري يشهر أصبعه بشكل يدل على تهديد ووعيد، قطع دوليب حكايته لتنتابه موجة من الضحك ويواصل حديثه أزهري قال للخواجة «إذا أنت خواجة أنا بعرف الإنجليزية أكتر منك ويشهد عليّ ملكك جورج وبتميز عليك بالعربية وأنت لا تعرف عنها شيئاً»، شعر البريطاني باستفزاز جعله يسحب ورقة وقلماً ويطالب بنقل أزهري إلى حنتوب وقبل إسماعيل النقل بتجاوب وقال له «لو وديتني حنتوب أنا ما بتوب».

.. ونواصل مع جانب من حياة الزعيم إسماعيل الأزهري

تقرير : فاطمة أحمدون
صحيفة آخر لحظة
ت.أ[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [SIZE=5]رحم الله الزهرى وامثال الازهرى الذين بذلوا الغالى والنفيس فى سبيل هذا الوطن اتمنى من السودانيين ان يدرسوا سيرته ويتأسوا بها ويعيدوا سيرة الابطال الاوائل كى ينعم السودانيين بالحرية الحقيقية حفاظا لتراب هذا الوطن[/SIZE]