رأي ومقالات

محمد الطاهر العيسابي: الأشِنــات !!

بمثل ما تقدم المعارضة للحكومة خدمات جليلة ( بصنيّعها ) وببعض مواقفها المخزية والمتناقضة حتى مع طبيعة ونفسيّة شعبها ، كذلك الحكومة تتكرم عليها بخدمات تجعل من قادتها أبطال في عيون الرأي العام ، وكأنهما ( أشنات ) أي الحكومة والمعارضة ، وتعرف ( الأشنات ) في علم الأحياء بأنهما كائنين يعيشان مع بعضهما البعض عيشة تكافلية أحدهما فطر والآخر طحلب حيث يقوم الفطر بتوفير الغذاء للفطر من خلال خيوطه التي يمدها الى التربة لتوفير الأملاح المعدنية للطحلب بينما يوفر الطحلب المادة العضوية للفطر من خلال عملية التمثيل الضوئي نظراً لاحتوائه على مادة الكلوروفيل ، وهكذا هما حال حكومتنا ومعارضتنا البائسة !!

بالأمس إعتقلت السلطات رئيس حزب المؤتمر السوداني ( إبراهيم الشيخ ) وقدمت له خدمة إعلاميّة وتلميعيّة جليلة ما كان يحلم بها ، فجأة وجد نفسه حديث الناس والوكالات في حين أن حزبه لايسوى ( وزن ريشة ) مهما حاول البعض نفخه وتضخيمه ، أقام هذا الحزب قبل أيام ندوة سياسية في داره حضرها فقط أربعة أشخاص بالإضافة إلي ثلاثة آخرين هم من أشرفوا علي تنظيمها وغاب الجميع بل غاب المتحدثون أنفسهم ، رغم الإعلان المسبق والكثيف للندوة كما جاء بالأخبار ، فماقدمته ( الحكومة ) للحزب من خدمات تكفيّه لعدة أعوام فلماذا إذن يقيم نشاط ؟ وقد أصبح زعيمه ( مناضلاً ) في أوساط الرأي العام ، تتحدث عنه الأسافير كصانع للبطولات بل حرروا تاريخ ميلاد ( تسنين ) لحزب ( مغمور ) بأنه قد ولد منذ الثمانينات ليبدو أكثر عراقة ولمعاناً !!

لازالت السلطات تعتقل ( فاروق أبوعيسى ) وتهدد ( المهدي ) بالخارج وتصورهم وكأنهم قوة ( خارقة ) تزلزل النظام ، بالله عليكم بماذا يضيّر هؤلاء النظام ، وقد كان ( أبوعيسى ) خارج الأسوار لأكثر من عقدين من الزمان ، وكذلك ( الإمام ) هما عُمر الإنقاذ فهل سلبا منها مايسلبه ( الذباب ) من على سطح جسم الإنسان ؟

يبدو لي أن الحكومة أصبحت متخصصة في ( صناعة وتلميع الأبطال والمناضلين ) وهي الصناعة ( الوحيدة ) التي أفلحت فيها وتستحق عليها ( الآيزو ) بإمتياز !

أطلقوا سراح الرجل قبل أن ( يستشهد ) لكم بالسجون و( تصجّنا ) صوره بالأسافير والميادين ، ودعوا المهدي يعود بلا شروط ، فمسرحيته أصبحت ( بايخة ) وفيلم هندي شاهدناه عشرات المرات ، سيحضر غداً ويقلد وسام ، وحبذا أن تلحقوا به أعياد الإستقلال !

أليست هذه هي حياة ( الأشنات ) ، لانها ببساطة حكومة بلا معارضة لن تكون ( طاعمة ) فأين ستجد من الكلمات التي تعبيء بها الطاقات من عينة ( المتربصين ) و ( المأجورين ) ، وكذلك معارضة دون أن تعارض ستصبح ( بدون شغلة ) ، ماذا ستفعل ؟ ومن أين تجد حياة الفنادق وفلاشات الكاميرات وبهارج الأضواء !

ومن المضحك المبكي هذه الأيام ومن عجائب ومِحن السودان أسماء أحزاب تعلن عن نيتها خوض الإنتخابات لم يسمع بها الناس ولافي نشرات مابعد منتصف الليل ، وغاية طموحها أن يجد ( صاحبها ) كرسيّا ضمن ( الكوتة ) ، لاتكلفوا الدولة ورقاً وتصيبوا الناخبين المرهقين ( بزغللة ) في العيون من طول قائمة الاحزاب والمرشحين ، أعطوهم ( كوتتهم ) وليريحونا ويستريحوا بدلاً من هذه المسرحيات ! وإن كان لابد إعتقلوا رئيس أي حزب ( مغمور ) للتلميّع و ليتعرف عليه الناخبون .
إلى لقاء ..

بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email] صحيفة السوداني

‫2 تعليقات

  1. ما عندك موضوووووووووووووووع يا منتفع يا متسلق يا انتهازي

  2. [SIZE=4][B]الى المدعو ( عصام ) بالله سؤال الماعندو موضوع منو الان .. الرجل قال ماعنده كان اعوج او عديل هذا رأي .. انت وين قولك ؟؟؟؟؟؟
    فواضح الماعندك موضوع انت مادايره كلام مافي داعي تسب نفسك [/B][/SIZE]