محمود الدنعو

كي مون يحذر


[JUSTIFY]
كي مون يحذر

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من تزايد خطر الاضطرابات الدينية في جمهورية أفريقيا الوسطى ما يشكل خطرًا على البلاد على المدى الطويل، مؤكدًا أن الأحداث في العام الماضي قد أضرت بعمق بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين وتشكل خطرًا على المدى الطويل على هذا البلد.

تحذير كي مون الذي جاء متأخرا نوعا ما ألقاه أمام القمة الاستثنائية للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا التي عقدت في العاصمة التشادية إنجمينا، في محاولة لإنهاء دورة العنف والانتقام المروعة بين المسلمين والمسيحيين التي أججت نيراها الحالة الأمنية المتردية في أفريقيا الوسطى عقب استيلاء تحالف سيليكا على السلطة مطلع العام المنصرم على السلطة من الرئيس فرانسوا بوزيزيه الذي يتهم بالضلوع في أعمال العنف الراهنة بإيقاظ الفتنة بين المسلمين والمسيحيين حيث يقف بوزيزيه وراء مليشيات تدعي حماية المسيحيين من المسلمين الذين يتحالفون مع السلطة الانتقالية الراهنة في أفريقيا الوسطى.

الجهود الإقليمية التي تضطلع بها البلدان الأفريقية حاليا والتدخل العسكري الذي تقوده فرنسا يواجه تحديات جساما من أجل إحلال السلام والاستقرار في هذا البلد المحاط بعدة بلدان أفريقية مضطربة آخرها جنوب السودان، التحديات تتمثل في جسر هوة الثقة بين سكان أفريقيا الوسطى من المسلمين والمسيحيين، حيث خلفت الأحداث الراهنة حالة من الغضب والعارم والرغبة في الانتقام من كل طرف تجاه الطرف الآخر، وبالتالي يتطلب هذا العمل أكثر من تحذير بان كي مون المتأخر هذا فعلى المجتمع الدولي التحرك العاجل لأن الأمر لا يقل خطورة عن الإبادة الجماعية في رواندا التي باتت وصمة عار في جبين الإنسانية.

التحرك المطلوب في أفريقيا الوسطى الآن يتجاوز التدخل العسكري الفرنسي الذي أسهم بشكل كبير في خفض حدة العنف ولكنه أذكى من حيث يدري أو لا يدري الحرب الطائفية عندما بدت القوات الفرنسية كحام للمسيحيين دون المسلمين في بلد الفتنة الطائفية فيه على أشدها حيث تتوفر البيئة الصالحة للطائفية بسبب الفقر والجهل الذي يغرق فيه أغلب السكان.

بجانب الدعم العسكري والإنساني لابد من حلول سياسية للأزمة في أفريقيا الوسطى لأن الصراع السياسي حول السلطة هو الذي أشعل فتيل الحرب الطائفية، حيث أن التكوين السياسي في هذا البلد وسائر البلدان الأفريقية يقوم على أساس الطائفة والعشيرة وبالتالي سرعان ما تتحول الخصومة السياسية إلى عداوة طائفية تفضي إلى حرب أهلية طاحنة، وفي الأنباء طلب قادة دول وسط أفريقيا ليل الخميس الجمعة في إنجمينا من البرلمانيين في دولة أفريقيا الوسطى الذين نقلوا جوًا إلى بانغي، الإعداد لاتفاق حول رحيل الرئيس ميشال جوتوديا لتسهيل الخروج من الأزمة في البلاد، ولو أن في ذلك مخرجا لأزمة فليكن ذلك كذلك!

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي